الدكتور أحمد يونس: التوازنات الداخلية والإقليمية تعرقل تطبيق القرار 1701 في لبنان

الجمعة 11 ابريل 2025 | 05:31 مساءً
الدكتور أحمد يونس
الدكتور أحمد يونس
كتب : بسمة هاني

قال الدكتور أحمد يونس، الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، إن فرص نجاح تطبيق القرار 1701 وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية تظل محدودة ومعقدة، نظرًا للعوامل الداخلية والإقليمية المتشابكة التي تؤثر على هذا الملف الحساس.

التحديات الداخلية: معوقات رئيسية أمام تنفيذ القرار 

قوة حزب الله العسكرية والسياسية

لفت يونس إلى أن حزب الله يشكل القوة العسكرية غير الرسمية الأقوى في لبنان، حيث تتجاوز ترسانته العسكرية قدرات الجيش اللبناني، فضلًا عن تأثيره العميق في القرار السياسي الوطني، مما يجعل أي محاولة لحصر السلاح بيد الدولة تصطدم مباشرة بعقيدة الحزب القائمة على المقاومة.

غياب التوافق الوطني الشامل

أوضح يونس أن الساحة السياسية اللبنانية تعاني من انقسامات حادة بشأن مصير سلاح حزب الله، إذ ترى بعض القوى ضرورة دمجه ضمن مؤسسات الدولة، بينما يعتبره الحزب وحلفاؤه عنصرًا أساسيًا في معادلة الردع مع إسرائيل، مما يعقد أي محاولة للتوصل إلى اتفاق داخلي حول هذه المسألة.

الأزمة الاقتصادية وانهيار المؤسسات

وأشار إلى أن لبنان يعيش أزمة اقتصادية خانقة أثرت بشكل مباشر على أداء مؤسساته، ما يجعل تنفيذ أي مبادرة وطنية كبرى مثل نزع السلاح أو ضبطه بحاجة إلى دعم دولي وإقليمي كبير لضمان نجاحها.

التوازنات الطائفية وتأثيراتها السياسية

شدد يونس على أن الطائفية المتجذرة في لبنان تزيد من تعقيد أي خطوة باتجاه إعادة هيكلة المشهد الأمني، حيث تتخوف بعض الطوائف من أن تؤدي أي تغييرات إلى اختلال في موازين القوى الداخلية، كما ظهر مؤخرًا في الجدل حول الانتخابات البلدية في بيروت.

العوامل الإقليمية والدولية التأثير الخارجي على القرار 

التوتر المستمر مع إسرائيل

نوه يونس بأن استمرار التصعيد الإسرائيلي على الحدود الجنوبية يجعل حزب الله أكثر تمسكًا بسلاحه تحت مبرر الردع الدفاعي، خاصة في ظل غياب أي تسوية شاملة للصراع العربي-الإسرائيلي.

الدور الإيراني والتوازنات الدولية

أكد أن ارتباط حزب الله بمحور المقاومة بقيادة إيران يجعله جزءًا من معادلات إقليمية أوسع، ما يعني أن أي نقاش حول سلاحه لا يمكن فصله عن التفاهمات الأميركية الإيرانية والمفاوضات بشأن الملف النووي.

الموقف الغربي ضغط أميركي وتمايز أوروبي

أشار يونس إلى أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا متزايدة لنزع سلاح الحزب، في حين تبدي بعض الدول الأوروبية تفهمًا أكبر للخصوصية اللبنانية، مما يؤدي إلى غياب موقف دولي موحد يدفع باتجاه حل سريع لهذا الملف.

إمكانية الحل الحوار المباشر ك خيار عملي

 قال يونس إن الحل الأكثر واقعية يتمثل في إشراك رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الجمهورية جوزاف عون في حوار مباشر مع حزب الله، لتحديد مستقبل سلاحه ضمن رؤية واضحة، بعيدًا عن طاولات الحوار الموسعة التي لم تحقق نتائج ملموسة سابقًا.

ربط السلاح باستراتيجية دفاعية وطنية

لفت إلى أن وضع استراتيجية دفاعية وطنية يمكن أن يكون مدخلًا عمليًا لمناقشة مستقبل سلاح الحزب، خصوصًا إذا ترافقت هذه الخطوة مع إصلاحات سياسية وعسكرية تعزز دور الدولة ومؤسساتها الأمنية.

الفرص والتحديات: هل هناك إمكانية لتحقيق تقدم؟

أوضح يونس أن التوصل إلى تسوية شاملة يبقى صعبًا على المدى القريب بسبب تعقيدات المشهد الداخلي والانقسامات الإقليمية، لكنه شدد على أن الحوار السياسي المباشر، إلى جانب ضغط دولي منضبط، قد يفتحان الباب أمام حل تدريجي يحفظ استقرار لبنان ويعيد الاعتبار لدور مؤسسات الدولة.

اقرأ أيضا