شهدت مدينة النيجر اليوم، توقيع إطلاق منطقة تجارة حرة قارية، بحضور الرئيس السيسي، حيث ستعمل هذه المنطقة على توحيد 1.3 مليار شخص، وسينتج عنها خلق تكتل اقتصادي بقيمة 3.4 تريليون دولار.
25 دولة
وقد اشتركت 54 دولة من أصل 55 دولة في القارة، لكن 25 دولة فقط صدقت عليها، وتتمثل إحدى العقبات في المفاوضات في دوافع البلدان المتضاربة.
الحدث جاء عقب مرور أربع سنوات من المحادثات، نتج عنها تشكيل كتلة تجارية من 55 دولة في مارس، وبالرغم من إيجابية الحدث، فقد ذكر اقتصاديون أن هناك تحديات كبيرة يجب على القارة مواجهتها على رأسها ضعف الطرق والسكك الحديدية، ومساحات شاسعة من الاضطرابات، والبيروقراطية الحدودية المفرطة والفساد الذي أعاق النمو والتكامل.
مصر ونيجيريا
وتمثل نيجيريا ومصر وجنوب أفريقيا أكثر من 50٪ من إجمالي الناتج المحلي التراكمي لأفريقيا، بينما تمثل دولها الست ذات السيادة الجزرية حوالي 1٪، ومن الضروري معالجة هذه التباينات لضمان اعتماد المعالجات الخاصة والتفضيلية لأقل البلدان نموًا وتنفيذها بنجاح، هذا ما قاله لاندري ساينيه، وهو زميل في مبادرة نمو أفريقيا بمعهد بروكينجز.
ومن المتوقع أن يتم الكشف عن اللوائح التي تحكم قواعد المنشأ وإزالة الحواجز غير الجمركية وتطوير نظام المدفوعات والتسويات في القمة، أما إذا نظرنا إلى الجانب الإيجابي لها فمن المقرر أن يلتزم الأعضاء بإلغاء التعريفات الجمركية على معظم السلع، الأمر الذي ينتج عنه زيادة التجارة في المنطقة بنسبة 15-25٪ على المدى المتوسط.
حدث تاريخي
قال الدكتور حسين أبو العطا، رئيس حزب "المصريين"، وعضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، إن اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية حدث تاريخي مهم على مستوى القارة السمراء، لكونه حلما يراودنا منذ سنوات حتى يتجمع الأشقاء الأفارقة، ويعلنون بشكل رسمي انطلاق هذه المنطقة التي تعد أكبر سوق في العالم، مشيرا إلى أنها خطوة هامة تمهد الطريق لمزيد من التعاون بين دول القارة في مجال الاقتصاد الرقمي كما تعد منصة للتعاون بين إفريقيا وشركائها الدوليين.
وأضاف "أبو العطا"، لـ"بلدنا اليوم" أن هناك تصميما من القيادة المصرية على إنجاح اتفاقية منطقة التجارة الحرة الإفريقية بعد فترة من الإخفاق فيما يخص التعاون الإفريقي، مشيرا إلى أنه تم الإعداد بشكل جيد لهذه الاتفاقية خلال الفترة الماضية على أن يتم استكمالها خلال القمة الاستثنائية في النيجر.
زيادة التنافسية
وأوضح رئيس حزب "المصريين"، أن هذه الاتفاقية تسهم في زيادة التنافسية بين الدول من حيث السلع والخدمات الاقتصادية، بجانب زيادة المعرفة الاقتصادية وخلق سوق قاري لكافة الخدمات والسلع والتعاون بين الدول الأفارقة الأشقاء، مشيرا إلى أن حجم التجارة البينية بين دول إفريقيا العام الماضي وصل إلى 70 مليار دولار مقابل 78 مليار دولار عام 2014، مما يعني ضرورة التكاتف وزيادة جهود التجارة حتى يمكن تحسين هذا الأمر وزيادة المعدل بالشكل الذي يليق بحجم الدول الإفريقية.
وأشار إلى أن اتفاقية التجارة الحرة في إفريقيا ستُسهم بشكل كبير في تعزيز الخبرات الاقتصادية بين دول القارة السمراء.
أثر إيجابي
فيما قال الدكتور قال النائب مصطفى أبوزيد، رئيس اللجنة الاقتصادية بالحركة الوطنية، إن بدء سريان اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية من قبل 22 دولة أفريقية، سيكون لها أثر إيجابي على الاقتصاد الأفريقي والمصري.
وأضاف أبوزيد لـ "بلدنا اليوم"،: "سيفتح ذلك الطريق أمامنا لزيادة التجارة البينية وبيننا وبين أفريقيا وسنستطيع استغلال موارد القارة، مشيرًا على أن هناك الكثير من التحديات التي ستواجه القارة الأفريقية، وعلى رأسها ضرورة وجود بنية تحتيه قوية للقارة على المستوى البري والبحري والجوي".
حقبة جديدة
وتابع رئيس اقتصادية الحركة الوطنية أن مصر من أولى الدول التي سعت إلى توقيع الدول الافريقية من رؤيتها لاجندة التنمية المستدامة الأفريقية 2063، حيث ترغب مصر في استغلال القارة للموارد الموجودة فيها بما يحقق في نهاية المطاق تحقيق نمو كبير في التجارة الأفريقية.
والتقى الزعماء الأفارقة اليوم الأحد، من أجل إطلاق منطقة تجارة حرة قارية، إذا نجحت في توحيد 1.3 مليار شخص، ستخلق تكتلًا اقتصاديًا بقيمة 3.4 تريليون دولار ويدخل في حقبة جديدة من التنمية.