قدم الأطباء في ألمانيا، علاجا لمريض يعاني من الدهون المتراكمة في دمه لدرجة أن لونه تحول من الأحمر إلى الأبيض، وكان من الممكن أن يقتله، لو تدخل الأطباء باستخدام علاج تم التخلي عنه منذ زمن بعيد.
وأكد الأطباء على أن المريض مصاب بحالة تعرف باسم "فرط ثلاثي غليسيريد الدم"، وهو اضطراب شائع يتسبب في تكوين جزيئات دهنية تسمى الدهون الثلاثية (ثلاثي الغليسريد) في الدم.
وفى هذا الحالة قد يلجأ الأطباء إلى العلاج بتقنية تسمى البلازما،وهى تعتمد على أخذ عينة من جسم المريض ، و فصلها لأستخلاص الصفاء الدموية ، ثم إعادة حقنها مرة أخرى ف المريض بعد إضافة بعض المواد المعالجة لها ، وهي تعمل على إزالة الدهون الثلاثية الزائدة ، ثم تعيد الدم النظيف المفلتر إلى المريض.
ولكن هذا العلاج لم يستجيب على المريض ، وقام بسد دمه الغليظ والدسم المتراكم جهاز البلازما في محاولتين.
ولذلك لجأ الأطباء إلى استخدام طريقة مختلفة، وهى سحب الدهون المفرطة والخطيرة إلى حد ما، من دم الرجل ، وهى طريقة تم التخلي عنها منذ زمن بعيد والتي ابتكرها المعالجون القدامى منذ آلاف السنين، وتسمي "الفصد".
وتعتمد هذه التقنية القديمة على إخراج الدم من أحد أجزاء الجسم عن طريق إحداث شق في وريد رئيسي، وهي طريقة تعود إلى مصر القديمة منذ نحو 3 آلاف عام، وكانت واحدة من أكثر الأشكال "العلمية" الطبية شيوعا.
وقام الأطباء بسحب لترين من دم المريض، واستبداله بمركز من خلايا الدم الحمراء والبلازما المجمدة النقية، ومحلول ملحي فسيولوجي.
وعادة ما يكون المستوى الطبيعي للدهون الثلاثية في دم الشخص أقل من 150 ملغ / ديسيلتر، وتكون القراءة مرتفعة عندما تتراوح ما بين 200 إلى 499 ملغ / ديسيلتر، فيما تعتبر 500 ملغ/ ديسيلتر "عالية جدا".
وفي الحالة النادرة للرجل، بلغ مستوى الدهون الثلاثية 36 مرة أعلى من المعدل الذي يعد عادة "عاليا جدا"، حيث بلغ نحو 18000 ملغ/ديسيلتر.