موجودة منذ 400 عام.. كيف تنبأ "دافينشي" بصراعات المنطقة العربية

الاثنين 20 يناير 2020 | 11:39 مساءً
كتب : شروق مدحت

"طائرة ودبابة وصراعات خفية"، وصف يمثل ماتشهده المنطقة العربية من صراعات حالياً، ولعل مايثير الدهشة هو التنبؤ بتلك السيناريوهات قديمًا من خلال بعض اللوحات والتصميمات الفنية التي أثارت الجدل حول دلالاتها ورموزها الخفية، حيث توجد العديد من الأعمال الفنية الخالدة التي تعكس إرثًا تاريخيًّا وحضاريًّا هامًّا، وهذا بجانب قيمتها الفنية الكبيرة، مما جعلها خالدة من جيل لآخر، ولعل أبرزها لوحات الرسام والنحات العالمي الشهير "ليوناردو دافينشي"، الذي يعد واحداً من أهم رواد عصر النهضة، كما تعد لوحتي "الموناليزا"، و"العشاء الأخير"، الأشهر في العالم

صورة

دلالات لوحة "العشاء الأخير"

تعد لوحة "العشاء الأخير" للرسام الإيطالي ليوناردو دافنشي، واحدة من أهم الأعمال الفنية التي آثارت الجدل والتساؤلات حولها، وتم إنتاجها في القرن الخامس عشر الميلادي، وتحديداً في الفترة الممتدة بين عامي "1495م - 1498م"، وتضمنت اللوحة مشهدًا دراميًا ذكر في الأناجيل الأربعة، حيث أظهرت جمع السيد المسيح تلاميذه، مُعلنًا خلال وجبته الأخيرة أن أحد الرسل سوف يخونه، في إشارة إلى "يهوذا"، كما أنه سيتم إلقاء القبض عليه وإعدامه، وأظهرت تعابير الوجه والإيماءات كيف تفاعل كل واحد من تلاميذ المسيح الاثنى عشر مع الخبر، وتضمنت تلك اللوحة عشرات الحقائق والأسرار، والتى تم فك طلاسمها عبر الزمن، وأبرزها التكهن بأن التلميذ المحبوب الجالس على يسار المسيح، ليس الرسول يوحنا، بل هو مريم المجدلية، حيث أن الشخص الجالس بجانب ذراعه الأيمن لا يسهل التعرف عليه بسهوله، إذ يبدو شكله أنثوي بعض الشيء، ولا يمكن أن نربطه بصريًا بالذكورة، مما يجعل البعض يجزم أن هذا الشخص لا يمكن أن يكون يوحنا، وأنه مريم المجدلية.

العشاء الأخير تحدد موعد نهاية العالم

ولعل أبرزها ماكشفت عنه الباحثة الإيطالية "سابرينا سفورتس جاليتسيا"، في دراستها حول علاقة لوحة العشاء الأخير بتحديد موعد نهاية العالم، وأعلنت الباحثة عن قدرتها على كشف شفرة رسالة دافينشي في اللحظة التى أبلغ فيها السيد المسيح تلاميذه بأن أحدهم سيخونه، والتي تمثل حادثة "العشاء الأخير" المكتوبة بصورة مفصلة فى الكتاب المقدس فى إنجيل يوحنا 13:21. وكما تؤكد الباحثة، حيث استطاعت فك الشفرة فى النافذة التى تظهر خلف السيد المسيح فى اللوحة، وأكدت أنها بعد أن قامت بوضع مجموعة من الرموز الرياضية والفلكية وتشكيل فسيفساء، وتشكيل الرموز الفلكية المنعكسة فى اللوحة فإن نهاية العالم ستحدث فى الأول من نوفمبر عام 4006، حيث أنه سيدمر العالم "طوفان كبير" من المتوقع أن يحدث فى شهر مارس من العام نفسه، لكنه سيشكل للبشرية مرحلة تطهير وبداية "أرض وسماء جديدتين".

صورة

لوحة "الموناليزا"

في عام 1503، بدأ دافنشي في رسم لوحته الشهيرة "الموناليزا" التي تتواجد حالياً في متحف اللوفر خلف زجاج مضاد للرصاص وتعد كنزاً وطنياً يراها ملايين الزوار، حيث تم رسمها بتقنيه مبتكرة تدعى "sfumato"، والتي أظهرت ابتسامة غامضة لإمرأة آثارت الجدل حولها، حيث هناك من قال أنها أميرة نابولي "إيزابيلا"، ومنهم من قال أنها مجرد "مومس"، فيما كانت والدة دافنشي واحدة من الاحتمالات، بينما الأشد إثارة للجدل كان احتمال أن البطلة لم تكن فتاةً من الأصل وإنما المتدرب الذي كان عند دافنشي مرتدياً ملابس أنثى.

اختراعات دافينشي

من خلال دراسة علم الميكانيكا، تمكن المخترع والعالم دافينشي من التفكير في اختراعات لم يكن العالم يدري أنها تتحقق يوما ما، ونستعرض أبرز الاختراعات التي سبق دافينشي العالم إليها قبل 400 عام، وهى:

طائرة دافينشي

اعتمد على واحد من أشهر مقولاته وهى "الطبيعة هي مصدر كل المعرفة الحقيقية"، فحصل على فكرة طيران الإنسان عن طريق الطيور، حيث قام بتصميم الطائرة، ووضع نصب عينيه الخفاش كمثال، ثم بدأ في تدوين الملاحظات، ثم باشر الرسومات الأولية، ووصل في النهاية إلى التصميم المناسب، لكن لم يتخطَ الأمر أكثر من هذا، فكانت الطائرة عبارة عن جناحين لهما نهايات مدببة ويتجاوز طولهما 33 قدمًا، ومصنوعتان من خشب الصنوبر المغطى بالحرير الخام، لكنه كان متينًا بما يكفي للطيران، ولعل العقبة الأساسية التي واجهته هى خلق طاقة كافية لإقلاع تلك الطائرة، ولهذا ترك الطائرة وتصميمها في دفتره فقط.

