الخطاب الشهير للرئيس الراحل السادات في الكنيست، كان مرحلة فارقة في تاريخ مصر، حيث يوافق اليوم مرور 42 عاما على ذلك الخطاب، ليعطي الرئيس السادات إسرائيل درسا في السلام حتى يعرف العالم من هي مصر ومن هم أبنائها.
استعداد الرئيس إلى زيارة الكنيست ومناقشتهم للسلام
كان السادات في 9 نوفمبر 1977، قد فجّرقنبلة دبلوماسية لا للغرب فقط بل لكل العرب حين كان يخطب في مجلس الشعب وقال: »ستُدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم».
السبب الذي أسفر على نقل مقر جامعة الدول العربية إلى تونس
وقد كان هذا الخطاب ومن بعده زيارة إسرائيل سببا في قطيعة عربية لمصر أسفرت عن نقل مقر الجامعة العربية إلى تونس وكان ممن أصيبوا بالذهول رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، التي كان حاضرا في مجلس الشعب أثناء إلقاء الخطبة التي لم تتأخر بعدها دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك مناحم بيجن، وفي 20 نوفمبر هبطت طائرة السادات في إسرائيل وفي اليوم التالي ألقى خطابه هذا في الكنيست.
الناتج عن الحروب الخسائر البشرية
"السلام لنا جميعا على الأرض العربية وفي إسرائيل وفى كل مكان من أرض العالم الكبير المعقد بصراعاته الدامية، المضطرب تناقضاته الحادة، والمهدد بين الحين والآخر بالحروب المدمرة، تلك التي يصنعها الإنسان ليقضي بها على أخيه الإنسان، وفي النهاية، وبين أنقاض ما بنى الإنسان وبين أشلاء الضحايا من بنى الإنسان فلا غالب ولا مغلوب بل إن المغلوب الحقيقى دائما هو الإنسان، وقد جئت إليكم اليوم على قدمين ثابتتين، لكى نبنى حياة جديدة، لكي نقيم السلام وكلنا على هذه الأرض، أرض الله، كلنا، مسلمون ومسيحيون ويهود"، بدأ الرئيس بهذه الجملة في خطابه حتى يعلم الجميع ان الناتج من الحروب هي الخسارة البشرية".
السادات يعلم العدو معنى السلام
كما أكده في خطابه أن الأرض المحتلة سوف تعود إلى أهلها وأن الأمر بديهي لا نقبل فيه الجد، ولا معنى لأي حديث عن السلام العادل ولا معنى لأي خطوة لضمان حياتنا معاهم، أنتم تحتلون أرضا عربية بالقوة المسلحة، فليس هنالك سلام يستقيم أو يبنى مع احتلال أرض الغير، نعم، هذه بديهية لا تقبل الجدل أو النقاش إذا خلصت النوايا لإقرار السلام الدائم العادل لجيلنا ولكل الأجيال من بعدنا. أحمل إليكم رسالة السلام رسالة شعب مصر الذى لا يعرف التعصب والتي يعيش أبناؤه من مسلمين ومسيحيين ويهود بروح المودة والحب والتسامح، فيا كل رجل وامرأة وطفل في إسرائيل شجعوا قيادتكم على نضال السلام و لتتجه الجهود إلى بناء صرح شامخ للسلام، بدلا من بناء القلاع والمخابئ المحصنة بصواريخ الدمار، قدموا للعالم كله، صورة الإنسان الجديد، فى هذه المنطقة من العالم، بشروا أبناءكم أن ما مضى، هو آخر الحروب ونهاية الآلام، وأن ما هو قادم هو البداية الجديدة للحياة الجديدة حياة الحب والخير والحرية والسلام، ويا أيتها الأم الثكلى ويا أيتها الزوجة المترملة ويا أيها الابن الذى فقد الأخ والأب، يا كل ضحايا الحروب الحروب املئوا الأرض والفضاء، بتراتيل السلام، املئوا الصدور والقلوب، بآمال السلام".