شهدت الساحة الحزبية والسياسية في الأونة الأخيرة، حالة من الازمات التي تضرب بجدران أعرق الأحزاب والممتد لقرابة مائة عام "حزب الوفد"، ويأتي ذلك على خلفية أزمة المفصولين من أعضاء نتيجة تظلمهم على انتخابات الهيئة العليا للحزب الأخيرة، فضلًا عن خروجهم على الالتزام الحزبي، ورفضهم لقواعد العمل الديمقراطي، ومن ضمنهم "ياسر قورة" و "فؤاد بدراوي" و "محمد الحسيني"، وغيرهم من الأعضاء.
لم الشمل
وبالرغم من فصلهم إلا أنهم قاموا بتشكيل جبهة تصحيح المسار، لتوضيح الأسباب وراء تلك الأزمات، فضلًا عن تقديم يد العون للمستشار بهاء أبو شقة، رئيس الحزب، إلا ان "أبو شقة"، سار على نهج الرفض الدائم مبررًا أن ذلك ينتهك مبادء الحزب الوفدية، ولكن بالتزامن مع تنظيم "الوفد"، احتفالية لإحياء ذكرى سعد زغول وسراج باشا ومصطفى النحاس، طلت علينا "الجبهة" لتدعو رئيس الحزب، للانضمام للمبادرة "لم الشمل"، لتخطي كافة الصراعات.
لا تصالح مع المفسدين
ليرد عليه المستشار بهاء أبو شقة، رئيس حزب الوفد، أنه لا تصالح مع المفسدين والمخربين والمتآمرين الذين يريدون أن يصدروا مشاهد غير صحيحة للخارج بوجود أزمات وصراعات داخل الوفد، مشيرًا إلى أن الوجود الحقيقي هو تماسك الوفديين في المواقف الصعبة التي تحتاج إلى تكتل للدفاع عن الوفد ومبادئه وتاريخه.
وأوضح رئيس بيت الأمة، أن الحزب أمام التزامات تصل إلى مليون ونصف المليون جنيه شهريًا، وتحتاج إلى مشاركة الجميع، والاتحاد مع الوفديين الأصلاء لحماية الحزب من المؤامرة المقصودة التي راهنوا عليها، وجميعهم يعلموا أن الأرض كانت محروقة، ومكدسة بأكوام من العراقيل، واستطعنا بإرادة الوفديين التغلب عليها، ومن يريد المشاركة نرحب به.
توكيلات لسحب الثقة
الأمر الذي جعل جبهة تصحيح المسار تخرج عن صمتها لتعلن عن بدء جمع التوكيلات لسحب الثقة من "أبو شقة"، ويأتي ذلك ردًا على تصريحات رئيس الحزب السابقة، خاصة وأنه أكد على أنه لا للتصالح مع المفسدين.
و أعلن المهندس ياسر قورة المتحدث باسم جبهة تصحيح مسار حزب الوفد عن أسماء منسقى الجبهة بقطاعات الجمهورية مؤكدة أنها ستقوم بإجراء لقاءات مباشرة متوالية مع الوفديين بالمحافظات لشرح وجهة نظرها وأسس لم الشمل وما تهدف إليه الجبهة وإيضاح جميع التفاصيل الخاصة بأسلوب التعامل مع إدارة الحزب منذ بداية الخلاف بعد انتخابات الهيئة العليا وحتى الآن.
ووفقا لبيان صادر عن الجبهة اليوم جاء اختيار منسقى المحافظات للجبهة كما يلى: حسن شعبان لقطاع القاهرة، وعلاء غراب لقطاع الجيزة، وأمين راضى لقطاع غرب الدلتا، ومحمود خلف لقطاع وسط الدلتا، وأيمن عبد العال لقطاع شرق الدلتا، وأشرف العاصى لقطاع مدن القناة، وأحمد سكر لقطاع سيناء، وصابر عطا لقطاع شمال الصعيد، والعمدة تمام لقطاع وسط الصعيد.
وأوضح قورة أنه "تم الاتفاق على عقد اللقاء الأول مع الوفديين بمحافظة بورسعيد، كما قررت الجبهة تعيين محمد الشريف مستشارا قانونيا للجبهة كما وجهت الجبهة الشكر للوفديين على مساندتهم للحزب والجبهة، والبدء في عمل توكيلات سحب الثقة، والتي وردت الينا بالفعل، ومرفق صورة لأحد هذه التوكيلات".
التحقيق مع منسقي الجبهة
ومنذ ذلك الحين ولا تكاد تمر ثلاثة أيام فقط، إلا وقد أصدر الحزب بيان رسميًا يدعو فيه بعض من قيادات الجبهة وهم منسقي المناطق الجغرافية بالجمهورية للحوار في إطار من الود والاحترام، بشأن ما نسب إليهم، والذي اعتبره الحزب "يستوجب المساءلة طبقا اللائحة، والمساءلة الجنائية"، خاصة وأنه "يشكل جرائم يعاقب عليها القانون" بتعريض كيان سياسي للخطر، خصوصًا أن من يتزعمون حركة إدارة هذه الأعمال مفصولون من "الوفد"، وليست لهم أي صفة حزبية يتم التعامل على أساسها.
توافق على عقد جلسة مع "أبو شقة"
لتطل علينا جبهة تصحيح المسار، صباح اليوم السبت، ببيان رسمي خاص بها لتشيد بالبيان المركز الإعلامي للوفد أمس الجمعة، بشأن دعوة بعض من قيادات الجبهة وهم منسقي المناطق الجغرافية بالجمهورية للحوار في إطار من الود والاحترام.
وقال المهندس ياسر قورة، المتحدث الرسمي باسم الجبهة، إن جبهة تصحيح المسار لطالما نادت من قبل مرارا بالجلوس وتبادل الرؤي داخل بيتنا "بيت الأمة"، في إطار من احترام الرأي والرأي الاخر وذلك لصالح الكيان والوفديين جميعا ومصرنا الغالية.
وأكد قورة، أن الجبهة ليس من بين اعضائها من يسعي لأحداث وقيعة او تصدير مشاهد عمدية تضر بالحزب وان أعضائها جميعا علي قلب رجل واحد لا يبتغون إلا مصلحة الوفد.
وأعلنت الجبهة موافقتها على حضور السادة القيادات برئاسة منسق عام الجبهة الكتور حاتم الاعصر، للجلسة التشاورية التي طالب بها حزب الوفد، والمقررة يوم الأحد المقبل، كما ستقوم الجبهة بالتنسيق مع إدارة الحزب لتحديد موعد آخر للقاء يتناسب مع ظروف السادة الحضور وخاصة من سيحضر من اقاصي صعيد مصر.
وطالب "قورة"، بضرورة توثيق تلك الجلسة التاريخية صوتا وصورة كي نضرب المثل لكل الأحزاب السياسية كيف تكون الديمقراطية وتكون شهادة للتاريخ علي من كان يريد بناء الوفد ومن كان يحمل معاول الهدم.