يجتمع عشرات النحاتين من دول العالم في شرم الشيخ هذا العام، لنحت القلوب التي تقرر وضعها في محيط النصب التذكاري بشرم الشيخ، الذي افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي العام الماضي في بداية فعاليات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم العام الماضي.
ليتشكل النصب التذكاري للإنسانية من قلوب تجمعت بأرض السلام لتشكل نُصبا ليبقى خالداً، وشاهدًاعلى اتحاد قلوب 195 دولة، في رسالة للسلام والمحبة.
ففي 3 نوفمبر 2018 افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، النصب التذكاري لإحياء الإنسانية ضمن فعاليات اليوم الأول لمنتدى شباب العالم، بحضور العديد من الشخصيات العالمية، وأكثر من 5000 شاب من دول العالم، قائلا "حلم الشباب هو البحث عن السلام والتنمية، بدلا من الخوض في الحروب، والجميع يخوض معركة بناء الوطن رغم التحديات التى تحيطنا".
ولفت السيسي خلال افتتاحه، أن الشباب استطاع مواجهة الإرهاب بالفن، ويجب عليهم الانطلاق نحو الغد من أجل حياة أفضل، ويجب ألا يتفرقوا أبدا، وعلينا أن نقف أمام مسئولتنا التاريخية وأرض سيناء تحفها المحبة من كل مكان.
وشارك العام الماضي 72 دوله، وفقا للبيان الصادر عن منتدى شباب العالم، فإن الفكرة الرئيسية للنصب التذكاري جاءت في صورة إقامة صرح يضم رمزا للإنسانية بحيث يكون كل رمز معبرا عن منظور دولة من دول العالم ليكون المنتج النهائي معبرا عن المناظير المختلفة لمفهوم الإنسانية، مع ضرورة توحيد مقاييس القطع الفنية لبيان تساوي الحقوق الإنسانية في كل مكان مهما اختلفت الأديان والثقافات، وعليه تم تحديد مقياس القطع الفنية واختيار (القلب) كرمز للإنسانية.
وتنفيذا للفكرة الرئيسية للنصب التذكاري أعدّ فريق العمل قوائم النحاتين العالميين ليمثل كل نحات/ نحاته دولته ومنظوره الخاص في تجسيد مفهوم الإنسانية، حيث تم تقسيم الفنانين إلى فريقين الأول يقوم بنحت الأعمال الفنية في سمبوزيوم شرم الشيخ في الفترة من 15-31 أكتوبر 2018 في وادي الخروم، والفريق الثاني يشارك بالقطع الفنية عن طريق إرسالها بعد نحتها في بلده.
حيث تقدم وقتها 400 نحات من مختلف دول العالم للاشتراك في العمل، شارك منهم 72 نحاتا يمثلون 72 دولة حضر منهم إلى مصر 68 نحاتا في حين أرسل نحاتي كلا من الدنمارك وفلسطين والإمارات العربية المتحدة وفلبين منحوتاتهم إلى مصر، تتراوح أعمار النحاتين المشاركين بين 22 و 73 عاما.
وتم اختيار الشكل الدائري لتوزيع القلوب داخل النصب التذكاري لتأكيد فكرة الوحدة والتعادل مع وضع القلب المصري في المنتصف تأكيدا لدور مصر المركزي في نشر رسالة الإنسانية، وتأكيدا لفكرة الإشعاع والانتشار تم تزويد الأعمدة الحاملة للقطع الفنية بوحدات إضاءة وجعل الأعمدة بيضاء اللون ترسيخا لفكرة النقاء وتأكيدا للمشهد الجنائزي الذي نتج عن أحداث العنف حول العالم.
وأشار البيان إلى أن اختيار أرض سيناء جاء لإقامة النصب التذكاري لإحياء الإنسانية لما لها من قيمة خاصة لدى جموع الشعب المصري، ونتيجة لما مرت به من أحداث متلاحقة سطرت تاريخًا يحمل أسمى معاني التضحية، وبذلك كانت أرض سيناء بقعة مقدسة لها رمزية تعبر عن الإنسانية في أبهى صورها، وتحديدًا على أرض مدينة شرم الشيخ – مدينة السلام- تم اختيار موقع إقامة النصب التذكاري في نقطة يحتضنها الجبل وتطل على المدينة من نقطة مرتفعة تجعلها الأقرب للسماء إيذانًا بنشر رسالة إحياء الإنسانية للعالم كله.
شيماء أبو الخير صاحبة فكرة ومصممة النصب التذكاري لإحياء الإنسانية بشرم الشيخ، قالت "إن النصب التذكاري يستهدف تقديس الإنسان في كل مكان وزمان".
وأضافت، في كلمتها خلال افتتاح النصب التذكاري لإحياء الإنسانية، أنه حينما تتقاسم الشعوب الإنسانية سيتشاركون في السعادة، مؤكدة أنه لا مكان يتجلى فيه وحدة الإنسانية سوى سيناء، تلك البقعة التي شهدت باعتبارها أرضًا مصرية حضارات تجاوزت 7 آلاف عام.
وواصلت: "كلنا إنسان وقد تختلف طرق حديثنا وحياتنا وردود فعلنا، لكننا سنضمن السعادة إذا توحدت قلوبنا"، مضيفة: "هذا النصب سيذكرنا بمصيرنا وجذورنا واحدة".
الفنان أحمد مجدي مُصمّم القلب المصري، قال إن مصر مثل "مصباح في العمق، كلما أظلم العالم تطفو كي تضيء هذا الظلام".
وتابع مجدي حديثه بالقول: "القلب مقر الحب، والإنسان بالحب والخير يحيا ويتقدّم ويسعد. ومن خلال الفن يستطيع الفنان أن يُخاطب وجدان الإنسان وقلبه وعقله، ويوجّهه، ويثير لديه الدهشة، ويدعوه للتفكير ويسعده. وعملي الفني قائم على هذه الفكرة. إحياء الإنسانية".