أكد الدكتور حسام عمارة استشارى الأمراض النفسية والعصبية، أن مرض التوحد شائع أكثر بكثير مما يتوقعه البعض، إلا أن المساهم الرئيس في انتشار الخوف من التوحد في العقود الأخيرة هو حقيقة أن عدداً كبيراً من الأطفال والمراهقين والبالغين تم تشخيص إصابتهم بالمرض.
وأوضح، "عمارة"، عادة ما يكون المصابون بالتوحد يتمتعون بدرجة عالية من الإحساس والاهتمام بشعور المحيطين بهم، لكنهم يجدون صعوبة في استعمال الإشارات الاجتماعية من قبيل التغير في تعبير الوجه ولغة الجسد ونغمة الصوت، وهي الأمور التي تعتمد عليها الأنماط العصبية في نقل الحالة العاطفية من شخص إلى آخر.
وأكد، أنه يسود اعتقاد بأن مرض التوحد غالباً ما يصيب الأطفال دون غيرهم من الفئات العمرية المختلفة، إلا أن هذا المفهوم يعتبر خاطئاً، وذلك لأن التوحد لا يصيب الأطفال فقط، وهذا يعود إلى أن الطفل المصاب اليوم بالتوحد سيكبر تدريجاً ليصبح شخصاً بالغاً مصاباً بهذا المرض.
وأشار، إلى وجود اختلاف علامات وأعراض مرض التوحد من مريض إلى آخر، فمن المرجح أن يتصرف كل واحد من طفلين مختلفين، مع نفس التشخيص الطبي، بطرق مختلفة جداً وأن تكون لدى كل منهما مهارات مختلفة كلياً.
وأضاف، تظهر أعراض التوحد عند أغلب الاطفال، في سن الرضاعة، بينما قد ينشأ أطفال آخرون ويتطورون بصورة طبيعية تماما خلال الأشهر أو السنوات الأولى من حياتهم لكنهم يصبحون، فجأة منغلقين على أنفسهم، عدائيين أو يفقدون المهارات اللغوية التي اكتسبوها حتى تلك اللحظة.