مع بداية العام الدراسي الجديد، تتجدد ظاهرة الدروس الخصوصية، التي تؤرق البيوت المصرية، علاوة على المشاكل المتعددة التي طالت التعليم في الآونة الأخيرة.
وأثار مقطع فيديو تداوله عدد من رواد مواقع التواصل الإجتماعي، لأحد ملعمات مدرسة إبتدائية، تُقنع والدة طالب لديها على ضرورة إلحاقه بمجموعة خاصة لمساعدته على استذكار ردوسه، غضب أولياء الأمور الذين وصفوا التعليم بأنه أصبح بابًا للاستثمار لدى المافيا من المعلمين.
أشار خبراء التعليم، لـ"بلدنا اليوم"، أن وزارة التربية والتعليم تساهم في ما وصل إليه الأمر من تدهور في العملية التعليمية، بسبب عدم الرقابة على الكثير من المراكز التعليمية "السناتر"، في المحافظات المختلفة.
أولياء أمور: التعليم آلية للتدمير
وفي هذا الصدد، قالت سعاد أحمد، أحد أولياء الأمور، الذين يعانون من مصاريف الدروس الخصوصية المنتشرة في حي الوراق، إن المدرسين الذين يقومون بتعليم نجلها الذي يبلغ من العمر 10سنوات، أجبروها بالتهديد على إلحاق طفلها بالدروس الخصوصية، لافتة إلى أن المادة الواحدة بمبلغ 160 جنيه.
وأشارت لـ"بلدنا اليوم"، إلى أنها تضطر في النهاية بالموافقة، نظرًا لعدم وجود بديل آخر لمساعدة نجلها على فهم الدروس التي يتلقاها في المدرسة.
فيما أعربت عبير محمد، والدة أحد الطلاب، عن غضبها من وزارة التربية والتعليم، قائلة: "لا يوجد مسؤلية ولا رقابة تقوم بها وزارة التربية والتعليم لحل هذه الأزمة، التي يعاني منها أولياء الأمور".
ولفتت إلى أن هناك عدد كبير من المشاكل الأخرى التي يواجهها التعليم في مصر، منها زيادة عدد الطلبة داخل الفصول، والذي وصل ببعضهم إلى الجلوس على أرضية الفصل لعدم وجود أماكن لهم، اتجاه بعض المدرسين إلى تحويل عملية التدريس إلى استثمار وزيادة نسبة سعر الدروس، علاوة على عدم وجود رعاية للطلبة داخل الفصول وهو ما يعتبر تدميرا لأجيال كاملة.
"الدروس الخصوصية".. كارثة
في سياق متصل، أوضحت منى أبو غالي مؤسسة ائتلاف تحيا مصر بالتعليم، أن الدروس الخصوصية تبدأ من kg1، بمعرفة إدارة المدارس، واصفة إياها بـ"الكارثة"، التي يتعرض لها التعليم بشكل كبير.
وفيما يخص الحلول لتدارك الأزمة، لفتت إلى أن أهمها يكمن في استغلال المدارس لفترتين بدلاً من فترة واحدة، وهذا يقلل من كثافة الفصول وعدد الطلبة، مشيرة إلى أنه لا يهتم أحد باتخاذ أي خطوة تجاه تطوير التعليم.
وأكدت "أبو غالي" في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم "، أنها قامت بتقديم اقتراحات و حلول كثير حول هذه ظاهرة، ولكن لم يتم الإستجابة لها، موضحة: "الأزمة ليست خاصة بالدروس الخصوصية وحدها، ولكن هناك العديد من المشاكل المسؤول الأول عنها وزارة التربية والتعليم ، فالوزير طارق شوقي لديه علم بكل هذه الأزمات".
وأضافت مؤسسة ائتلاف تحيا مصر بالتعليم، أن المشكلة التي تواجه التعليم داخل مصر جعلت مافيا الدروس الخصوصية والسناتر تنتشر بشكل كبير.
التعليم في تدهور
وقال النائب سمير عضو لجنة التعليم في مجلس النواب، إن مشروع تطوير التعليم الذي قال عليه طارق شوقي وزير التربية والتعليم، وادعى أن أحد أهدافه التطوير والقضاء على الدروس الخصوصية، لم يطبق منه شئ مما قدمه من اقتراحات للقضاة على هذه الأزمة.
وأشار غطاس، في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، إلى أنه لا يمكن القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية، إلاّ إذا حدث تطوير حقيقي للتعليم، وهو ما لا يحدث على أرض الواقع.
وتابع: "الدولة قامت بحملة للقضاء على الدروس الخصوصية والسناتر، ولكن لم يتم تنفيذ هذه القرار الذي من المفترض أن تقوم بتطبيقه، فعدد السناتر في تزايد والوضع من سئ إلى أسوء، علاوة على أن نظام التعليم في تدهور ومازال الطلبة يدفعون الثمن من هذا النظام القائم".