حالة من الإهمال والتردي يشهدها الوضع العام لآثار القليوبية، التي باتت تمثل كارثة إنسانية وتاريخية تتطلب تدخل عاجل من المسئولين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقي من أثار المحافظة، والتي أصبحت تتعرض لكم كبير من الإهمال فصار التراث الأثري الحضاري في ربوع محافظة القليوبية عرضة لكل أنواع الإهمال والتدمير.
ورصدت "بلدنا اليوم"، في ذلك التقرير أهم المعالم الأثرية التي باتت عرضة للإهمال، والبداية هنا بـ"محلج القطن" الأثري بالمدينة والذي شيد في عهد محمد علي باشا والذي يتعرض إلى أبشع أنواع الإهمال والتقصير.
صمم المحلج على الطراز المعماري الفريد التى أنشئت به المدينة، حيث يقع على بعد 500 متر فقط من ميدان القناطر الخيرية، على مساحة إجمالية تصل إلى حوالي 28000م2، تشمل الأرض المخصصة له والمباني.
وجرى إيقاف عمل المحلج وترك فريسة للإهمال، وصار مرتعًا للكلاب الضالة والثعابين، رغم أن المبنى لايزال يتمتع بمظهر حضاري وتاريخي رائع ومازال يحتفظ ببعض اللمسات الجماليه من تاريخ مشرف.
ونأتي هنا إلي منطقة تل أتريب الأثرية بمدينة بنها، والتي تم نهب آثارها، والتي نقبت عنها العشرات من البعثات الأثرية كان أولها بعثة أرسلتها الحملة الفرنسية في عهد نابليون بونابرت تلتها العديد من البعثات البولنديه والبريطانيه وكانت النتيجه أن أثار أتريب الأن موجودة في متاحف برلين والمتحف الفرنسي ومتحف اللوفر ومتحف الإسكندرية ومتحف الزقازيق وحرمت القليوبية من أثارها حتي الحلم بإنشاء متحف لضم أثار المحافظة المنهوبة تبخر.
وطالب علي فتحي مواطن بمدينة بنها، بتخصيص جزء من أملاك المحافظة لإنشاء متحف للآثار ليغير من الصورة التاريخية للمحافظة ويفتح أبواب رزق لشبابها.
وأكد فتحي شريف، مواطن بالقناطر الخيرية، أن محلج القطن الأثري لا يستحق هذا الكم من الإهمال، فهو مشتت بين وزارة الأثار ومحافظة القليوبية، ولا يوجد أي تحرك من قبل المسئولين من أجل تطوير المحلج وجعله وجهة للسياحة بالقناطر.
من جانبه أكد الدكتور علاء عبد الحليم محافظ القليوبية، أن آثار القليوبية هي ملك لأبنائها، ولن يسمح بأي تقصير أو إهمال يطول تلك الأثار التي هي رمز لتاريخ مصر.
وأضاف محافظ القليوبية، في تصريحات خاصة لبلدنا اليوم، أنه يتم حاليًا وضع مقترحات جادة ومدروسة بالتعاون مع وزارة الآثار للنهوض بالسياحة بالمحافظة، لجلب السياح وتوفير فرص عمل لأبنائها.