"روحي وإنت طالق.. مش عايز أعيش معاكي"، كلمات تتفوه الألسنة بها دون إدراك معانيها الحقيقية وما تحتويها هذه الكلمات من انهيار كيان بأكمله، وتنهار فيها مشاعر أبرياء لا يريدون من الحياة إلا ابتسامة صافية من الشفاة.
وتمتليء محاكم الأسرة المصرية بسبب تلك العبارات التي ترجع أغلبيتها لأسباب تافهة وبسبب العقول التي لا تعرف قدسية الحياة الزوجية، بقضايا الطلاق لأن معظم أبناء هذا الجيل غير قادرين على تحمل المسئولية، بل وما يزيد نار الأزمة هو عدم قدرتهم على تحمل نفقات الطلاق.
ووفقًا لإحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بلغت حالات الطلاق لـ٢١١ ألف حالة سنويًا، الأمر الذي يسبب خطرًا كبيرًا على العديد من الأسر المصرية، نظرًا لتشرد من وراءه العديد من الأطفال الأبرياء الذين هم بناة الوطن.
وتداركت الدولة خطورة هذه القضية حيث أصبح الآن هناك 10 حالات طلاق بين كل 1000، وذلك الرقم ليس مطمئن لأنه في زيادة مستمرة، وبدأت بسن القوانين تحت رعاية الأزهر للحد من تلك الظاهرة، وتنفيذ مبادرات قومية للحد من الطلاق.
ونظمت وزارة التضامن الاجتماعي، بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتدشين مبادرة مودة لمواجهة ظاهرة الطلاق والحد من نسب الطلاق من خلال تفعيل جهات فض المنازعات الأسرية للقيام بدورها في الحد من الطلاق ومراجعة التشريعات التي تدعم كيان الأسرة وتحافظ على حقوق الطرفين والأبناء.
و يستهدف مودة الفئة العمرية من 18 ـ 25 عام وطلبة الجامعات والمعاهد والمجندين بوزارتي الدفاع والداخلية و أيضاً المتزوجون المترددون علي مكاتب تسوية المنازعات والتواصل مع تلك الفئات عن طريق تنظيم حملة اتصال مباشر لرفع الوعي وتغيير المفاهيم بين الشباب المقبل على الزواج وذلك عن طريق إعداد مادة علمية موحدة وتدريب الكوادر المنفذة للتدريبات.
ويستهدف البرنامج مناقشة طلاب الجامعات على الخلفيات لديهم عن الزواج من كافة النواحي والعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة والأفكار المتوارثة عن بعض العادات التي أصبحت في المجتمع المصري ومواجهة هذه العادات والأفكار التي تساعد في خلق المشاكل بين الزوجين وكيفية التعامل مع الطرف الأخر من خلال تقبل الأخر والاحترام المتبادل بين الطرفين والالتزام بالتعاون المتبادل بين الطرفين.
وتتضمن عملية التوعية في الجانب الاجتماعي تتضمن كيفية اختيار شريك الحياة من الطرفين وكيفية التواصل الجيد بين الزوجين كيفية التعامل مع المشكلات الأسرية داخل الأسرة مع عدم إفشاء الأسرار الخاصة بكل طرف من الزوجين. والجانب الصحي وماله من تأثير على الزواج من الصحة الانجابية كذلك الجانب الديني والإلتزام بالواجبات والمسئوليات التي نص عليها الدين من أحكام فترة الخطبة والأدوار والمسئوليات لكل من الطرفين وبعض الأخلاق التي بحثنا عليه الدين مثل تقبل الأخر والاحترام المتبادل والتعاون بين الزوجين والتغافل.
ومن المشاكل التي يتعرض لها أحد الزوجين، وتكون سببًا للطلاق، والتي أكدها أيمن عبد العزيز، منسق برنامج مودة، تعاطي المواد المخدرة في مقدمة المشاكل التي قد يتعرض لها أحد الزوجين أو الأبناء، والتي تؤثر على العلاقات الأسرية، وعلى الفرد نفسه نفسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا.
وتؤدي مشكلة المخدرات إلى جنوح سلوك المتعاطي لدرجة تعصف بالحياة الزوجية، ومن هنا يتعين على كل طرف الإلمام بمحددات الاكتشاف المبكر لبدء التعاطي والسعي للتصدي لهذه المشاكل قبل تفاقمها.