قبل 5 أشهر، وافق مجلس الشورى السعودي على مشروح يسمح بتقديم منتجات التبغ في المطاعم والمقاهي داخل المدن، وكذا تقديم "الشيشة" في المولات والأماكن الحيوية.
وبحسب صحيفة "عكاظ" السعودية، ففي يوليو 2018، توصلت وزارتا الصحة والشئون البلدية والقروية إلى تفاهم للسماح بتقديم "الشيشة" في مطاعم وفنادق مدينة الرياض، واقترحت لتطبيق القرار 5 شروط وضوابط.
بدورها فقد أكدت اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ عن العبء الاقتصادي الناتج عن انتشار التدخين في السعودية سيصل إلى 480 مليار ريال، خلال الفترة من 2018 حتى 2030؛ كما تم تقدير العبء الاقتصادي في عام 2018 بـ20 مليار ريال.
وأكدت اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ أن السماح بتقديم الشيشة في السعودية يخالف مبادئ الشعب السعودي، كما أنه يتعارض مع قواعد مكافحة التدخين، وصور استخدام التبغ وعدم وجود تراخيص لبيع منتجات التبغ في منافذ البيع، بحسب صحيفة "الرياض" السعودية.
وفي التفاصيل، فقد أشارت اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ إلى اعتراضها على السماح بتقديم الشيشة في السعودية، من خلال ورقة بحثية قدمتها لولوة الغامدي، منسق العلاقات الدولية في اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ، خلال مشاركتها في ورشة عمل "الرقابة على التبغ"، التي أقيمت بالرياض مؤخرا ضمن فعاليات المؤتمر السنوي الثالث لهيئة الغذاء والدواء السعودية.
وأكدت منسق العلاقات الدولية في اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ على أن الهدف الرئيسي للاستراتيجية الوطنية، لمكافحة التبغ هو أن يصل معدل انتشار استخدام التبغ الى 5% في عام 2030م، وذلك عبر تطبيق سياسات الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ بشكل متكامل, وتطبيق المبادرات الناجحة عالميا في مكافحة التبغ إلى تطبيق استراتيجيات إنهاء لعبة التبغ.
بدورها، فقد أكدت جمانه الأمير، كبير مقيم المخاطر في هيئة الغذاء والدواء السعودية، على أن مدخن الشيشه يتعرض إلى العديد من المركبات الكيميائية بتراكيز عاليه أهمها النيكوتين والفورما الدهايد المصنف كمواد مسرطنة للإنسان بحسب الوكالة الدولية لأبحاث الشرطان, إضافة إلى التعرض للعديد من الملوثات الميكروبية.
وقالت كبير مقيم المخاطر في هيئة الغذاء والدواء السعودية إن تدخين الشيشة يؤدي إلى ارتفاع مستويات جينات تلف الحمض النووي وانخفاض مستويات جينات إصلاح الحمض النووي، بحسب «الرياض» السعودية.
وفي الخلفية، فإن قرار وزارة الشئون البلدية بالسماح بتدخين الشيشة في الأماكن العامة والفنادق والمولات، نابع من العائد الاستثماري المتوقع عن هذه الخطوة، وذلك في ظل الانفتاح السياحي الذي تتجه نحوها السعودية، إلا أن وزارة الصحة المبادرة عارضت مرتكزة في ذلك الانعكاسات السلبية التي قد تخلفها انتشار هذه الظاهرة على الصحة العامة داخل السعودية.
الخلاف بين وزارة الصحة ووزارة الشئون البلدية دفعهما إلى دراسة الموقف للوصول إلى حل وسط يسمح بتقديم "الشيشة" في مطاعن وفنادق العاصمة الرياض وذلك وفق قيود وضوابط تمنع انتشار ضررها.
وطرحت الوزارتان مجموعة من ضوابط السماح بتدخين الشيشة في "السعودية"، تمثلت في تحديد نطاقات جغرافية ضيقة وصالحة لتكون وجهة سياحية ومقصدا لزوار المدينة دون غيرها من المواقع، وفق صحيفة «عكاظ» السعودية.
كما شملت تلك الضوابط الـ5، أن تكون الأماكن جيدة من هيث التهوية، وان تكون بعيدة عن مواقع غير المدخنين، فضلا عن عدم السماح لمن أعمارهم أقل من 18 عاما بالدخول إلى هذه الأماكن المسموح فيها بالتدخين، مع فرض رسوم سنوية تصل إلى 100 ألف ريال، إضافة إلى ضربية بيع منتجات التبغ.
يشار إلى المرسوم الملكي رقم (م/65) بتاريخ 28/7/1436 هـ والخاص بنظام مكافحة التدخين، لم ينص على منع تقديم الشيشة في المطاعم والفنادق، بل إن القصر كان على تواجدها في أماكن تصنيع الطعام والمواد الغذائية والمشروبات وتجهيزها.
ويذكر ان بعض المصادر توقعت أنه مع السماح بتدخين الشيشة في المطاعم والفنادق فإن أسعار هذه الأماكن سترتفع بشكل كبير بزيادة قد تصل إلى 100%.