 

هليكوبتر دافينشي

تمكن من خلال مهاراته التقنية بما في ذلك الأشغال المعدنية، من تصميم الطائرة الهليكوبتر، حيث اعتمد في صنعها على القصب والكتان والأسلاك، واعتمد فيها على فكرة المروحة اللولبية، التي تعمل من خلال أربعة رجال يقفون على منصة مركزية ويقومون بتدوير العمود، وكان يرى أنه بمجرد لف العمود ودوران المروحة سترتفع الطائرة، لكن نتيجة تقلصات الوزن اكتشف العلماء المعاصرون أن اختراعه لم يكن ليطير أبدًا، ولا يعلم هو هذه النتيجة؛ لأنه لم يجربه مطلقاً.

 

باراشوت دافينشي

أراد العالم والمخترع حماية أرواح البشر، من خلال تصنيع مظلة أو باراشوت، وهى عبارة عن قطعة كبيرة من الكتان محكمة الإغلاق، وبها 12 عصا من أعلى، و12 أخرى من أسفل، حيث كانت مظلة ثلاثية، وتحديداً في عام 2000، قام أدريان نيكولاس، وهو يعد من أبرز هواة القفز بالمظلات، بتطوير نموذج أولي يعتمد على تصميم دافنشي واختبره، وبالفعل نجحت التجربة.

دبابة دافينشي

بعدما انتقل دافينشي إلى ميلان عام 1483، للعمل لدى عائلة سفورزا الحاكمة كمهندس عسكري ومعماري، ونحات، ورسام، قام بوضع تصميم للدبابةتتضمن عدد من المدافع الخفيفة، مع عجلات تسمح بالدوران 360 درجة، ويتم تغطية المنصة بواسطة غطاء حماية كبير فيما يشبه قوقعة السلحفاة، ومعززة بألواح معدنية، حتى يمكنها أن تنحرف بشكل أفضل عن هجوم العدو عليها، كما اهتم أن يضع لها برج رؤية في الأعلى لتوجيهها، ولعل الخلل البارز بها كان يتمثل في أذرع الحركة التي كانت في الاتجاه المعاكس.

 

رشاش دافينشي

من خلال عمله كمهندس عسكري، عمل دافنشي على إضافة لمسات بسيطة على البنادق لتحويلها، إلي رشاش، وتضمن سلاحه 33 ماسورة بندقية، وقسمها على ثلاثة صفوف، حمل كل صف 11 ماسورة بندقية متصلين جميعها بمنصة إطلاق واحدة، ومعلقة على جانب الصفوف عجلتان كبيرتان، وخلال المعركة يوضع الجهاز علي مدفع، بحيث يتم إطلاق الصف الأول والمكون من 11 دفعة واحدة، ثم الصف الثاني فالثالث وهكذا.

 

أشهر أقوال دافنشي

- الرسام الجيد لديه أمران أساسيان يرسمهما: الرجل وروحه، الأول رسمه سهل ولكن الثاني صعب لأن الروح عليك أن تعبر عنها من خلال الإيماءات وحركة الأطراف"،

- "حين لا تعمل الروح مع اليد.. لا يوجد فن

رواية شيفرة دافينشي

رواية شفرة دافنشي

تعد من أكثر الروايات البوليسية المشوقة، للكاتب الأمريكي "دان براون"، والتي استطاعت أن تلفت أنظار العالم حولها، حيث حملت العديد من المفاجأت، ولعل الصدمة الكبرى في الحديث بأن الكتاب المقدس "الإنجيل"، هو كتاب من تأليف البشر، ولم يتنزل من السماء، وتصدرت الرواية لقائمة الروايات الحديثة الأكثر مبيعاً في تاريخ الأدب العالمي، حيث تم إصدارها في عام 2003، وتجاوزت مبيعاتها الـ65 مليون نسخة، أصبح الكاتب "دان براون" واحدًا من أكثر مائة شخص تأثيرًا في العالم، وتم ترجمة أعماله إلى أكثر من أربعين 40 لغة عالمية.

دلالات رواية شيفرة دافنشي

حرص الكاتب "دان براون" على الربط بين حل الرسائل المستترة في لوحات ليوناردو دافنشي الشهيرة لوحة "المونا ليزا" ولوحة "العشاء الأخير" حيث تشارك تلك الرسائل بوضوح في حل اللغز في أحداث الرواية واللوحات معاً.

تناقضات رواية شيفرة دافنشي

توجد العديد من التناقضات التي وجهت لرواية "شيفرة دافنشي" ومنها العثور على خزنة صغيرة من صنع العبقري ليوناردو دافنشي، وتتضمن معلومات مهمة للكشف عن سر تلك الجرائم التي حدثت بطريقة سادية، حيث ظهرت الخزنة بكونها معقدة الفتح للغاية، مع أنه لم توجد في زمانه خزنات معقدة بهذا الشكل، أما التناقض الثاني فهو يتمثل في تزوج السيد المسيح من السيدة مريم المجدلية وإنجابها منه، ثم هروبها إلى فرنسا للعيش هناك بعد الصلب، وعلى الجانب الآخر محاولة حاول أتباع السيد المسيح إبقاء سر وجود سلالة السيد المسيح مخفيًا، وأيضاً المنظمة السرية "أخوية سيون" التي تعهد أعضاءها لحماية ذلك السر وإبقائه مكتومًا ولو بأرواحهم.

اقرأ أيضا