سلطت العديد من الصحف العربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، الضوء حول تداعيات التصعيد الأخير في عدن اليمنية، وحذرت من أن تنعكس نتائج معركة عدن بشكل كبير على المشهد اليمني وستغير من معادلة القوة في البلاد.
واندلعت مساء الخميس، مواجهات عنيفة في محيط قصر معاشيق الرئاسي، بمديرية كريتر في مدينة عدن بين قوات الحرس الرئاسي ومسلحي المجلس الانتقالي الجنوبي.
واندلعت المواجهات بعد تشييع جنازة المئات من أبناء المحافظات الجنوبية في اليمن، الذين قضوا في هجوم استهدف قائد قوات الحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي، العميد منير اليافعي، وجنود في معسكر الجلاء الأسبوع الماضي.
إسقاط معاشيق
أكد عوض كشميم، وفقاً لـ موقع "مأرب برس" اليمني، أن الإعلان عن تشييع جثمان العميد منير اليافعي ودعوات التجمع والحشد في ساحة الشهيد خالد الجنيدي وسط كريتر ومن ثم إلى مقبرة القطيع جوار مقر الحكومة في معاشيق هو "مخطط يهدف إلى استغلال الغضب وتوظيفه باتجاه محاصرة مقر الحكومة واقتحامه وإسقاط معاشيق تحت وطأة السلاح وتفجير الموقف عسكرياً".
ودعا حبيب الصايغ، في "الخليج" الإماراتية، إلى "التزام الهدوء والحكمة"، قائلاً إن "القضايا العادلة لا يمكن إدراكها وقطف ثمار الاشتغال عليها إلا عبر الوسائل القانونية والسلمية التي تضمن أمام المجتمع الدولي أنه أمام إرادة جنوبية جامعة وضمن المسار السياسي للأزمة اليمنية ككل".
وأضاف الصايغ: "وعلى الرغم من اختلاف الأطروحات وتناقضها على الساحة اليمنية، فإن الفيصل يجب أن يكون شرعياً وسياسياً وتحت مظلة المجتمع الدولي، وليس من خلال قرارات الأمر الواقع".
وتابع: "إذا كانت الأوضاع اليمنية نتيجة التوزيع الجديد لمراكز القوى على الأرض هيأت وتهيئ اليمن للعودة إلى المسار السياسي، فإن حق تقرير المصير بين المعاشيق وما يلوح في الأفق، مطلب يطرح ضمن المسار السياسي، ويتحقق عندما تتحقق شروطه في النسق الكامل".
التحالف العربي
وحول موقف التحالف العربي الذي تقوده السعودية من التصعيد في عدن، أكدت "رأي اليوم" اللندنية، أن "تدهور الوضع الأمني في مدينة عدن العاصمة المؤقتة للرئيس هادي، واندلاع الاشتباكات بين القوات الموالية للإمارات والأخرى للحكومة السعودية، هو آخر شيء تريده الرياض في هذا التوقيت الحساس الذي يشهد تصاعداً للتوتر في مِنطقة الخليج ومضيق هرمز، وفي وقت يحاول الرئيس دونالد ترامب تشكيل تحالف دولي، لتأمين المِلاحة في مضيق هرمز".
وأضافت الصحيفة اللندنية: "لا يتوافق التصعيد مع توجهات قيادة التحالف العربي، التي تعتقد أن إنهاء الوجود الحكومي في عدن يتعارض بشكل كلي وجوهري مع أهداف التحالف المعلنة، إضافة إلى إسهام التصعيد في تعقيد الأزمة اليمنية وخدمة المشروع الإيراني في اليمن".
ووفقاً لما نقلته عن مراقبين قولهم إن "نتائج معركة عدن ستنعكس بشكل كبير على المشهد اليمني وستغير من معادلة القوة في حال تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من فرض أجندته وإحكام السيطرة على العاصمة المؤقتة، غير مستبعدين أن يقدم المجلس على إعلان أي خطوة أحادية في اتجاه الانفصال وفك الارتباك بشمال اليمن وهو القرار الذي يحتاج إلى توافق دولي وإقليمي واسع".
فيما يرى علي الصنعاني، في موقع "النجم الثاقب" اليمني، أن مايحدث في عدن هو "مسرحية هزلية بموافقة التحالف السعودي الإماراتي".
وأضاف: "كل ما يحدث هو ترتيب ورقة الجنوب بحسب رغبة التحالف".
وتابع أن "مايحدث في عدن من اقتتال شكلي بارد له عدة أهداف أهمها السيطرة على المعسكرات الموالية لحزب الإصلاح وإزاحة القوة العسكرية الإخوانية لمصلحة قوات الأحزمة الأمنية وقوات أبينية موالية لعبد ربه منصور هادي، وكل ذلك من أجل أن يُزاح الإصلاح من مفاوضات السلام المقبلة ويَحل محله المجلس الانتقالي".
واختتم: "اللعبة كلها تستهدف حضور الإصلاح العسكري في الجنوب فقط".