بعد دعوة "مستقبل وطن والوفد".. هل تعود الحياة الحزبية من جديد؟

الخميس 19 ديسمبر 2019 | 09:38 مساءً
كتب : مصطفى الخطيب

"رشاد": الهدف من جلسات الحوار الوطنى تشكيل رؤية وطنية

"أبو شقة": الائتلاف الليبرالى ليس اندماجًا حزبيًا وإنما تحالف وتكتل سياسى

"سلامة": الحراك بداية لعودة الأحزاب لدورها الحقيقى

"السعيد": تنسيقية شباب الأحزاب نواة لكوادر سياسية جيدة

"بدر الدين": النظام الحزبى ضعيف للغاية ويجب تداركه سريعا

بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو شهدت الحياة السياسية إنشاء العديد من الأحزاب السياسة حتى وصلت لما يقرب من 105 أحزاب فى الشارع المصرى ولكن لا نجد لها أى تأثير على أرض الواقع وأكبر دليل على ذلك هو تمثيلها تحت قبة البرلمان، وعلى الرغم من أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قام بتوفير مناخ جيد حتى تستطيع هذه الأحزاب أن تعود للشارع من جديد، ودعوة الرئيس لها للاندماج ولكن تصارع الأحزاب وتغلب المناصب والمصالح الشخصية أفشل هذه الدعوة.

الأيام الماضية شهدت الحياة الحزبية حالة من الحراك السياسى وخاصة بعدما دعا حزب مستقبل وطن لعقد جلسات حوارية مع عدد من الأحزاب، ودعوة المستشار بهاء أبو شقة لدعوة الأحزاب لعقد تحالف ليبرالى بقيادة حزب الوفد.

وعقد حزب مستقبل وطن، جلسة للحوار الوطنى للأحزاب المصرية، بهدف بحث تفعيل دور الأحزاب السياسية فى الشارع المصرى، وناقشت الجلسة رؤية الأحزاب نحو الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وإقرار بعض مشروعات القوانين المتصلة بها، "مجلس النواب_ مجلس الشيوخ_ المجالس الشعبية المحلية"، علاوة على تفعيل الاحزاب فى إثراء الحياة السياسية فى البلاد.

رؤية وطنية

قال أشرف رشاد، رئيس حزب مستقبل وطن، إن الهدف من جلسات الحوار الوطنى أن يكون هناك رؤية وطنية نقدمها للمواطن المصرى أولا، وأنه لا يوجد تناحر بين الأحزاب المصرية.

وأوضح أنه حينما تختلف الأحزاب المصرية يكون لصالح المواطن، وإعلاء الرؤية الوطنية المصرية، وأن الرؤية المجتمعية هى خارطة الطريق لكل حزب يسير عليها.

وأكد رشاد أن الأحزاب المشاركة بجلسات الحوار الوطنى للأحزاب، قادرة على وضع رؤية حقيقية لما هو قادم للعمل السياسى خلال الفترة القادمة سواء داخل مجلس النواب، أو خارج المجلس من خلال وضع مبادئ رئيسية على الأقل نتفق عليها حول الشكل الانتخابى سواء بإجراء الانتخابات بنظام القوائم النسبية أو المغلقة أو الفردى أو النظام المختلط.

وأضاف أنه خلال الفترة القادمة سوف نوسع دائرة الأحزاب وسيكون هناك أحزاب مشاركة بشكل أكبر وخلال الجلسات القادمة، سيكون هناك مواضيع مطروحة للنقاش نستطيع أن نصل فيه إلى رؤية مشتركة، وليس من المطلوب أن يكون هناك اتفاق كامل ولكن المطلوب زيادة مساحة الرؤية المشتركة بين الأحزاب، وليس من المطلوب أن يكون كل الحزب مثل الثانى حتى لا تفقد الأحزاب هويتها، فكل الأحزاب تتحمل مسئوليتها، وكل الملاحظات للأحزاب تؤخذ بعين الاعتبار أثناء إعداد مشاريع القوانين الخاصة بالانتخابات داخل البرلمان.

تحالف جديد

ودعا المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس حزب الوفد الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى عقد لقاء مع الأحزاب والقوى السياسية لتفعيل المادة الخامسة من الدستور.

وقال "أبو شقة"، إن الحزب شارف على الإعلان عن القوام الأساسى للائتلاف الليبرالى لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة والأحزاب المنضوية بداخله عقب مشاورات مكثفة مع عدد من الأحزاب، لافتًا أن الإعلان النهائى سيكون نهاية شهر ديسمبر الجارى.

وأكد رئيس حزب الوفد، أن هذا الائتلاف يأتى ضمن إيمان الحزب بضرورة تقليل عدد الأحزاب، واحتياج مصر لـ٣ تيارات، تمثل "الوسط واليسار والليبرالية"، مشيرًا إلى أن الائتلاف الليبرالى الذى يوشك الوفد على الانتهاء منه ليس اندماجا حزبيا، ولكنه تحالف وتكتل سياسى يستهدف خوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، تحت راية واحدة وهدف واحد.

