الموت الرحيم.. مصطلح يشير إلى ممارسة إنهاء الحياة على نحو يخفف من الألم والمعاناة، بينما هناك جدل كبير حول مراكز القتل الرحيم خاصة وأن البعض يصفه بـ"الانتحار"، أو بأنه قتل، فيما توجد فئة أخرى أطلقت على نفسها أنّها من أنصار القتل الرحيم والذين يروون أنه إذا كانت طبيعة الوفاة زادت المعاناة فإنها وفاة "غير مشروعة"، بينما يرى المعارضين عادة أي حالة وفاة متعمدة بأنها "غير مشروعة".
والقتل الرحيم هو أكثر المواضيع النشطة للبحث في الأخلاقيات الحيوية المعاصرة، على الرغم من أن الاتقافية الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والطب العضوي تحظر "القتل الرحيم"، إلا أن ما يقارب 15 دولة في العالم تسمح به آخرهم نيوزيلندا، وذلك عبر طريقتين؛ الأولى بإعطاء المريض -الذي لا أمل من شفائه- حقنة تقضي عليه أو التوقف عن تقديم العلاج الذي يتناوله، ما يعجل بوفاته.
وتعمل بلجيكا واللوكسمبورغ وهولندا وسويسرا بالطريقة الأولى، أما الولايات المتحدة فتحظر ذلك على المستوى الفيدرالي في حين يسمح به في بعض الولايات كواشنطن وأوريغون وفيرمونت، في حين تعمل الدانمرك وفنلندا وفرنسا والهند وإيرلندا وإيطاليا وكولومبيا والمكسيك بالطريقة الثانية.
وتحظر ألمانيا الاتحادية القتل الرحيم، غير أن القانون الألماني لا يعاقب من يساعد المريض على الانتحار في حالات المساعدة غير المباشرة في عملية الموت.
ويجري الالتزام أثناء ممارسة القتل الرحيم بقواعد صارمة في الدول التي تسمح به حتى يستغل ذلك، وفي مقدمتها أن تكون معاناة المريض لا تطاق، وليس هناك أي أفق في تحسن وضعه الصحي، كما يتوجب أن يقر هذا الأمر ليس فقط من قبل الطبيب المعالج وإنما أيضا من قبل طبيب آخر مستقل، كما يتوجب إعلام المريض بوضعه الصحي بشكل دقيق ويتوجب على المريض وهو بوعي كامل منه طلب إنهاء حياته وأحيانا عدة مرات.
ويشمل القتل الرحيم في العديد من الدول التي تعمل به ليس فقط المرضى البالغين، وإنما أيضا الأطفال واليافعين كما فعلت بلجيكا مؤخرا.
وتتفق الأديان السماوية على أن قانون "القتل الرحيم" مرفوض، سواء للمرضى الميؤس من علاجهم أو لكبار السن والعاجزين عن الحركة والعمل، فالموت حق إلهى لا يجب على الإنسان التدخل فيه، فإن الله هو الذى يحى ويميت.
فى الدين الإسلامى، يعتبر حكم "القتل الرحيم" محرمًا، ومن الكبائر، وفى هذا الصدد أصدر الموقع الرسمى لدار الإفتاء فتوى للإجابة عن سؤال مواطن عن حكم الإسلام فى قتل المريض الميؤس من شفائه، وقالت الإفتاء: "المريض الميؤس من شفائه ليس له حق فى أن ينهى حياته لا بنفسه ولا بواسطة غيره، ولعل الله يحدث بعد عسرٍ يسرًا".
وقال النووى رحمه الله: "ولو قَتَلَ مريضًا فى النزع وعيشه عيش المذبوح وجب القصاص»، إذ لم ينقطع الأمل بشفائه بالنسبة لقدر الله ولأن حياته لا تزال مستمرة، فإن الطبيب الذى يشارك فى إعطاء هذه الجرعة لمريضه أو يؤخر عنه علاجه ويقطع عنه فعل المَنفَسَه، يشارك فى جريمة الانتحار وثمة قاعدة تقول: "مَن أعان على معصية ولو بشطر كلمة كان شريكًا لصاحبها فيها".
وقال عددًا من القساوسة، إن الله يصنع معجزات، لأننا نفكر عادة أن هذه الحالة ليس بها أمل ونفاجئ أن الله يعطى لمرضاه الشفاء، وهناك من يفيقون من الغيبوبة التى تطول، لذلك فإن الموت الرحيم، قتل وليس موتًا ويتعارض مع نصوص الانجيل ولا يمكن أن نسميه سوى القتل.
وفي تصريحات صحفية سابقة، قال الأب هانى باخوم، المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية فى مصر،إن الكنيسة لم ولن توافق على مثل هذه التشريعات ولكن هناك تشريعات مدنية صدرت فى بلاد مسيحية بالمسمى ولا يمكن إلصاقها بالكنيسة.
وتابع باخوم، إن الكنيسة تؤمن بالحفاظ على الحياة من لحظة الإخصاب حتى الموت الطبيعى ولا يمكن قبول ذلك إلا فى حالات خاصة يكون الإنسان فيها محاطًا بأجهزة ولكنه مات فعليا، موت كلينيكى، فى تلك الحالة فلا نحافظ على حياة غير موجودة.
إقرأ أيضًا..
6 دقائق تكشف بعض مواقف للنبي في التعامل مع أعدائه (فيديو)
وزير الأوقاف: الحب الحقيقي يكون بالترجمة الصحيحة لأخلاق النبي وسنته