لا يمكن أن تخلوا احتفالات أعياد الميلاد من تلك الشخصية، بل ارتبطت الاحتفالات بها ارتباطًا وثيقًا، وباتت ملابسسه رمزًا لها في الشوارع بمختلف البلاد، الملابس التي يكسوها اللون الأحمر واللحية ناصعة البياض، والكيس الكبير المحمول على ظهره والذي يمتلي بهدايا الصغار والكبار، هذا الكيس الذي يعد بمثابة مصباح علاء الدين الذي يحقق الأمنيات للجميع، ليلة عيد الميلاد في الأفلام، فشخصية بابا نويل، تلك الشخصية التي يعتبرها الكثيرون وهمية إلّا أنّها في الحقيقة لم تكن أبدًا شخصية خيالية بل بها جزء من الحقيقة.
الكثير من الباحثون على مدار سنوات كثيرة، كانوا يحاولون معرفة من وراء بابا نويل تلك الشخصية التي ارتبط اسمها بالكريسماس أو أعياد الميلاد حتى توصل أحدهم إلى أنّ شخصية بابا نويل، تعود إلى القديس نيكولاس هذا القديس الذي كان يعيش في إقليم مبرا في آسيا الصغرى بالقرن الخامس الميلادي؛ حيث كان القديس نيكولاس يوزع الهدايا والطعام والملبس على العائلات الفقيرة بالتزامن مع العيد دون أن يعلم أحد هوية الفاعل، حتى وصل به الأمر في بعض الأحيان إلى أنّه كان سببا في حل مشاكل البعض.
ففي إحدى القصص التي ذكرتها الروايات عن القديس نيكولاس أنّه كان يوجد بالقرية التي يقطن بها رجل غني لكنّه فقد ثروته واشتدت به الحاجة، وكان له 3 بنات لم يزوجهن لسوء حالته، فوسوس له الشيطان أن يوجههن للأعمال المهينة لكسب قوت يومهم.، وتضيف تلك الروايات أن الرب كشف للقديس نيكولاس ما اعتزمه ذلك الرجل، فأخذ من مال أبويه مائة دينار، ووضعها في كيس وتسلل ليلا وألقاه من نافذة الرجل دون أن يشعر به أحد، فرح الرجل بالمال فرحا عظيما واستطاع أن يزوج ابنته الكبرى. وكرر القديس ذلك في ليلة أخرى، فتمكن الرجل من تزويج ابنته الثانية، اهتم الرجل بمعرفة الشخص المحسن، فبات ساهرا يترقب، وحينما شعر بسقوط الكيس للمرة الثالثة، أسرع إلى خارج المنزل ليرى من ألقاه، فعرف أنه القديس نيكولاس، وهنا كشفت حقيقة بابا نويل حسب الروايات في ذلك العصر.
لم تكن تلك القصة الوحيدة التي خرجت لتكشف حقيقة بابا نويل المعروف أيضا بـ سانتا كلوز، فبعض الرويات والكتب ذكرت أن بابا نويل الأسطورة المعهدة لدينا شكله حاليًا يعود لعام 1823، حين كتب الشاعر الأمريكي كلارك موريس قصيدة "الليلة التي قبل عيد الميلاد" يصف بها هذه الشخصية، وفي عام 1881، قام الرسام الأمريكي توماس نيست في جريدة هاربرس بإنتاج أول رسمٍ لبابا نويل، كما هو معروف اليوم، ببدلته الحمراء وذقنه البيضاء الطويلة وحذائه الأسود اللامع، ويقال إن ذلك كان ضمن حملة ترويجية لشركة كبرى، وانتشر منذ ذلك الوقت بابا نويل المعروف لدى الجميل بملابسه المميزة، ويقال إن اسم سانتا كلوز هو اسم محرف من سانتا نيكلوس أي القديس نيكولاس.
وبحسب ما نتشر في الروايات فقد كانت مهمة بابا نويل الاساسية هي إسعاد الأطفال الصغار وتحديدًا الفقراء، حي كان يضع للأطفال الهدايا داخل (جوارب) صوفية يضعونها فوق المدفأة في منازلهم، حيث كان يتسلل من خلال فتحة المدفأة حتى لا يراه الأطفال ليلا ويفاجئهم بالهدايا في الصباح فيملأهم السرور.