نائب الجالية المصرية بالصين: الإجراءات الروتينية أمام المستثمرين تحتاج تدخل الحكومة

السبت 10 اغسطس 2019 | 10:21 مساءً
كتب : مروة الفخرانى

- القطن المصري.. الفواكه.. زيت الزيتون.. أهم المنتجات المصرية التي سنعمل على دخولها السوق الصيني

_مصر أهم المحطات في مبادرة "الحزام والطريق" الصينية

_جناح لعرض المنتجات المصرية في بكين.. نوفمبر المقبل

_المستثمر الصيني يحب سرعة الأداء ودقة التفاصيل

_مؤتمرات وزارة الهجرة وسيلة فعالة في فهم المصريين بالخارج لاحتياجات الدولة المصرية

قال إبراهيم نجم، نائب رئيس الجالية المصرية في الصين، إن مؤتمر الكيانات المصرية في الخارج، خطوة رائعة، لافتًا إلى أنها ساعدت في فهم المصريين بالخارج لاحتياجات الدولة المصرية.

وأضاف نجم، في حوار لـ"بلدنا اليوم"، أن الاجراءات التي تقدم من بعض الوزارات في مصر تكون معطلة، موضحًا: "نتحتاج إلى تدخل سريع من الحكومة ومؤسسات الدولة بهدف تسهيل التعاون المشرتك بين الجانبين المصري والصيني".

ونوّه نائب رئيس الجالية المصرية في الصين، إلى أن مصر من المحطات الهامة في مبادرة الحزام والطريق، مشيرًا إلى مشاركة المنتجات الوطنية المصرية في المعارض الاستيرادية الصينية الشهر الجاري.

وإلى نص الحوار..

حدّثنا عن مشاركتك في المؤتمر الأول للكيانات المصرية في الخارج؟

للأسف لم نستطع أن نمتلك المعلومات الكافية عن المؤتمر واجراءات التسجيل إلاّ قبل غلق باب التسجيل بفترة بسيطة، واستطعنا التسجيل والمشاركة لأول مرة لأعضاء الجالية المصرية في الصين.

ورغم أن العدد الذي شارك كان بسيط، ولكن هو بادرة أمل وتجربة مفيدة تأهلنا للمشاركة في السنوات القادمة بشكل أكبر.

وما هو تقييمك للمؤتمر؟

يعد خطوة رائعة، يحقق ما حلمنا به منذ مدة كبيرة، لأن تلك المؤتمرات تعيننا على فهم احتياجات الدولة المصرية، وبالتالي نحاول أن نعلم كيف باستطاعتنا المساعدة في بناء الدولة.

وما جاء في المؤتمر لم يكن بجديد علينا، لأن أغلب اعضاء الجالية يعملون في بالاقتصاد الصني، وبعلمون جيدا قنوات الاتصال بين مصر والصين، والتعاون التجاري جيد جدا، ولذا كان دورنا في المناقشات يعتمد على المشاركة في التعليق وطرح وجهات نظرنا في نقاط معينة، وتوضيح اوجه القصور، بعكس الجاليات التي لم يكن لديها الصورة كاملة.

وما أوجه القصور التي تناولتوها فيما تم عرضه؟

لا ننكر ما تبذله الدولة من جهد في المشروعات التنموية التي تقوم بها، إلاّ أن بعض الاجراءات الروتينية تكون معطلة، وتحتاج إلى تدخل سريع من الحكومة ومؤسسات الدولة، على سبيل المثال، هناك بعض الوزارات موقعها الالكتروني على شبكة الإنترنت غير صحيح.

كذلك فيما يخص هيئة التنمية الصناعية، والتي أعلن ممثلوها عن توفير أراضي للمستثمرين، في حين أن المتمعن للأمر سيجد أن في المرحلة الحالية لا وجود لأراضي متوافرة، فالمشروع بجملته معطل، علاوة على ما في اجراءاتهم من عيوب، خاصة مع المستمثر الصيني، والذي يتمتع بشخصية تحب السرعة في الأداء والدقة في التفاصيل، وهو ما لا توفره الهيئة، ولا طالبنا بضرورة توفير إجراءات أيسر تتيح للمستثمرين أيًا كان جنسيتهم الوقت والخدمة المناسبين لهم.

