قال سامح عيد الباحث في حركات الإسلام السياسي إن اوروبا تتعامل بشكل حريص جدًا مع المسلمين الموجودين في أوروبا والبالغ عددهم 50 مليون مسلم في ظل الكثير من المشاكل التي تعاني منها في الأونة الأخير مع كثرة العمليات الإرهابية المتتالية هناك.
وأضاف عيد أن هناك مراكز إسلامية منتشرة في أوروبا يسيطر عليها الإخوان المسلمين بشكل خاص وبعضها يسيطر عليه التيار السلفي، أضف إلى ذلك الأتراك والسوريين وغيرهم، وبالتالي فهناك خلطة كبيرة من العناصر المختلفة الموجودة في الداخل الأوروبي، وبالتالي فهم يتعاملون بحرص وحساسية شديدة جدًا من أجل ألا يتم اتهامهم بالعنصرية من قبل أي جهات أخرى.
وتابع الباحث في حركات الإسلام السياسي أن أوروبا حريصة على ألا يرتفع التيار اليمني الإسلامي فيها، لأنه سيهددها بشكل كبير على مستويات مختلفة، مشيرًا إلى أن تطبيق الإخوان الذي تم حظره اعتبر من قبل الأوروبيون أنه يحض على الكراهية وبالتالي كانت النتيجة الطبيعية حظره في فرنسا وألمانيا.
وواصل عيد أن ذلك لا يعني التعميم، ضاربًا المثل بالمراكز الدينية التي تسيطر عليها التيارات الأصولية ومنهم الإخوان المسلمين، لذلك فمبدأ الأوروبيون في التعامل معهم التعامل بحرص شديد، جدًا وبالقطعة، واي شيء يثبت وجود بعض المحتوى الذي يحض على الكراهية به تكون النتيجة الطبيعة القرار المتخذ من قبلهم هو الحظر أو الإيقاف.
وأردف أن أوروبا تفرض رقابة شديدة على الكثير من المساجد المنتشرة في أوروبا خصوصًا التي سبق وخرج منها متطرفين وانضموا لداعش، وبالتالي فهي مرصودة طوال الوقت وفي حالة عدم الإلتزام من قبل أي مسجد يرصد عبر التقارير الأمنية ويتخذ ضده قرار فوري.
وأكمل الباحث في حركات الإسلام السياسي أن دلة مثل ألمانيا مثلًا لديهم حاليًا مركز معتمد يقوم بتدريب واختيار الخطباء المسلمين، وعن طريقه يتم مراجعة الأفكار التي سيتم بثها إلى المتلقيين، موضحًا أن أوروبا هدفها حاليًا ن تحول الدين إلى أخلاق فقط دون النظر إلى اي اعتبارات أخرى.
وتابع عيد أن أوروبا أصبح لديها مشكلة مع الأصولية الدينية، موضحًا أنهم لديهم دراسات تتناول كيفية تحويل الأصولية الإسلامية إلى مجرد أفكار تنمية بشرية، مشيرًا إلى أن أوروبا حتى الآن تحاول بشتى الطرق في هذا المنهج رغم ما تواجهه من قوة وصلابة التيار الإسلامي المتواجد هناك.
وأكد أن منهجهم حاليًا منع أي خطاب تحريضي ديني، وتحويل الخطاب الديني إلى خطاب وعظي لا ضرر وخطورة منها على الواقع والمجتمع الأوروبي، مبينًا أن الحديث عن دول أوربية معادية بشكل صريح لا يوجد فكله بنسب متساوية.
وضرب المثل ببريطانيا التي تعتبر أحد أعمدة الإخوان الرئيسية في أوروبا، فهي في حالة وئام بشكل كبير مع هذه الجماعة الإرهابية فالوضع في بريطانيا قائم على حكومات وأحزاب وسياسات قائمة وليس مرتبط بشخص مجلس الوزراء، مؤكدًا أن الأمر مرتبط بالمخابرات البريطانية "الأم أي سكس" وتقاريرها وخليط من الأحزاب المختلفة.
وأضاف عيد أن بريطانيا ليس من السهل عليها أن تصنف الأخوان جماعة إرهابية، مشيرًا إلى أنهم ظلوا لمدة عام ونصف يدرسون إدراج بعض عناصر جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب وليس عناصر الجماعة بأكملها وفي النهاية صنف أشخاص وبعض العناصر البسيطة مثل لواء الثورة وليس الجماعة بأكملها.
وبين أن بريطانيا هي التي دعمت الإخوان في بداية ظهورهم وبالتالي فإن العلاقة قائمة بين الإخوان وبريطانيا على أساس المصالح، مؤكدًا أن الإخوان لازالوا قادرين على تقديم خدمات جديدة للغرب في المستقبل سواء على مستوى العنف عبر سياسة عش النمل التي تعتمد على سحب العنف من مكان إلى أخر مثلما سحبوا العنف من أفغانستان ونقلوه إلى أماكن أخرى فمن الممكن أن يحتاجوا إليه في الروهينجا في الصين.