كشف الدكتور محمد معيط وزير المالية، عن أن تأهيل كوادر الصف الثانى والصف الثالث لتولى المواقع القيادية جزء أصيل من المسئولية الوظيفية والوطنية لرؤساء القطاعات، وأنه لا يرى سبيلًا لتحقيق ذلك سوى العمل بروح الفريق الواحد وإفساح المجال للطاقات الشابة التي تمتلك أفكارًا خلاقة تفتح آفاقًا رحبة للإبداع والابتكار، وتمكينها من المشاركة الفعَّالة في صنع القرار من خلال إطلاق منصات حوارية تُسهم في تحويل التحديات إلى فرص واعدة للانطلاق نحو تحقيق المستهدفات المالية بما يعزز قوة الاقتصاد القومى وتنفيذ الأهداف الإستراتيجية للحكومة وفق رؤية «مصر ٢٠٣٠».
وأضاف الوزير، في ملتقى مراجعة وتقييم الخطة الإستراتيجية لوزارة المالية الذي اختتم أعماله اليوم السبت بحضور ٧٠ من قيادات الإدارة العليا الذين شاركوا في صياغة الخطة الإستراتيجية، إنه يجب أن نبادر دومًا بصناعة الأمل ونموذج القدوة وغرس روح التحدي والعمل الجاد في أعضاء فريق العمل بوزارة المالية بحيث يكون هدفنا جميعًا الإسهام الفعَّال في بناء الوطن وتنمية قدراته بما يُلبى طموحات وأحلام المواطنين ويُسهم في تحسين مستوى معيشتهم، ومن ثم لا بديل عن التفكير الإبداعي والتخطيط الإستراتيجي وتطوير الأداء المستدام وألا يقتصر دورنا على إنجاز العمل اليومي التقليدي.
وقال أنه لا بد من التركيز على بناء قدرات شباب العاملين بوزارة المالية وتيسير سبل الارتقاء بكفاءتهم علميًا وإداريًا وتوطين الخبرات الدولية المتميزة، وأحدث التكنولوجيات في العالم؛ لضمان إرساء دعائم الحوكمة والشفافية والنزاهة وتوفير الوقت والجهد، ورفع مستوى الأداء على النحو الذي يُسهم في سرعة إنجاز مصالح المواطنين والبت في طلباتهم، لافتًا إلى أن تبادل الخبرات يُسهم في اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب ويضمن تحقيق المستهدفات المالية والاقتصادية.
وأكد إلى أن ملتقيات التخطيط الإستراتيجي، التي تنظمها وحدة إدارة المشروعات برئاسة نرمان الحيني بالتعاون مع وحدة التطوير المؤسسي برئاسة إيمان القونى، تُعد فرصة لتبادل الخبرات وتلاقى الأفكار البناءة وإرساء دعائم خطة إستراتيجية واقعية قابلة للتنفيذ وتحمل أيضًا أحلامًا كبيرة على المستوى المالى والاقتصادي وتطوير منظومة العمل ببرامج تنفيذية تناسب حجم التحديات وتدرك أهمية ضغط الجدول الزمني بما يتسق مع حجم الإنجاز الضخم الذي تشهده مصر بقيادتها السياسية الحكيمة.
وشدد على أنه "لا بد أن نبنى على ما تحقق من إنجازات العام المالى الماضي؛ من أجل استدامة رفع معدلات النمو الشامل الغنى بالوظائف الذي يرتكز على الاستثمارات والأنشطة الإنتاجية وتعظيم الإيرادات العامة، وخفض عجز الموازنة ومعدل الدين، واستمرار تحقيق فائض أولى؛ بما يُسهم في زيادة أوجه الإنفاق على الصحة والتعليم وتحسين الأجور والارتقاء بالخدمات العامة".
أكد أحمد كجوك نائب الوزير للسياسات المالية والتطوير المؤسسي، اهتمام الدكتور محمد معيط وزير المالية بتطوير الخطة الإستراتيجية بما يلبى طموحاتنا ويرفع سقف أحلامنا ويُحقق المستهدفات المالية والاقتصادية على النحو الذي يُسهم في تعظيم قدرات الدولة وتحسين مستوى معيشة المواطنين، لافتًا إلى أن الوزير نجح في ترسيخ العمل بروح الفريق الواحد؛ ليكون قدوة للجميع بما يساعد في إرساء دعائم هذا المنهج الإدارى بمختلف قطاعات وزارة المالية بحسبانه المسار الأفضل لإنجاز العمل.
وأضاف كجوك: ضرب وزير المالية نموذجًا رائعًا في ترسيخ منهج العمل بروح الفريق الواحد عندما تم تكريمه بواشنطن ومنحه جائزتي: «أفضل وزير مالية، وأفضل وحدة لإدارة الدين العام بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام ٢٠١٩»؛ حيث طلب أن أكون بجواره على منصة التكريم باعتباري ممثلًا لفريق العمل بوزارة المالية، في إشارة لتأكيد إيمانه بأن أي نجاح يتحقق فإن مرده إلى فريق متميز وليس إلى فرد واحد.
وشدد على ضرورة امتداد هذا المنهج القيادي في مختلف القطاعات؛ بما يضمن خلق جيل من الكفاءات القادرة على تحمل المسئولية وأداء الواجب الوطنى على أكمل وجه؛ على النحو الذي يضمن تواصل الخبرات بين الأجيال.
أشار إلى ضرورة تحقيق التكامل بين مختلف الوحدات المتخصصة والقطاعات في شتى مشروعات التطوير؛ لضمان جودة الأداء، وإعطاء أولوية متقدمة لاستثمار الموارد البشرية وبناء قدراتها بما يحقق أهداف الخطة الإستراتيجية بسياسات ديناميكية تُراعى الخصوصية المصرية في ظل المتغيرات العالمية المتلاحقة.