مر على وزارة التربية والتعليم العديد من الوزراء منذ أن تم إنشائها، وكان هدفهم الوصول لمنظومة تعليمية جديدة تواكب التطور والعصر التكنولوجي، إلا أنها باءت بالفشل بسبب عدم وجود دراسة علمية وخبرة وافية قبل التنفيذ، فكان التطبيق على أرض الواقع بدون خضوعه لتجربه تثبت نجاح المنظومة من عدمه، حتى أن جاء الدور على الدكتور طارق شوقي، الوزير الحالي لوزارة التربية والتعليم، ليقتحم منظومة التعليم الثانوي بنظامه الجديد على آمل أن تُشفي المنظومة من الأزمات.
بداية الحكاية
"نظام التقييم والامتحانات الإلكترونية".. نظام أعلن عنه الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، منذ عام من التوقيت الحالي، ليتم تطبيقه على الصف الأول الثاني، وفي حالة نجاحه سيتم تطبيقه على باقي الصفوف بالنظام الثانوي الجديد، وهو الأمر الذي جعل الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل انطلاق العام الدراسي الجديد يطالب بالاستمرار في نظام التقييم الجديد في مرحلة الثانوية العامة، والاستفادة من البنية التحتية لمنظومة الاختبارات الإليكترونية والتوسع فيها.
امتحانات إلكترونية
ليطل علينا الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، بمطلع مايو الماضي ببعض من التصريحات التي أيدها الكثيرون خاصة وأنه أكد أنه لم تلجأ الوزارة إلى توزيع الاختبارات الورقية أثناء أيام أمتحانات الصف الأول الثانوي، واعتبر أولياء الأمور والطلاب منذ هذه اللحظة انتهاء عصر الورق تمامًا؛ ويأتي ذلك بالتزامن مع اتجاهات الدولة للتطبيق التحول الرقمي بمصر.
وبالرغم من اقتراب موعد أنطلاق ماراثون الامتحانات لطلاب الصف الأول الثانوي، إلا أن الوزارة تأخرت في توزيع التابلت على الطلاب حتي هذه اللحظة ليتم تدريبهم عليه قبل خوض الاختبارات، الأمر الذي أثار حالة من الجدل وغضب أولياء الأمور؛ ليصبح مُستقبل أبنائهم مُهددًا بالخطر.
استبدال الامتحانات
ولكن استيقظ أولياء الأمور أمس الثلاثاء، على تداول أخبار جديدة تنضم لصفحات أزمات "التابلت" السابقة مع المنظومة التعليمية؛ تؤكد على استبدال امتحانات الصف الأول الثانوي الإلكترونية بورقية للفصل الدراسي الأول والمنعقدة فى شهر يناير.
قرارات متوقعة
ومن جانبه، أعرب مجدي مدحت، منسق ائتلاف تحيا مصر بالتعليم، عدم استغرابه من القرارت الأخيرة لوزير التعليم، قائلًا إن تلك القرارات كانت متوقعة وذلك لعدة عوامل أهمها، عدم اكتمال البنية التحتية بالمدارس على مستوى الجمهورية وخصوصاً بالمدارس الخاصة، بالإضافة لعدم استلام الطلاب جهاز التابلت الخاص بهم.
استطلاع رأي للتقييم
وأوضح منسق ائتلاف تحيا مصر بالتعليم، أنه بالرغم من تصريح الوزير، بأن تسليم التابلت للطلاب سيبدأ من اليوم وحتى نهاية شهر ديسمبر، ولكن هذا لا يتيح للطلاب الوقت الكافى للتدريب الكافى التابلت، لافتًا إلى أن الائتلاف سيقوم بإجراء استطلاع رأي عن مدى جاهزية واستعداد وتطبيق معلمين المرحلة الثانوية لمفهوم تطوير التعليم الجديد بالمدارس والذى يعتمد على الفهم وليس الحفظ والتلقين.
وناشد الدكتور طارق شوقي، بضرورة أن يتم تدريب المعلمين بالقدر الكافي على أساليب ومفاهيم التعليم الجديدة حتى يتاح لهم أن يصنعوا جيلاً من الطلاب على قدر عالى من العلم ينفعون به أنفسهم ووطنهم.
الورقي ليس الكارثة
وقالت منى أبو غالي، مؤسس ائتلاف تحيا مصر بالتعليم، إن الأزمة الحقيقية ليست في الامتحان الورقي وإنما في نظام التقويم ذاته، خاصة وأن المعلمين والطلبة لم يتم تدريبهم علي نظام الجديد.
وأوضحت "أبو غالي" أنه ما زال حتى الآن الشرح في المدارس قائم على النظام القديم وطريقة الأسئلة، ليس فقط ذلك وإنما تابلت طلبة الصف الثاني في الدولاب ولم يتم استخدامه بشكل فعلي، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي في تأخير استلام التابلت هو عدم توصيل الشبكات للمدارس الحكومية والخاصة، كما أن البنية التحتية غير جاهزة لاستخدام طلاب الصفين "أولى وتانية ثانوي" كامتحانات.