"جاءت لتنقذ ملائكة الرحمة اللاتي يشبهونها في الملامح والبراءة".. الطفلة جنة ماتت فداء لكل الفتيات في سنها، ورحلت بعد أن مدت لهم يد العون لتنتشلهم من الجحيم الذي كانوا يعشن فيه، ومنذ أن انفجرت قصتها ظهرت على غرارها قصص أخرى شبيهة بما حدث لها.
وفي الوقت التي انتشرت فيه قصة "جنة"، ضحية التعذيب على أيدي جدتها وخالها في شربين بمحافظة الدقهلية، كسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحولت تلك القصة الفردية لـ "رأي عام" حيث انتفضت كل المنظمات وحقوق الإنسان للمطالبة بحق تلك الطفلة التي كانت ضحية إهمال الأهل وإهمال المجتمع.
وعلى غرار قصة الطفلة جنة، ظهرت على السطح قصة أخرى شبيهة لها، والقصة لا تختلف عنها كثيرا، وتصادفت القصتين بأنهما في نفس المحافظة، حيث وقعت أحداث الطفلة الأولى"جنة" في مدينة شربين، بينما جاءت القصة الشبيهة لها في مدينة طلخا التابعة لمحافظة الدقهلية.
قصة الطفلة "سما محمد محمد عبد الظاهر أحمد بكر"، التي ترويها جدتها لأمها، بدأت منذ زواج أمها من والدها قبل 6 سنوات، زواج لم يستمر سوى 27 يوما، ليهاجر الزوج لبلد أخرى ويترك زوجته وحيدة ولم يشاركها فرحة حملها.
ذكرت الجدة لـ"بلدنا اليوم" أن زوج ابنتها سافر إلى إيطاليا وتزوج هناك وترك زوجته، وانجب منها 3 أولاد، ثم قام بتطليقها من خلال ورقة أرسلها إلى أهله، لإرسالها إلى الزوجة".
ومنذ عام، قررت والدة سما الزواج بعد سنوات من انفصالها عن زوجها، وتزوجت عرفيا، ليبدأ فصلا جديداً في حياة الطفلة التي كانت تبلغ من العمر حينها 5 سنوات في شهر نوفمبر الماضي، حيث كانت تمكث مع جدها وجدتها لوالدها، وفي نهاية الأسبوع تقضي يومي الخميس والجمعة مع والدتها.
وتسرد الجدة، قائلة: "ابنتي التزمت برؤية حفيدتي في الأيام المحددة لها، قرابة أسبوعين، وفي الأسبوع الثالث لم تراها حيث انهال أهل زوجها عليها بالضرب وشتموها وطردوها".
"قعدنا سنة منسمعش أخبار عن حفيدتي، وكان أهل أبوها يرفضون أن نراها، مؤكدين أنهم لو اتقربوا للبنت هنأذيها، وعشان كده قررنا نبعد عنها عشان خاطر مصلحة البنت، حتى عرفنا عنوان المدرسة التي دخلتها حفيدتها".
وأضافت الجدة:" بصفتي خبيرة لغة عربية، واشتغلت في المدارس، وليا أصحاب بقيت أتابع حال حفيدتي، وعندما ذهب زوجي "جد سما" إلى المدرسة تفاجأ بحالتها، حيث بكت الطفلة كثيرًا أمامه وطالبته باصطحابها معه لأن جدها وجدتها وعمتها يعذبونها، وبالفعل وجد آثار تعذيب على جسدها، حيث حروق ولسعات وبعض الآثار الأخرى بجسدها.
على الفور اتصلنا بخط "نجدة الطفل"، الذين وصلوا في اليوم التالي برفقة الشرطة، ووجدوا الطفلة في حالة يرثى لها، وتم تحرير محضر بقسم شرطة طلخا، وعمل تقرير طب شرعي لإصاباتها، التي كانت عبارة عن حروق في قدميها وكسر في ذراعها، وآثار ربط بالحبال في أماكن مختلفة بجسدها.
تقول سما: "أنا مبسوطة إني قاعدة مع تيتة، الناس التانيين أهلي كانوا بيضربوني ويحرقوني"، بتلك الكلمات روت الطفلة سما قصتها، عندما تحدثنا معها عبر الهاتف، ولكننا لم نطل الحديث معها خوفا من مشاعرها وروحها المعنوية.