بداية حيوية

قال الدكتور حسن سلامة أستاذ العلوم السياسة بجامعة القاهرة، إن ما يحدث الآن من حراك داخل الأحزاب السياسية هو شىء جيد، وأتمنى أن يكون بداية حيوية للحياة السياسية، وإعادة مراجعة لأدوارها، وخاصة أن من بدأ هذا الحرك حزبين من أكبر الأحزاب الموجودة على الساحة.

وأضاف أنه يتمنى ألا يكون هذا الحراك مجرد نشاط مرتبط بقرب الانتخابات وألا تكون مجرد فقاعة تحدث بداية كل موسم انتخابات، وأن يكون هذا الحراك هو بداية حقيقية لعودة الأحزاب لدورها الحقيقى، وهذا يعتمد على ما سوف يحدث خلال الفترة المقبلة.

وتابع: أنه يتمنى أن تكون هذه الجلسات أو التحالفات بداية لتنسيق الرؤى السياسية وليست لتنسيق المواقف الانتخابية، وتترجم بوجود اندماجات حزبية.

محاولة إصلاح

وأوضح الدكتور عبد المنعم السعيد المفكر السياسى، إن ما يحدث فى الساحة الحزبية الآن هو حركة سياسة وليس حراكا سياسيا، فالحراك السياسى الحقيقى هو الذى يقوم على مشروع وتوجه حقيقى، وما يحدث الآن هو محاولة تقليص عدد الأحزاب التى تعدت الـ 105 أحزاب وهذا شىء جيد وهو محاولة لإصلاح النظام الحزبى، موضحا أنه يجب أن يكون هناك دمج للأحزاب ولكن بطريقة مؤسسية حتى يحدث الدمج.

وأكد "السعيد" أن المشكلة الحقيقية أنه لا يوجد حزب لديه فكرة أو مشروع حقيقى، وهذا بسبب عدم وجود تدريب سياسى كاف وأن فكرة التعددية فى الأفكار غير موجودة بسبب الفترة الكبيرة التى عشنا فيها بفكرة النظام الواحد، مشيرا إلى أنه لا توجد كوادر سياسية فى الأحزاب، والكوادر الموجودة هى كوادر قديمة من بقايا الحزب الناصرى والتجمع، فبالتالى لا يوجد تميز بين الأحزاب، وأن القيادات الموجودة داخل حزب الوفد تتعدى الـ 70، فيجب أن تكون هناك كوادر سياسية على الساحة الحزبية هى التى تقود المشهد.

وأضاف أن فكرة تنسيقية شباب الأحزاب هى نواة بأن يكون هناك كوادر ساسية فى المستقبل وخاصة أن هؤلاء الشباب لديه مواقف جيدة وذات طبيعة فنية، ولكن يجب أن يتم بلورة أفكارهم حتى تنضج، فيجب تدريب هؤلاء الشباب وأن يدرسوا تاريخ الحياة الحزبية.

تناقض كبير

ومن جانبه قال الدكتور أكرم بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن هناك تناقضا كبيرا موجودا على الساحة الحزبية فى الكم والكيف، فيوجد لدينا أكثر من 105 أحزاب ولا يوجد لها تأثير على أرض الواقع وأغلبها ليس لها تمثيل فى البرلمان غير 19 حزبا فقط، وخاصة أنه لا يوجد لدينا حزب حاكم، وأن أعضاء الأحزاب فى البرلمان لا يمثلون غير 40% من مقاعد مجلس النواب، وأغلبية المقاعد حصل عليها المستقلون، وهذا يؤكد أن الأحزاب ضعيفة للغاية وأكبر دليل على ذلك أن المواطن لا يعرف 5 أحزاب من 105 أحزاب موجودة على الساحة ويعزف عنها.

وأضاف أن هناك ضعفا شديدا فى النظام الحزبى ويجب أن يتم تداركه فى أسرع وقت، وخاصة أننا مقبلون على انتخابات شيوخ وبرلمان ومحليات، فلا بد وأن تعيد الأحزاب تفكيرها من جديد حتى تستطيع أن تخوض هذه الانتخابات وتقنع الشارع.

وأكد أستاذ العلوم السياسية أن الاتجاهات الحزبية معروفة وهى لا تتعدى الـ5 اتجاهات سواء يسار أو يمين أو قومى وغيرها، وليس فى احتياج أن يكون لكل اتجاه 20 حزبا فيجب أن يكون هناك اندماج لهذه الأحزاب أو تكتل وتجنب الصراعات والمناصب والمصالح جانبا.

وتابع: يجب أن يكون هناك نظام جديد وضوابط جديدة للأحزاب، على سبيل المثال أن الحزب الذى لا يكون له ممثلين فى البرلمان لمدة دورتين أو ليس له مقرات فى المحافظات يتم حله، مطالبا لجنة شئون الأحزاب بألا تقبل أوراق الأحزاب التى تكرر نفس البرنامج أو البرنامج المتشابه حتى تكون هناك ضوابط تنظيمية.

اقرأ أيضا