لاقت الحلقة الأولى من مسلسل ممالك النار، إعجاب متابعي قناة MBC مصر الفضائية، والذي شهد وأن جسد الفنان خالد النبوي، شخصية "طومان باي" وهو آخر السلاطين المماليك الشركسيين فى مصر، والذي شُنق على باب زويلة، على أيدي العثمانيين.
ممالك النار | من هو طومان باي
هو آخر سلطان مملوكي شركسي تولى حكم مصر، حيث وٌلد عام 1474 في حلب السورية، وتولى حكم مصر بعد مقتل عمه السلطان الغوري على أيدي العثمانيين في معركة مرج دابق عام 1516.
عينه الغوري نائبًا له قبل خروجه لمواجهة العثمانيين، وأجمع أمراء المماليك وقتها على تعيينه لكنه رفض بسبب الفتنة بين المماليك والحال المضطرب في البلاد بعد قتل الأمراء بسبب أصولهم العثمانية وسرقة سوق خان الخليلي، لكن الأمراء أصروا على تعيينه سلطانًا وأقسموا على المصحف بعدم خيانته فوافق على تولي حكم مصر
ممالك النار | معركة الريدانية
بعد توليه حكم مصر، جمع طوماي باي جيشه من جنود المماليك والمصريين، وقرر مواجهة العثمانيين خاصةً وأنه رفض عرضهم عليهم ابقائه على حكم مصر مقابل الاستسلام وتبعية السلطنة العثمانية.
خرج جيش المماليك بقيادة طومان باي، إلى الريدانية وتحصن بها وحفر خندق على طول الخطوط الأمامية، لكن العثمانيين غيروا خططهم بعد علمهم بخروج الجيش واتجهوا إلى القاهرة، فتبعهم طومان باي والتحم معهم في معركة قوية والتي شهدت قتله لـ سنان باشا الصدر الأعظم في السلطنة العثمانية بيده ظناً منه بأنه السلطان لكن بسبب كثرة العثمانيين وقوتهم لم يتمكن المماليك من وقف زحفهم، وهرب العسكر الذين كانوا حول طومان باي فخاف أن يقبض عليه العثمانيين فهرب واختفى.
ممالك النار | محاولات طوماي باي
بعد هزيمة طومان باي، في معركة الريدانية، تسبب هروبه في خوف السطان سليم دخول القاهرة مباشرةً ودخلها بعد ثلاث أيام يوم 26 يناير 1517، وباغتهم طومان باي في يوم 28 يناير في بولاق في معركة طاحنة بأزقة المدينة وحصل السطان المملوكي على مساعدة المصريين رجالًا ونساءً، لدرجة بأنه خٌطب لطومان باي في خطبة الجمعة، لكن العثمانيين قلبوا الوضع لصالحهم عندما لجأوا إلى سلاح البنادق فأجبروا المماليك على الفرار وهرب طومان باي إلى بنها شمال القاهرة بعدما رأى عدم تمكنه من الاستمرار بالمقاومة.
استمر طومان باي في الكر والفر مع العثمانيين، حتى أنه كاد أن يقتل السلطان العثماني في بولاق، لكن خلال أحد معاركه في منطقة وردان (امبابة حالياً)، لم يستطع الاستمرار أمام القوة الهائلة والعتاد الضخم، فهرب طومان باي ولجأ إلى الشيخ حسن بن مرعي الذي أخرجه من السجن والذي كان قد دخله أيام عمه السلطان الغوري ولكن الشيخ وشي به وأبلغ عنه السلطان السلطان سليم الأول فقبض عليه.
ممالك النار| خيانة المماليك لـ طومان باي
التحق بعض المماليك الشراكسة إلى خدمة العثمانيين وخانوا طومان باي، ونصحوا السلطان سليم الأول بإعدام طومان باي، حيث أخبروه بأنه يسعى إلى سلطة مصر وأقنعوه بوجوب إعدام طومان باى. فسُلِّم طومان باى إلى على باشا دلقدار أوغلو ليعدمه على باب زويلة، والذي كان المماليك قد أعدموا شهسوار بك والد على باشا دلقدار أوغلو قبل 40 سنة على نفس هذا الباب لصداقته مع العثمانيين .
ممالك النار | إعدام طومان باي
وصف المؤرخ ابن إياس إعدام طومان باي - وهو شاهد عيان- قائلًا:
"عند باب زويلة توقف ركب السلطان الأسير طومان باي.. كان في حراسة 400 جندي من الانكشارية.. وكان مكبلاً فوق فرسه.. وكان الناس في القاهرة قد خرجوا ليلقوا نظرة الوداع على سلطان مصر..وتطلع طومان باي إلى (قبو البوابة) فرأى حبلاً يتدلى، فأدرك أن نهايته قد حانت.. فترجل.. وتقدم نحو الباب بخطى ثابتة.. ثم توقف وتلفت إلى الناس الذين احتشدوا من حول باب زويلة.. وتطلع إليهم طويلاً.. وطلب من الجميع أن يقرؤوا له الفاتحة ثلاث مرات.. ثم التفت إلى الجلاد، وطلب منه أن يقوم بمهمته".