في ركن هادئ داخل شقة سكنية في محافظة الوادي الجديد، جلس شاب أمام هاتفه المحمول، يتقن التلاعب بالكلمات، ويجيد التقاط الصور من الإنترنت، ليخلق منها واجهة مزيفة لتجارة وهمية، لم يكن يملك محل، ولا يعرض بضاعة حقيقية، لكنه نجح في استدراج العشرات من ضحاياه ممن أغرتهم عروضه المضللة لشراء أسلحة بيضاء بأسعار مغرية، وكل ذلك بضغطة زر.
القصة بدأت بصفحة أنشأها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي كانت كافية ليبدأ مخططه، وراح ينشر صورا براقة لسكاكين وسيوف وخناجر، ويعرضها وكأنها سلع جاهزة للشحن الفوري، مع رقم هاتف ومحفظة إلكترونية لاستقبال المدفوعات، لم يكن هدفه البيع، بل النصب، إذ ما إن تصل الأموال حتى يختفي في صمت، ويغلق باب التواصل بحظر الضحية.
لكن ما غفل عنه المحتال، أن العيون الساهرة في وزارة الداخلية لا تغفو، وأن أجهزة الأمن تتابع ما ينشر عبر الفضاء الإلكتروني، ترصد وتدقق وتتحرك عند الحاجة، فمع توالي البلاغات والشكاوى، بدأت خيوط القصة تتضح.
تحريات قطاع الأمن العام، بالتنسيق مع المباحث الجنائية بمديرية أمن الوادى الجديد، كشفت أن وراء تلك الصفحة شاب "له معلومات جنائية"، اعتاد تنفيذ حيله مستغلًا الثقة العمياء لبعض مستخدمي مواقع التواصل، لم يكن جديدًا على عالم الاحتيال، بل يمتلك من الخبرة ما مكنه من خداع ضحاياه بسهولة.
التحقيقات أثبتت أن الشاب لم يسع لتجارة الأسلحة كما ادعى، بل كان يسعى لجمع المال بأي وسيلة، مستخدمًا أدوات رقمية تساعده على التخفي، ومع ذلك، لم تصمد خدعته طويلًا، فالأدلة كانت تتراكم، والشكوك أصبحت يقينًا.
عقب استصدار إذن من النيابة العامة تحركت على الفور الاجهزة الأمنية، وتمكنت من ضبطه داخل مسكنه.
وبمواجهته إعترف بمزاولة أعمال النصب والإحتيال من خلال عرض صور بمواقع التواصل الإجتماعى لبيع الأسلحة البيضاء مقابل تحويل مبالغ مالية لشرائها عبر "محفظة إلكترونية" ولدى قيام المشترى بتحويل قيمة الشحن له يقوم بحظره، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.