كيف تغيرت نظرة الدولة للمصريين في الخارج بعد ثورة 30 يونيو؟

حدث تطور كبير بعد ثورة 30 يوينو، وهو ما لاحظناه كمصريين في الخارج، فالحكومة الذكية، واجراءات التواصل مع المصريين في الخارج عن طريق المواقع الاكترونية، والحصول على البيانات بشكل أسرع، والتفاعل السريع معنا، فهذا التطور في الوزارات أمر كنّا نحتاجه منذ زمن.

كما أن أهم النقاط التي لامسناها بعد الثورة، هو أن أصبح لدينا تمثيل في مجلس النواب، فرئيس الجالية المصرية في الصين هو نائب في مجلس الشعب، وساهم بشكل كبير في عرض الأزمات التي قد يمر بها مصريي الخارج، للمساهمة في حلّها، فهو متواصل بشكل دائم معنا.

بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين.. ما هي نظرة المجتمع الصيني لمصر؟

حديثك سيرجعنا إلى 2013 حينما أجرت الصين مبادرة الحزام والطريق، وفي بدايتها كانت تمر بأكثر من 60 دولة والعدد يزيد، والصين تعلم جيدًا أن مصر من المحطات المهمة جدًا للمبادرة، خاصة أن مصر علاقتها بالصين ممتازة على مدار التاريخ.

واعتقد أن الصين هي الدولة الأكثر زيارة من قبل الرئيس، حيث يزورها سنويًا، وكذلك نظيره الرئيس الصيني، والذي بادله الزيارة رغم أنه في العادة لا يخرج كثيرًا للزيارة دول أخرى، وهو ما يدل على علاقة الود والصداقة بين البلدين.

كم عدد أعضاء الجالية المصرية في الصين؟ وكيف هي أوضاعهم؟

نحن كجالية لدينا قاعدة بيانات وعددها أكثر من 500 مصري، وهو عدد ليس كبيرًا إلا أنهم مؤثرين، ودورهم مهم جدًا في الوساطة التجارية بين البلدين.

ورغم أن الاستثمارات المصرية داخل الصين ليست بأرقام كبيرة ولكن من المتوقع زيادتها بعد سياسة الانفتاح الصيني، ومبادرة الاستيراد، فمنذ العام الماضي بدأت الصين في عمل معارض للاستيراد، والتي ستكون سنوية، وهو ما سيؤدي إلى سياسة الانفتاح على العالم، ووجود عشرات المعارض على مدار السنة للاستيراد من الخارج.

وماذا عن مشاركة الجالية المصرية في تلك الفعاليات؟

سنعمل على تنظيم الجناح المصري، في منتصف الشهر الجاري، وسيكون في غوانزو، كما سنشارك في المعرض الذي ستقيمه تشنغدو في شهر نوفمبر المقبل، وسط الصين، كما نشارك في عدد كبير من المعارض، ولذا استغللنا مؤتمر الكيانات في دعوة المصريين للمشاركة وكل من له منتج مميز، يستطيع أن يقوم بتصديره للصين.

وهل عرضتم خططكم على جهاز تنمية المشروعات؟

عرضنا على الدكتورة نفين جامع، رئيس جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مقترحنا، خاصة أن المشاركة مجانية مع إمكانية البيع المباشر، وأي مصري لديه منتج متميز يمكن أن يبيعه بشكل مباشر خلال المعرض أو ممكن يسوق له، وهو ما رحب به كثيرًا، وأخبرتنا بأن المقترح سيكون قيد الدراسة والتحقيق قريبًا.

ما هي المنتجات التي تتميز بها مصر ويمكن تصديرها للصين؟

الاستيراتيجية أن ننافس الصين فيما تتميز به مصر، فهي تصدر برتقال وعنب وفاكهة أخرى، كذلك المواد خام، كما أن هناك أثاث من دمياط يعرض في الصين، وتسعى مصر إلى إدخال المنتجات اليدوية، وزيت الزيتون الموجود في سيوة.الذي قد يُدهش البعض، أن مصر يمكنها تصدير الملابس المصرية، من خلال تسويقنا لعبارة صنع في مصر، والعقلية الصينية نستطيع البيع لها إذا قمنا بفهمها جيدًا، وهنا يأتي دورنا كجالية مصرية هناك.

