"فرسان مالطا" دولة وهمية بلا أرض، لكن لها عدد من السفارات حول العالم، منهم 4 دول عربية، وهي عضو مراقب دائم في الأمم المتحدة، ويوجد لها سفارة بالقاهرة، لكن جميع سفاراتها في العالم لا علاقة لها بسفارة مالطة، إذ أن السفارة تصف نفسها بأنها تمثل نظاما عسكريا، وهو ما يتماشى مع حقائق التاريخ التي تؤكد أن فرسان مالطة هم امتداد لما كان يسمى إبان الحروب الصليبية "فرسان الهوسبتاليين"، أما حقائق السياسة والجغرافيا فتشير إلى أن هذه السفارة تعبر عن دولة وهمية، لا تملك أرضاً، ولا شعباً، ولا حكومة.
عودة رحلات الطيران من مالطا إلى القاهرة بعد توقف 12 عامًا
تأسيس "فرسان مالطا" وأهداف الدولة الوهمية
لا يوجد رواية متفق عليها بين المؤرخين في مسألة تأسيس دولة فرسان مالطا، حيث يوجد روايات عديدة وأن كانت كلها ترتبط بزمن الحروب الصليبية، هل منظمة فرسان مالطا هي التجلي المتبقي من جماعة فرسان الهيكل؟.
فرسان الهيكل ظهرت في العصور الوسطى، وقد عرفوا باسم "جنود المسيح الفقراء" أو "فرسان المعبد" أو "فرسان هيكل سليمان" الذين أصبحوا كنيسة أخرى داخل الكنيسة الأم، كما خططوا أن يكونوا دولة أخرى داخل الدولة، وكانوا رجال بنوك، وتجارا ودبلوماسيين وجامعين للضرائب، وقادوا حروبا صليبية ضد الدولة الإسلامية في الشرق، كما أن أحاديث وروايات كثيرة ترى أن "فرسان مالطا" انبثقت من الجماعة الأم الكبيرة، أي فرسان الهيكل وقد بدأ ظهورهم في مالطا عام 1070م كهيئة داعمة، أسسها بعض الإيطاليين، لرعاية المرضى في المستشفيات، وظل هؤلاء يمارسون عملهم في ظل سيطرة الدولة الإسلامية بعد طرد الفرنجة، وقد أطلق عليهم اسم فرسان المستشفى أو "الاسبتارية" باللغة الإيطالية تمييزا لهم عن هيئات الفرسان التي كانت موجودة في القدس آنذاك مثل فرسان الهيكل أو الفرسان التيونون وغيرهم.
رئيس مالطا يؤكد اهتمامه بالتعاون مع مصر في قضايا الهجرة وليبيا
ولكن بعد الحملات الصليبية، تحولت الجماعة إلى قوة عسكرية مقاتلة، ومن ثم إلى جماعة أصولية منشقة عن منظمة "فرسان المعبد" التي كانوا جزء منها، وبعد تحرير القدس وبلاد الشام من الصليبيين في القرن الثالث عشر، انطلقت الجماعة إلى قبرص، ثم إلى جزيرة رودس وواظبت على ممارسة القرصنة ضد سفن وسواحل العرب والمسلمين، وظلت الجماعة هكذا حتى القرن السادس عشر عندما تولت جزيرة مالطا عام 1530، وهو ما يفسر اكتسابها اسم "فرسان مالطا" المشتهرين بالإغارة على سواحل ليبيا وتونس.
وقد اعترف بهم رسميا من قبل الفاتيكان وبعض الدول الأوروبية لتكون نهايتهم على يد نابليون، في نهاية القرن الثامن عشر، وعندما هزم نابليون، لم يتمكنوا من العودة إلى حكم مالطة، وانتقل مقرهم رسمياً، بصفتهم الخيرية إلى الفاتيكان في الثلاثينات من القرن التاسع عشر، فترة الحركات الثورية في أوروبا.
رئيس دولة "فرسان مالطا" الحالي منذ 1988 هو الأمير البريطاني "أندرو بيرتي"، وهو أول بريطاني يرأس المنظمة منذ عام 1277، كما أنه الرئيس الثامن والسبعون للمنظمة منذ تأسيسها، ويحمل رتبة كاردينال ويستمر حكم رئيس دولة فرسان مالطا حتى وفاته.