في أقل من شهر، وقعت حادثتان مأساويتان، هزتا الرأي العام، لانتحار شابين في مقتبل العمر، لشاب وفتاة كلاهما يدرسا بالجامعة، واختلفت طرق الانتحار فالطالبة شهد التي تدرس الصيدلة، رأت أن مياه النيل أحن عليها من قسوة الحياة، وطالب الهندسة نادر محمد، رأى أن القفز من أعلى قمة ببرج القاهرة أفضل له من استكمال الحياة.
تزايد حالات الانتحار
يومًا بعد الآخر، نسمع عن حادث انتحار لشباب، وهنا يتبادر للأذهان، تساؤلات عن ما الذي يدفع شاب في مقتبل العمر لإنهاء حياته بطريقة مأساوية، هل غياب الوازع الديني أم لوجود اضطرابات نفسية أم أن الأمر لغياب دور الأسرة في توجيه الدعم للأبناء، أم أن ظروف المجتمع ككل كان لها دور في الأمر.
الدين يحرم لانتحار
يقول الشيخ محمد عز الدين عبد الستار، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، إن الحكم الشرعي في الانتحار حرام بشدة ولكنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن، مرجعًا السبب في اتجاه الأفراد للانتحار بضعف الإيمان بأن لايؤمن بالقضاء والقدر وأن كل شي بيد الله، لقول الله عز وجل " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم، والله لا يحب كل مختال فخور"، وحديث الرسول ،" واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك.
ضعف إيمان
وأضاف وكيل شئون الدعوة، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن الرازق هو الله وهذا ضعف إيمان ولا يرضى الله ولا الحبيب، مشيرًا إلى أن هناك مهة على التربية والتعليم، في تأسيس النشء، وتعليمه الدين الصحيح، حيث أن الجميع لم يعد يذهب للمسجد، ولكنهم يذهبوا للمدارس والجامعات، وكذلك دور وزارة الأوقاف والشباب والرياضة والثقافة، ووسائل الإعلام المختلفة.
وعن عقوبة المنتحر في الدين ، يقول أن مٍسألة التكفير مسألة صعبة لا يمكن الحكم فيها ، فالمنتحر أمره إلى الله، فإن كان مسلم يغسل ويكفن، ويصلى عليه رغم أنه مخالف ولكن أمره بيد الله .
واستعرض وكيل وزارة الأوقاف، واقعة حدثت في عهد الرسول، عن صحابي أبلى بلاء حسنًا في أحد الغزوات والصحابة أثنوا عليه، و قالوا أنه من أهل الجنة، فالرسول رد عليهم أنه من أهل النار، فسكت الصحابة، والمفاجأة أنه كان مصاب بالحرب وألم الإصابة اشتد عليه فقتل نفسه، مضيفًا أن مسألة الجنة والنار يعلمها الله ونسأل الله حسن الختام.
الإضطراب النفسي
ويؤكد الدكتور رشاد عبد اللطيف، أستاذ علم النفس والاجتماع، ونائب رئيس جامعة حلوان، أن قضية الانتحار غير مرتبطة بمستوى تعلمي أو مادي للمنتحرين، ولكنها قضية مرتبطة بمتغيران البعد عن الله، وضعف القيم الدينية، فالمنتحر لايعرفوا عقوبة الانتحار في الأخرة، بالإضافة إلى الاضطراب والمرض النفسي، فالمنتحر يخيل إليه أنه سوف يذهب إلى مكان أفضل إذا انتحر، كما أنه لا يعرف عاقبة سلوكه .
التعرض للظلم
وأضاف في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن هناك عدة عوامل مساعدة للاضراب النفسي، منها تعرض المنتحر للظلم والضغوط الشديدة ولا يجد من يساعده فيرى أن الخلاص أعظم، كما أن النواحي المادية، وعدم وجود وسيلة للمساعدة، فلا يجد ملاذ سوى التخلص من حياته بالإضافة إلى الظروف الأسرية السيئة، وأنه لم يجد من يعنية على تقبل الحياة.
أعراض تظهر على المنتحر
وعن نسب الانتحار في مصر، أكد أننا ما زلنا في مأمن من تفاقم هذه المشكلة، على عكس مجتمعات أخرى تزيد فيها معدلات الانتحار، منوها إلى أن هناك 3 أعراض تظهر على المنتحر تشير إلى إقدامه على فكرة الانتحار، منها البعد عن الناس، كما أن الكتابات تكون متشائمة وناقمة على المجتمع بالإضافة إلى المظهر غير جيد.
وشدد أستاذ علم الاجتماع، على ضرورة متابعة الأسرة وإحتوائها لأبنائها، كما أن رجال الدين يقوموا بدور التوعية والتثقيف الديني.