بسبب الخلافات بين العائلات.. مركز ناصر بـ بني سويف على موعد سنوياً مع جرائم القتل

وكأن مركز ناصر الذي يبعد عن مدينة بني سويف شمال المحافظة، بحوالي 7 كيلو، على موعد مع كارثة سنوية، وهي مقتل شاب ثلاثيني لخلافات على قطعة أرض زراعية بين عائلة أخرى من جيرانه، الأمر الذي يذهب بنا إلى تكرار جرائم أخرى، بهدف الثأر، فإلى متى تنتهي الخلافات بين العائلات على الأشياء المادية، التي ينتج عنها مقتل الأبرياء ويتم الأطفال وإنهيار الأسر؟

شبكة أخبار "بلدنا اليوم" تضع هذا الملف الشائك أمام أعين المسئولين في المحافظة لإيجاد حلول لهذه العادات السيئة التي تدمر المجتمع، يقول أحمد محمود نصر وكيل وزارة سابق بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة ومن عائلات مركز ناصر: من الصعب أن ننتقد أنفسنا وضيق الخلق وضيق الأفق وضيق التصرف لسلوكياتنا واخلاقياتنا، التى أصبحت بعيدة عن أخلاق الديانات السماوية، ما حدث في مدينة ناصر ببنى سويف، وقتل شخص إثر مشاجرة ونزاع على قطعة أرض مساحتها صغيرة هو الذى آثار حفيظتنا جميعًا.

ووجه "نصر"، عدد من الأسئلة للمجتمع، لماذا يكون قرار القتل هو أسهل القرارات التي نأخذها ونحن غاضبون، لماذا لانترك لأنفسنا هامش ومساحة من الكلام والتفاوض والأخذ والعطاء حتى نستقر على شئ يرضى الجميع، لماذا لا نشرك كبار رجالنا وحكماءنا فى حالة اشتعال فتيل فتنة ونزاع أيا كان سببه، لماذا أصبح الصراع المادي أو الصراع حول المادة هو محور كلامنا وألقينا الأخلاق خلفنا، أين ثقافتنا ونزعتنا الدينية إسلامية كانت أو مسيحية؟

أين تنفيذ أخلاق رسولنا عليه الصلاة والسلام فى التسامح والعفو عند المقدرة وعدم الغضب وطاعة الشيطان، أليس جريمة القتل وازهاق الأرواح هو تعدى على صنعة وقدرة الله سبحانه وتعالى، أليس القتل هو بذر ونمو للفتنة والكراهية والحقد للأجيال القادمة وماسيترتب على ذلك من جرائم قتل مستقبلا تحت إسم الثأر، أليس القتل هو تدمير لأجيال قادمة ستترك التعمير والتعليم وتتفرغ للانتقام والقتل والتصفية الجسدية، أليس القتل هو بداية العيش فى خوف ووجل ورهبة من توقع الانتقام في أى لحظة؟ كل هذه الأسئلة تحتاج لإجابات من المجتمع، لوضع الأمور في نصابها الطبيعي، حقننا للدماء.

ووصف "أحمد نصر"، في تصريحاته لـ"بلدنا اليوم"، القتل بأنه الثأر، الخوف والتدمير، قائلا: للأسف، يحدث هذا في بلدنا ناصر، ومثلها مثل آلاف المدن الأخرى داخل مصر، مشيرا إلى وجود دولة نظامية،

ووجود جيش وشرطة من أقوى الأجهزة بالعالم،

وجود كبار للعائلات، مشايخ للأزهر نكن لهم كل احترام، فضلا عن وجود أحزاب تسعى لإثبات وجودها داخل الشعب، وجود جمعيات اجتماعية من مهامها مكافحة الجريمة والإرهاب، من شأنها أن تمنع استمرار القتل وجريمة الثأر.

في هذا السياق، لقي، أمس، فلاح مصرعه ، إثر مشاجرة بين عائلتين بمركز ناصر شمال، محافظة بنى سويف، بسبب، خلافات الجيرة على الأرض الزراعية.

وتلقى اللواء زكريا صالح مساعد وزير الداخلية مدير أمن بني سويف، إخطارا من مأمور مركز شرطة ناصر، العميد يحيى محفوظ، باستقبال المستشفى المركزي جثة فلاح يدعى "محمود . ك . ع" 33 عام، مصاب بطلق نارى بالرقبة، مقيم بندر ناصر، في مشاجرة بين عائلتين بدائرة المركز.

فور حدوث الواقعه، انتقل الرائد، محمد محروس رئيس وحدة مباحث مركز شرطة إلى مكان الحادث على رأس قوة أمنية، حيث تبين أن مشاجرة نشبت، بين عائلتين بمدينة ناصر، بسبب خلافات الجيرة فى الارض الزراعية، أسفرت عن مصرع فلاح يدعى " محمود . ك . ع" 33 عام، وتم نقله لمشرحة مستشفى ناصر المركزي، تحت تصرف النيابة العامة.

وفرضت قوات الشرطة كردونا أمنياً أمام منزل العائلتين منعا لتجدد الاشتباكات مرة أخرى، وضبط طرفي المشاجرة.

وفي نهاية العام الناضي، قررت النيابة العامة ببني سويف، حبس "رمضان ب. ش"، 37 سنة، فلاح، من عائلة الغرابلي، 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامه بقتل أحمد زكى حنفى، 34 سنة، سائق، أخذاً بالثأر من عائلة "الجلدي"، حيث طعن المتهم المجني عليه بمطواة "قرن غزال"، فى الرقبة، فأرداه قتيلاً.

وتبين من تحريات العميد خالد عبدالسلام، رئيس البحث الجنائي بمديرية أمن بني سويف، آنذاك، أن المتهم قصد قتل المجني عليه أخذا بالثأر منه لمقتل شقيقه "خالد"، 42 سنة، فلاح، على يد شقيق القتيل، رجب، 31 سنة، فلاح، وأثناء سير المجني عليه بسيارة ربع نقل بطريق السوق بمدينة ناصر شمال بني سويف، تربص له المتهم وطعنه في رقبته داخل السيارة.

بينما، أقدم عامل على قتل شقيقة الأكبر طعناً بالسكين، في العام قبل الماضي، لنشوب خلافات بينهما على أموال تجارة الماعز، بقرية كوم أبو خلاد، بدائرة مركز ناصر شمال بني سويف.

كان اللواء محمد الخليصى مساعد وزير الداخلية لأمن بنى سويف، قد تلقى إخطارا من اللواء خلف حسين مدير إدارة البحث الجنائي، آنذاك، بورود بلاغ للمقدم محمد الخولي رئيس وحدة مباحث مركز شرطة ناصر، في هذا التوقيت، بمقتل "عاطف . م.ب" 40 سنة، فلاح ومقيم قرية كوم أبو خلاد التابعة لدائرة المركز داخل منزله.