قبل عام ونصف، من هنا بدأ البنتاجون الأمريكي في وضع خطط من أجل استهداف قائد فيلق القدس فس الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، إلى أن تم تنفيذ المهمة والعودة برأسه.
ترصد وتعقب
وفي تقرير كشفت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن هناك جيشا من الجواسيس كان قد تعقب سليماني إلى أن تمت تصفيته فجر يوم 3 يناير 2020.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن السلطات العراقية كانت قد اعتقلت سوريا وعراقيا، وأخضعت مسؤولا استخباراتيا في مطار بغداد للتحقيق، لمعرفة كيفية تسرب معلومة وصول سليماني إلى المطار، حيث تم استهدافه بعد ذلك بدقائق.
تتبع من 2007
وتم وضع سليماني تحدت عدسات الميكروسكوب منذ عام 2007 وبشكل خاص عقب وضع قوته التي يقودها على لائحة الإرهاب الأمريكية.
وعندما بدأت إيران في استهداف ناقلات النفط في الخليج العربي وخليج عُمان، طلب مستشار الأمن القومي الأمريكي حينئذ جون بولتون، من الجيش وأجهزة المخابرات، تقديم خيارات لردع الاعتداءات الإيرانية.
وكان من بين الخيارات المطروحة على بولتون تصفية سليماني وعدد آخر من القادة الإيرانيين، وعندها تكثفت عمليات تعقب القيادي البارز في الحرس الثوري، رغم أنها كانت قائمة منذ سنوات.
وفي سبتمبر الماضي، باشرت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" المسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط وقيادة العمليات الخاصة، بالعمل على عملية محتملة لقتل سليماني، مهندس التمدد الإيراني في المنطقة عبر الميليشيات، وفقا لما أوردته شبكة "سكاي نيوز" بالعربية.
وبالفعل، بدأ عملاء في سوريا والعراق جرى تجنيدهم لهذه الغاية، في الإبلاغ عن تحركات قائد فيلق القدس، وفقا لما قال مسؤول أمريكي لصحيفة "نيويورك تايمز".
جواسيس في 7 كيانات
وقالت الصحيفة إن المخابرات الأمريكية جنّدت شبكة عملاء في كيانات عسكرية وشبه عسكرية لملاحقة تحركات سليماني، الذي كان يتعامل مع هذه الكيانات.
والكيانات هي: الجيش السوري وفيلق القدس في دمشق، وميليشيات حزب الله اللبناني في دمشق، وموظفون في مطارات دمشق وبغداد، وميليشيات كتائب حزب الله العراقي، وميليشيات الحشد الشعبي العراقي.
وتظهر المعلومات التي حصلت عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أن سليماني كان يسافر على متن عدد من شركات الطيران، ويشتري عدة تذاكر سفر في محاولة للتمويه.
مرصود لحظة بلحظة
وتقول المصادر الأمريكية إن سليماني سافر في أول يوم من 2020 إلى دمشق بالطائرة، ومن هناك استقل سيارة إلى بيروت، حيث التقى بزعيم ميليشيات حزب الله حسن نصر الله.
وفي اليوم ذاته، بدأت المعلومات تصل تباعا إلى مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" في لانغلي بولاية فرجينيا، وتشير إلى أن سليماني كان يخطط لشن هجمات على سفارات وقواعد أمريكية.