شرفات شقق بمبنى قديم، مضى على بنائه ما يقرب من 70 عاما، يشهد اليوم حالة من الفزع وقيام عدد من سكانه بإخلاء وحداتهم وأخذ أمتعتهم الموجودة بالعقار 144 شارع ميدان التحرير بحي الدقي، الصادر بشأنه قرار إزالة حسب تشخيص الحي "ميل بالعقار"، وأنه يهدد سلامة السكان والعقارات المجاورة.
عم سعد حارس العقار 144 بحي الدقي منذ 70عام "هروح فين بعد العمر دا كله أنا وأولادي".
من بين سكان العقار المهدد بالإزالة بحي الدقي، يوجد شخص قضى ما يقرب من 70 سنه، كاحارس للعقار" سعد "، البالغ عمره نحو90 عاما، حزين الوجه ومتهالك الجسد قد أصابة لعنات الزمن، فاقد للسمع تملأ عيناه الدموع، حائر الفكر أين يذهب في هذا العمر المتقدم، لا يملك مكانا آخر يذهب إليه وفي رقبته ابنه البالغ من العمر 43 عاما، وأحفاده، وابنته البالغه من العمر مايقرب من 40 عاما.
قال عم سعد: "قضيت عمري كله هنا منذ شبابي، وبعد القرار بالإزالة هكون في الشارع أنا وأبنائي وأحفادي" وبصمت مفاجئ ودموع متساقطة، يضيف عم سعد لـ"بلدنا اليوم": "خلاص بقينا على باب الله".
وأضاف حارس العقار أن العقار يتردد عليه السكان حتى أمس 4/11/2019، وأن تم فصل المرافق عن العمارة "كهرباء، ومياه" منذ 3 سنوات لإجبار السكان على الإخلاء، لأن صاحب العقار يريد ذلك والسكان رافضة الأمر.
وأشار"الحاج سعد" أن العقار مؤجر بطريقة الإيجار القديم، وأن صاحب العقار منذ أكثر من 20 عاما يحاول إخلاء العقار، والآن بالمحاولات وصل لقرار الإزالة.
ومن جانبها قالت صفية سعد البالغة من العمر ما يقرب من 40 عاما، ابنته حارس العقار، قالت المرافق مفصولة من 3 سنوات، والسكان تركت العقار بعد فصل" المياه، والكهرباء، والغاز" ولكن يوجد لهم أمتعة بداخل الشقق الخاصة بهم.
وأضافت "صفية": "أنا مقيمة مع والدي في حراسة العمارة "هنروح فين هنام في الشارع" احنا قضينا عمرنا كله فيها وصاحب العقار بعد م افشل في خروج السكان قام ببيعها لمقاول "بس شكل المقاول عرف يمشي نفسه" إنتي عارفة المقاولين بقا".
إبن حارس العقار البالغ من العمر52 عام "هروح فين أنا وأبويا وعيالي هنام في الشارع"
بعيون ممتلئة بالدموع تحدث "محمد سعد": "هروح فين بالغلبان دا"الأب" ومراتي وعيالي، أنا اتولدت هنا من سنة 1967، ولادي مدارسهم هنا هروح فين".
وأضاف نجل حارس العقار: " صاحب العمارة بعد ما يئس في خروج السكان فضل يحاول لحد ماطلع قرار إزالة للعمارة لأنها لاتصلح وأنها خطر وجودها، حيث صدر القرار عام1997م وأتي على العمارة أحداث لو "منها خطر كانت إتهدت" حدث زلزال ولم تتأثر بشئ، وتم عمل المترو ولم تتأثر"، وتساءل "محمد": ما الداعي لإزالتها؟.
وأنهى "محمد" ابن حارس العقار باستغاثة: "البواب هيروح فين بصوا علينا إحنا قضينا عمرنا فيها، طب السكان مقتدرة وعندها بيوت هتنقل فيها لكن "إحنا فقراء أوي هنروح فين؟".
وفي النهاية من خلال "بلدنا اليوم" نترك السؤال للمسؤولين للإجابة على العائلة التي ينتظرها مصير مؤلم.
كانت رئاسة حي الدقي بمحافظة الجيزة، قد وجهت تحذيرا مهما إلى جميع قاطني وحدات العقار رقم 114 بشارع التحرير بسرعة إخلاء العقار من السكان والمنقولات في موعد أقصاه 48 ساعة.ويأتي ذلك نظرا للخطورة الشديدة من حالة العقار الإنشائية وانهياره في أي لحظة طبقا للتقارير الهندسية والإنشائية الصادرة من اللجان المتخصصة.
كما حذرت، من أنه في حالة عدم الإخلاء خلال المدة المحددة، سيتم إخلاؤه بالطريقة الإدارية، وإيداع المنقولات بمخازن الجهة الإدارية دون أدنى مسئولية على الحي في ذلك.