انتشرت في الآونة الأخيرة حالات الانتحار باستخدام الحبة السوداء "حبة الغلة" وأطلق علية الموت الرخيص لسهولته في اتخاذ القرار بإنهاء الحياة، ويتجة لها دائما أصحاب النفوس المريضة والعقليات المغيبة عن الوعي وقليلي الإيمان والسلام الداخلي مع النفس.
وأصبحت هذة الظاهرة تتردد على مسامع المواطنين، بشكل دائم بعد أن كان منتشرا الانتحار بالشنق أو القفز في مياه النيل، وأكثر مستخدميها من البنات والسيدات.
ونستعرض أبرز الحالات التي استخدمت حبة الغلة في "الانتحار":
طالبة تقدم على الانتحار بتناول "حبة الغلة" في البحيرة....
حاولت طالبة بالصف الثاني الإعدادي بإيتاي البارود التابعة لمحافظة البحيرة، الانتحار بتناول قرص حفظ حبوب الغلال القاتلة، حيث سقطت مغشيا عليها أثناء الطابور الصباحي بالمدرسة، ليتم نقلها لمركز السموم بمستشفى إيتاي البارود لإنقاذها.
تلقت أجهزة الأمن، إخطارا من مركز شرطة إيتاي البارود، بتلقي بلاغا من مدير مدرسة كفر مساعد الإعدادية، بإصابة الطالبة "شهد. ر. ف"، 15 عاما، بالصف الثاني الإعدادي، بحالة قيء وإغماء أثناء الطابور بفناء المدرسة، إثر تناولها حبة الغلة القاتلة، وتم نقل الطالبة لمركز السموم، وإبلاغ أهلها بالواقعة، وجارِ تقديم الاسعافات الطبية لها، وحرر محضر بالواقعة.
وأخرى تستعين بموقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" عن أسهل طريقة في الانتحار: "عاوزة طريقة سهلة للانتحار"هكذا طلبت مروة إبراهيم، ابنة مدينة كفر الزيات، على أحد جروبات الفتيات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، للتخلص من حياتها، فلم يظن البعض أنها قد يكون لديها اكتئاب ولن تقدم على الانتحار، وأكدوا لها أن حبة حفظ القمح "حبة الغلة" أسرع وسيلة للموت دون إحساس أو تعب.
وقامت الفتاة بتدوين جملة على حالة الواتساب الخاصة برقم تليفونها المحمول عبارة: "ادعولي بالرحمة وادعوا ربنا يسامحني على اللي هعملوا.. سلام".
واستيقظت مروة وتناولت حبة الغلة ليتم نقلها إلى المستشفى الجامعي في حالة سيئة ليتم إعلان وفاتها وتبدأ مرحلة أخرى من المعاناة، حيث ظل جثمانها بمشرحة المستشفى لعدة ساعات دون وجود أحد من أسرتها لاستلامه، مما دفع عددا من الشباب لعمل مناشدات على "فيس بوك" لإبلاغ أهلها باستلام جثمانها.
ثم أقدمت ربة منزل على الانتحار تدعى "نجاة. ع. ق"، 18 سنة، ومقيمة بقرية المهرة زاوية نعيم مركز بو حمص، حيث تم إجراء الإسعافات الأولية لها، ونقلها لمركز السموم بكفر الدوار، وإخري فتاة تدعى "إيمان. ع. ع"، 15 سنة، ومقيمة بقرية أم اللبن مركز أبو حمص، إثر تناول حبة غلة، وأجريت الإسعافات الأولية لهما، وتم تحويلها لمركز سموم كفر الدوار.
واليوم شهدت قرية كفر السقا بمركز إيتاي البارود إصابة طفلة بحالة تسمم فوسفوري إثر تناولها الحبة القاتلة من حبوب حفظ الغلال السامة على سبيل الخطأ، وتم نقلها لقسم السموم بالمستشفى المركزي لإسعافها.
تلقى اللواء مجدي القمري مدير أمن البحيرة بلاغا من مركز شرطة إيتاي البارود يفيد بوصول "أميره عبد الحميد إسماعيل" ١٤ سنة مقيمة بقرية كفر السقا - إيتاي البارود للمستشفى المركزي مصابة بحالة تسمم فوسفورى اثر تناولها الحبة القاتلة من حبوب حفظ الغلال.
وبالانتقال والفحص والمعاينة وبسؤال والدة المصابة أكدت تناولها الحبة القاتلة على سبيل الخطأ وجاري عمل الإسعافات الأولية المصابة
وتحرر المحضر اللازم للعرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
ومن جانبة قال حسين عبدالرحمن أبوصدام نقيب عام الفلاحين، إن خطورة حبة الغلة السامة يرجع لسهولة استخدامها وأنها في متناول الجميع واستخدامها الأساسي لمواجهة تسوس القمح، لكن سهولة الحصول عليها يجعل منها خطر على صحة المواطنين وقليلي الخبرة، لافتا أنه على الحكومى توفير المصل المضاد لها، ولأي مبيد سام يسمح باستخدامه مؤكدا أن زيادة نسبه حالات الانتحار بها يستدعي ضرورة مراجعة كافة إجراءات تداولها، ولكن هذا السبب غير كاف لمنعها نهائيا لأن الذي يسعى للانتحار أمامه ألف طريقة وألف مبيد آخر لكن يجب التوعية بأن من يموت منتحرا يموت كافرا وعلى من يستخدم أي مبيد أن يراعي ألا يقع المبيد بأيدي الأطفال مع ضرورة تقتين بيع واستخدام هذه المواد السامة واللجوء إلى حفظ الغلال بالطرق الطبيعية بعيدا عن استخدام المبيدات.
وأشار أبو صدام أن الحبة القاتلة اسمها العلمي "الألومنيوم فوسفيد"، تستخدم لمنع تسوس محصول القمح، وحمايته من الحشرات الضارة، وقد حظرت عشرات الدول استخدامها، بعد تسببها في زيادة نسبة وفيات الأطفال وهذه الحبة مسجلة بوزارة الزراعة كمبيد حشري، وتدخل مصر بشكل رسمي، ولا توجد أية محاذير على تداولها، وتدوّن عليها عبارة "عالية السمية" يوجد منها 18 منتجًا بأسماء تجارية مختلفة، إلا أن تركيبها واحد، واستخدامها واحد في حفظ الغلال والحبوب.
وتدخل مادة "زينك فوسفيد" في تصنيع حبة الغلة، ويخرج منها غاز قاتل للبشر، لا تترك حبة الغلة أية آثار على الجسم بعد استخدامها في حالات الانتحار.
وأضاف أن حفظ القمح والحبوب يمكن بطرق أخرى مثل التبخير بعيدا عن استخدام المواد الكيماوية التي تحفظ الغلال من التسوس، ولكن آثارها السلبية قد تفوق الإيجابية.