لم تُحصنهم مناصبهم بالقدر الكآفي، فور خروجهم منها كان القدر يحمل لمصيرهم ماهو أشد وأقسى، حينما يسمع البعض عن اتهام شخص بالخيانة العُظمى فعلى الفور يتبادر إلى ذهنه أنّه خان بلادة لأجل المال أو السلطة باع وطنه لأغراض شخصية، لكن حينما يمتلك هذا الشخص نفسه السلطة والمال فالوضع هنا يختلف كثيرًا ويُصبح العقاب أشد وأقسى.
في صباح اليوم الثلاثاء السابع عشر من ديسمبر، أعلنت الكثير من وكالات الأنباء والصحف العالمية عن أنّ القضاء الباكستاني حكم على رئيس الدولة السابق "رويز مشرف" بعد إدانته بالخيانة العظمى، و جاء القرار من إحدى المحاكم الباكستانية بعد مراجعتها البلاغات والسجلات والحقائق خلال ثلاثة أشهر وجدت ان مشرف مذنبا بتلك التهمة وفق الدستور، تعجب البعض من الحكم لكن لم يكن غريبًا فهناك الكثير من رؤساء الدول الذين سبقوا مشرف تمّ الحكم عليهم بالإعدام، كلّا منهم كانت له حكاية وقصة مختلفة عن نظيره لكن في النهاية جمعتهم مقصلة واحدة.
رئيس مصر السابق
بعد ثورة الثلاثين من يونيو التي قام بها الشعب المصري من أجل إسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية، الذين عاثوا في الأرض فسادًا حاولوا سرقة الوطن وخيراته، ولم يكتفوا بذلك بل عملوا جاهدين أيضًا على اقتطاع أجزاء منه وتركها في أيدي محتلين إرهابية كل ذلك تحت مظلة الإسلام، في ذلك الوقت تم القبض على محمد مرسي رئيس البلاد وقتها بعدما تمّ الإعلان عن عزله من منصبه وعلى مدار شهور من المحاكمات تمّ الحكم عليه بالإعدام في عدة قضايا أهمها وأبرزها تهمة الخيانة والتخابر لصالح جهات أخرى، لكن توفى قبل شهور محمد مرسي قبل استكمال جلسات حكمه.
رئيس تونس السابق
في عام 2012، حكم القضاء العسكري التونسي بالإعدام على الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، الذي فر إلى السعودية، ويحاكم غيابيا هو والعديد من مساعديه بتهمة قتل المتظاهرين خلال ثورة "الياسمين" التي أطاحت به.
رئيس إثيوبيا
تعد تلك المحاكمة من أشهر المحاكمات في أفريقيا حيث تم الحكم على الرئيس الإثيوبي الأسبق منجستو هايلا بالإعدام بتهمة ارتكاب جرائم إبادة خلال فترة حكمه التي عرفت باسم "الرعب الأحمر"، إثر انقلابه ضد الإمبراطور هيلاسلاسى عام 1974، وبلغ ضحاياه 100 ألف بسبب الترحيل القسري.
رئيس العراق
لم ينسى العرب تلك المحاكمة مطلقًا فهي التي رحل فيها أحد قادة وزعماء الوطن، وتعد من أشهر محاكمات العصر الحديث ، وهي الحكم بالإعدام على الزعيم السابق صدام حسين، والذي اتهم من قبل المحكمة الجنائية المختصة بالضلوع في «إبادة جماعية» لأهالي بلدة الدجيل 1989، ووجهت له تهمة قتل 148 شخصا، وانتهت المحاكمة بإعدامه صبيحة عيد الأضحى المبارك.
وتسبب حكم الإعدام عليه في الكثير من الغضب العربي، نظرا أنه تم تنفيذه صباح عيد الأضحى، ولم تحترم القوى الدولية عادات وتقاليد المسلمين وتؤجل المحاكمة ليوم آخر، فيما فسرت بعض الصحف العربية أن تنفيذ حكم الإعدام في ذلك التوقيت جاء لاستفزاز العرب.
رئيس أفغانستان
كان إعدام الرئيس السابق لأفغانستان والذي يعد رابع رئيس للجمهورية الأفغانية الشيوعية غريبًأ بعض الشيئ، فقد قضى فترة حكمه يسعى لمحاولة إصلاح بلاده لكن لم تمنحه الظروف هذا الأمر فعانت البلاد كثيرًا بسبب نقص الإمدادات، الأمر الذي أدى إلى إبدائه تقديم استقالته، ليتنحى بعد ذلك عن حزبه الحاكم بعد خروج معظم مناطق البلاد من سيطرة الحكومة وسقوط ها بيد مقاتلين من حزب الجمعية الإسلامية، أو كما يطلق عليهم "طالبان".
وبدأت الحرب الأهلية في البلاد وحاول "نجيب الله" طلب اللجوء السياسي لكنه تمّ القبض عليه وقضى حياته بعدها قيد الاحتجاز، بعد أن رفضت الأمم المتحدة توفير ملاذ آمن له، إلى أن قبضت حركة طالبان عليه، وأعدموه شنقًا وسط العاصمة الأفغانية، كابول.
