توجد العديد من الأقاويل التي تشير لوجود مخلوق شيطاني "يعرف بـ"الوينديجو"، ووفقاً لما جاء في أساطير قبائل الجونكويان، التي تنتمي للسكان الأصليين لقارة أمريكا الشمالية، فهو ذو شكل وحشي مرعب، يهيم في الصحاري والغابات والجبال المقفرة، لاصطياد البشر والتهامهم في فصل الشتاء القاسي.
ووفقاً لما جاء في موقع "Ancient-Origins" الإلكتروني، فإن ترجمة كلمة "وينديجو" Wendigo إلى "الروح الشريرة التي تأكل البشر"، بحسب ترجمات بعض اللغويين الأمريكيين الذي تواصلوا مع القبائل الأصلية ودرسوا لغتهم القديمة، ووفقاً للأسطورة الامريكية القديمة، فإن الإنديجو يتميز بجوع وعطش لا يرتوي للحم ودماء البشر.
تعود القصة لانتشار أسطورة الإنديجو لدى الكثير من قبائل أمريكا الشمالية، وإن كانت أغلب القبائل التي تناقلت حكايات الإنديجو تركزت في المناطق الشمالية شديدة البرودة، التي تشهد عادة في الشتاء سقوط كميات كبيرة من الثلوج تغطي الأرض والأشجار وتجعل الزراعة والرعي مستحيلين في أغلب الأماكن والأوقات.
بالإضافة إلى اسم "إنديجو"، فإن تلك المخلوقات عرفت أيضاً باسم "Skin walkers"، ومعناها "لابسي الجلود" أو "الذين يلبسون الجلود ويمشون"، وهو اسم يصف قدرة تلك المخلوقات على اتخاذ شكل البشر، عن طريق التلبس بجثث الموتى التي تجدها.
ويتميز تلك المخلوقات بكونها رفيعة الجسم، تعطي إحساسا بالهزال، ولها شكل شيطاني مخيف، لكنها بالرغم من نحافتها يصل طولها لأكثر من أربعة أمتار، عندما تقف رافعة قامتها، لأن لديها قدرة أيضاً على الاختباء والتقعر أو الالتفاف حل نفسها، لتبدو كصخرة أو جذع كبير من الخشب.
توجد في إحدى الروايات، يتحول الإنسان إلى "إنديجو" بسبب التهام لحم إنسان آخر، حتى لو كان مضطراً لذلك لكونه في مكان بدون طعام، فعندما يأكل الإنسان لحم إنسان مثله، تسكنه روح شريرة، ويتحول بعد موته إلى كائن شيطاني، يظل يتغذى على لحم البشر إلى الأبد.
وعلى جانب أخر تكشف رواية اخرى إن كل مخلوقات الإنديجو جاءت من نسل أول كائن إنديجو منذ آلاف السنين، وهو فارس عقد صفقة مع الشيطان وباع روحه له، في مقابل أن يعطيه الشيطان قدرات غير مسبوقة ويجعله غير قابل للانهزام ويعيش إلى الأبد.
ومن جانبهم يعتقد العديد من علماء الأنثروبولوجي "علم الإنسانيات" أن أسطورة الإنديجو نشأت لدى القبائل البدائية قديماً، كطريقة لمواجهة ظاهرة أكل لحوم البشر، والتي ربما كانت طريقة غير محببة، ولكن لا بد منها بالنسبة للبعض، لمواجهة برد المناطق الشمالية القارص المصحوب بانعدام الغذاء بجميع أنواعه، حيث من المفترض أن تؤدي الأسطورة التي تقول إن أكل لحوم البشر يحول الإنسان إلى كائن شيطاني إلى إحجام الناس عن تلك العادة المكروهة، ولكن هناك من يعتقدون أن الأسطورة حقيقية بالفعل، منهم الكثيرون ممن يعيشوا في عالمنا المعاصر، بل غن البعض يسعى للسفر عبر الولايات والمدن والقرى لجمع الحكايات عن الإنديجو، خاصة لو كانت روايات حديثة لأشخاص رأوا الكائن في الحقيقة، وبين عالم الحديث والحضارة من جهة والأساطير والخرافات البدائية من جهة أخرى، مازالت البشرية حائرة حول حقيقة وجود الإنديجو وغيره من الكائنات الأخرى "غير الأرضية"، التي ربما تكون حقيقية بطريقة أو بأخرى.