وفي حالة قدوم الاسواق المصرية، سنكون معاون ومساعد إذ أن العقلية الصينية تحتاج إلى فهم واستيعاب، وخاصة أننا نفتح سوق جديد، ولدينا منتجات مميزة نستطيع دخول الصين بها، منها القطن المصري، علاوة على ثقافة استغلال القصص والحكايات للتسويق للمنتجات المصرية.

وكيف سيتم ذلك؟

هناك قصة نعلمها ويعلمها المجتمع الصيني جيدًا، وهي كانت أيام الرئيس جمال عبدالناصر، حينما كان للقطن المصري مكانته، وأخبره الرئيس الصيني برغبته في شراء كل محصول القطن المصري، فأجابه عبد الناصر أن المحصول كبير جدًا، فما كان من الرئيس الصيني إلا أنه زاد اصرارًا، وقال له: "إن زاد سنتيمتر واحد فقط في بدلة كل صيني سينتهي المحصول"، ومن تلك القصة نكتشف أن العلاقات التاريحية بين البلدين لها عامل مهم في التسويق.

ما نصيحتك إلى المستثمرين المصريين للمشاركة في المعارض الصينية؟

على المصدرين أن يكونوا على وعي بكافة المعروضات التي تقوم الصين بأخذه من ال\ول الاخرى، والعمل عليها لتسويقها من مصر، فالصين على سبيل المثال تأخذ من إيطاليا جلود، فمن الممكن التنسيق لإدخال الجلود المصرية إلى السوق الصيني.

ونتمنى كجالية مصرية في الصين، التواصل مع الجاليات المصرية في الدول الأخرى لنتعاون في التصدير إلى الصين وفتح قنوات للتواصل.

هل تواصلت مع المسؤولين المصريين لعرض تلك الأفكار من المشاركة في المعارض الصينية؟

تم عرض المقترح من قبل الجالية المصرية خلال جلسة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، على الدكتورة نفين جامع، في المؤتمر الأول للكيانات، والتي رحب جدًا بالفكرة، واعدة إيّانا في فتح قنوات التواصل بين الجانب المصري والصيني، بشكل يسمح للمشاركة في المعرض المقبل الذي تنظمه الجالية، وسنقوم بدورنا في تسهيل المشاركة المجانية لهم بالتعاون مع الحكومة الصينية، وتيسير إجراءات دخول المنتجات المصرية للمعرض.

وماذا عن جلسات وزارة الاستثمار.. هل شاركتم بأفكار تعزز التعاون بين الجانب المصري والصيني؟

ركزنا على الآليات التي تجعل من المستثمر الصيني يأتي إلى مصر لفتح أسواق بها، ويضع أمواله بها، لذا يجب تسهيل الإجراءات، إذ أن المستثمر الصيني في الفترة الأخيرة بدأ يخرج من الصين، ويعملون على التعاون في سبيل تحقيق ربح مشترك، فالإتجاه لإستيراد للمواد الخام وفتح مصانع بجانبها، خاصة وأن الأيدي المصرية أرخص والأرض أرخص والخامات متوفرة.

ولذا فنحن ندرك أن جميع العوامل مهيئة لقدوم الصينين، فمصر الدولة الأفريقية الوحيدة في مبادرة الحزام والطريق، وهي من أهم المحطات، فضلًا عن مبادرة الصين وأفريقيا، فقد خصص لها 200 مليار من 600 مليار إجمالي استثمار.

كيف يمكن أن تستغل مصر ذلك؟

يجب أن تستغلها بشكل سليم، وبحرص، عن طريق تقديم قروض ودون ضمانات سيادية، ونحن نثق في مصر وسياساتها الحذرة من القروض، ونأمل أن يكون الاتفاق مع الجانب الصيني مفيدًا.

اقرأ أيضا