رئيس مالي
بعد 22 سنة قضاها في الحكم سقط موسى تراوري رئيس جمهورية مالي الأسبق، وحكم عليه بالإعدام مرتين لارتكابه «جرائم سياسية» في عام 1993، التي تركزت بصفة رئيسية على قتل حوالي 300 من المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية، لكنها خففت في وقت لاحق.
كما واجه حكما بالإعدام مع زوجته "مريم" عن "جرائم اقتصادية" في 1999 بتهمة اختلاس ما يساوي 350 ألف دولار في فترة حكمه، لكنهما حصلا على عفو عام 2002، ومنذ ذلك الحين تقاعد عن الحياة السياسية.
رئيس كوريا الجنوبية
في كوريا الجنوبية، حكم على رئيسها تشون دو هوان بالإعدام في 1996، لتورطه في الانقلاب عام 1979، وقمع الانتفاضة في عام 1980 بكوانجو، فضلا عن الفساد، بالإضافةة إلى تهمة الخيانة العظمى لتورطه في الانقلاب 1979، وبعد سنة، حكم عليه بالإعدام، وخفف الحكم لاحقا إلى عقوبة بالسجن مدى الحياة.
رئيس رومانيا
انتهت فترة حكم الرئيس الروماني الأسبق، نيكولاي شاوشيسكو، بنهاية مأساوية له ولزوجته، خاصة أنه حكم بلده بقبضة من حديد، كما أنه أصيب بجنون العظمة في نهاية حياته فكان يلقب نفسه بـ"القائد العظيم"، و"العبقرية التاريخية"، وأدى حكمه إلى انفجار المظاهرات في رومانيا حتى وصلت لقصر الرئيس، فحاول الهرب إلا أن بعض المزارعين قبضوا عليه وسلموه للسلطة.
لكنه حاول الهرب هو وزوجته على متن طائرة هليوكوبتر، إلّا أن الثوار اعتقلوهم وتمت محاكمة الديكتاتور الروماني أمام محكمة عسكرية عام 1989، بتهم قتل متظاهرين في الثورة ، وصدر عليه وزوجته حكم الإعدام رميا بالرصاص في أسرع محاكمة لديكتاتور في القرن العشرين.
ونفذ الحكم فيه وفى زوجته "إيلينا" التي شاركته فساده أمام عدسات التليفزيون في ٢٥ ديسمبر ١٩٨٩ بأحد معسكرات الجيش الروماني خارج العاصمة الرومانية، بوخارست، حيث تم إعدامهما رميا بالرصاص، وبكى"تشاوشيسكو" كالأطفال، حينما قيده أحد الجنود قبل إطلاق الرصاص عليه، وأعدم بتهمة الإبادة وتدمير ممتلكات الاقتصاد الوطني.
رئيس اليمن
سالم ربيع علي، أو كما يعرف باسم سالمين، تولى حكم اليمن وعمل على سحب البساط من تحت أقدام الجميع سواه، فاستأثر السلطة بنفسه، سنوات قضاها في الحكم عن حانت اللحظة أثناء لقائه بعضو الكونجرس الأمريكي، بول فندلي، وأخبره خلال هذا اللقاء أنّ "عدن لا ترغب في الانعزال عن الولايات المتحدة، وأن رئيسها أي سالمين يحبذ إقامة علاقات مع الولايات المتحدة بحيث تكون ذات صلة بالأمور التي يشكو منها الشعب اليمني"، وقتهاحدث انقلاب عليه، وتمت محاكمته بتهمة الفساد السياسي، وحكم عليه بالإعدام، ونفذ الحكم في 26 يونيو 1978.
رئيس إيطاليا
حكم الزعيم الفاشي بينيتو موسولينى إيطاليا في الفترة ما بين عام 1922 إلى 1943، وتحالف مع الزعيم النازي أدولف هتلر في الحرب العالمية الثانية، ولم تبل إيطاليا بلاء حسنا بل جرّت هذه الحرب الخاسرة الوبال على إيطاليا، ما جعلها في عام ١٩٤٢ على حافة الهاوية، وازداد غضب الشعب ورأى أن «موسوليني» قد كذب عليهم، فأصبح عدو الشعب وتم اعتقاله وصدر بحقه حكم بالإعدام.
تم تنفيذ الحكم وعُرِضت جثتاهما في محطة بنزين بساحة عامة في مدينة ميلانو الإيطالية معلقة من الأرجل، وتم التمثيل بجثثهم، حيث جاءت الجماهير تسبهم وتشتمهم وترميهم بما في أيديهم، وبدأوا إطلاق النار على الجثث وركلهم بالأرجل.
ولم يدخل "موسوليني" التاريخ لتسجيله ضمن الرؤساء الذين أعدمهم شعبهم فقط، بل دخله أيضا ضمن أكثر الحكام الذين تكرههم شعوبهم، نظرا للظلم والعنف والطغيان الذي كان يمارسه عليهم.