قال سامح عيد، الباحث في حركات الإسلام السياسي، إن الحركات الإسلامية وعلى رأسها الإخوان المسلمين متواجدين في ماليزيا وبكثرة، خصوصًا رجال الأعمال منهم، مشيرًا إلى أن ذلك يرجع إلى عاملين أساسين هما أن مهاتير محمد متعاطف مع الإخوان وغيرهم، والسبب الثاني أن ماليزيا بلد منفتح اقتصاديا.
وأضاف "عيد"، لـ"بلدنا اليوم"، أن هناك عوائق رئيسية لبقاء الإخوان في شرق آسيا، هي القدرة على العمل والعيش هناك، على رأسها فرص العمل للمتحدثين بالعربية، فهناك مشاكل كثيرة، وبالتالي فالطبقة الوسطى من هذه الجماعات لن تستطيع نقلها، حتى توفر لها فرص عمل مناسبة لها، مشيرًا إلى أن المراكز الإسلامية هي العنصر البديل لهم وهي منتشرة في أماكن مختلفة في كل بقاع العالم.
أوروبا مختلفة
وتابع الباحث في الحركات الإسلامية أن الوضع في أوروبا مختلف ففيها متحدثين كثر بالعربية، ومطاعم للعرب، وبالتالي فهناك فرص عمل كثيرة للعرب متاحة لهم، فضلًا عن المراكز الإسلامية المنتشرة بشكل مكثف هناك، لكنهم غير قادرين على أن يخلقوا وضعًا مشابهًا له في شرق أوروبا بسبب عامل اللغة المفقود في شرق آسيا.
وواصل، أنه في حالة ما إذا حدث تصالح في المستقبل سيكون من السهل السفر إلى أوروبا، ضاربًا المثل بما حدث في خلية الإخوان الأخيرة التي تم ضبطها في الكويت، عندما هربت بعض العناصر الإخوانية إلى أوروبا خوفًا من الزج باسمهم في هذه القضية، موضحًا أنهم يدخلون عن طريق السياحة ثم يأخذون لجوء إلى هذه الدول، مشيرًا إلى أن أزمة الليرة الأخيرة التي حدثت في تركيا قام بعض عناصر جماعة الإخوان باستغلالها والحصول على إقامة دائمة في تركيا وهذا ما نتج عنه حصول الكثير منهم على الجنسية.
أوروبا لا تتصدى
وأكمل "عيد"، أن ما يقوله البعض عن محاولة أوروبا التصدي لهجرة الحركات الإسلامية لها قياسًا على ما حدث للسوريين أمر غير وارد بالمرة، لأن الوضع هنا يختلف عن السوريين الذي بلغت أعدادهم الملايين مقابل أعداد قليلة جدًا للحركات الإسلامية، موضحًا أن أوروبا تعاني من أزمات كثيرة لديها، ضاربًا المثل بوجود تجمعات سكانية كبيرة في أوروبا مملوءة بالتطرف من فترة طويلة، وهم يعرفون ذلك جيدًا لكنهم يؤجلون فكرة التصادم معهم ويحاولون حلها بالطرق السلمية والشكل القانوني والإجراءات المنضبطة.
واصل الباحث في الحركات الإسلامية، أن أوروبا تخشى أن تتخذ أي إجراء عنيف لأن هناك مايقرب من 50 مليون مسلم هناك، وبالتالي فإن أي إجراء عنيف قد ينتج عنه صدام قوي وعنيف مع المسلمين، فضلًا عن أن ذلك قد ينتج عنه إفساد علمانية أوروبا فهم يحاولون السيطرة على الموضوع بشكل عقلاني، ضاربًا المثل بأشخاص متطرفين موجودين في أوروبا مثل السباعي.
رقابة شديدة
وأوضح أن "هولاند"، عندما حدث انفجار أوروبا، خرج ليؤكد أن ما حدث بسبب الإسلاميين المتطرفين ولم ينسبه إلى الإسلام نفسه، خوفًا من مسلمي أوروبا، مؤكدًا أن هناك عرب متطرفين موجودين بالفعل في أوروبا لكنهم يتعاملون معهم بحرص شديد.
وذكر "عيد"، أن أوروبا تفرض رقابة شديدة على الكثير من المساجد المنتشرة في أوروبا، خصوصًا التي سبق وخرج منها متطرفين وانضموا لداعش، وبالتالي فهي مرصودة طوال الوقت وفي حالة عدم الالتزام من قبل أي مسجد يرصد عبر التقارير الأمنية ويتخذ ضده قرارا فوريا.