شبة جزيرة سيناء تحكي قصصًا لأبطال قاموا بالدفاع عن وطنهم، وقدموا حياتهم للدفاع عن الأرض وحياة أهلها، حيث تروي هذه الأرض أيضاً قصة الشهيد البطل أحمد صابر منسي، الذي لقب بالأسطورة، كان "المنسي" مستهدفاُ من عام 2013 من الجماعات الإرهاربية حاولوا اغتيالوا أكثر من مرة، وكانوا يريدون التخلص منه بأي شكل من الأشكال، حيث كان يسبب لهم الرعب والفزع دائما، كان المنسي معروف لدى العناصر الإرهابية باسم "الطاووس الأكبر".
شعر بالشهادة منذ هذه اللحظة
الشهيد البطل أحمد منسي، ابن محافظة الشرقية، ولد عام 1977، وتخرج من الكلية الحربية بمصر، من ضمن طلبة الدفعة 92، ثم التحق بالعمل فى صفوف القوات المسلحة وتولى قيادة الكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء، وانضم لفريق الكفاءة البدنية بها.
حصل على فرق "مقاومة الإرهاب"، لكونه ضابطًا بقوات الصاعقة، وكان العقيد رامي حسنين الشهيد قائد للكتيب ة103 ومعلمه، كان دائما يشيد بأخلاق الشهيد منسي، استشهد العقيد رامي حسنين وقام البطل أحمد منسي بنشر منشورا على صفحة فيسبوك قائلا :" في ذمة الله أستاذي ومعلمي، تعلمت منه الكثير، الشهيد بإذن الله العقيد رامي حسنين، إلى لقاء شئنا أم أبينا قريب" ، وكأنه يشعر بالشهادة منذ هذه اللحظة.
آخر كلامات البطل
قُتل الشهيد منسي، في هجمات مدينة رفح، ودفع حياته وهو يدافع عن الأرض وعن جثامين زملائه، وانتشر على نطاق واسع تسجيل صوتي للمنسي، وهو يتحدث عبر الجهاز اللاسلكي في خضم المواجهات، فأثر في قلوب المصريين، وظهر في التسجيل الصوتي وهو يتحدث إلى زملائه في الجيش عبر أثير الجهاز اللاسلكي قائلاً: «الله أكبر لكل أبطال شمال سيناء ... يمكن تكون دي آخر لحظات حياتي في الدنيا، أنا لسه عايش في هجوم لجماعة الدواعش التكفيريين علينا في منطقة البرث في رفح ، دخلوا بكام عربية مفخخة... هدموا المباني وكل النقطة العسكرية... وأنا لسه عايش أنا وأربع عساكر متمسكين بالأرض، ومن أجل زملائنا الشهداء لا نتركهم ولا أي مصاب لن نتركه».
وخاطب زملاءه في الجيش قائلاً: «بسرعة أي أحد يستطيع الوصول إلى العمليات يبلغهم بإطلاق المدفعية.. نحن لازلنا على قيد الحياة ولن نترك هذه الأرض وعليها أي شهيد أو أي مصاب... الله أكبر» وهذا آخر ما نطق به البطل الشهيد مسني.
اسم الشهيد سيظل للأبد
رحل الشهيد ولكن سيظل اسمه محفورا في وجدان ملايين المصريين وهذا ما قالته زوجة الشهيد، والتي تفتخر دائما بزوجها البطل، والدولة لم تنس حق الابطال الذين قدموا أروحهم فداء، وقامت الدولة بإنشاء كوبري باسم الشهيد البطل أحمد منسي بمدينة الإسماعيلية، ومدرسة الشهيد أحمد منسي في مدينة العاشر من رمضان، وأخيرًا المسلسل الذي يروي قصة حياة الشهيد منسي، ليظل اسم الشهيد في قلوب المصريين.