ذوي الاحتياجات الخاصة "بذرة شجرة" التنمية الجديدة

كثيراً ما نسمع عن جملة التنمية البشرية في مجتمعنا، وأهميتها ومدى تأثيرها على حياة الإنسان، ومساعدته على كيفية إدارة الوقت، كما نعرف أنها مجموعة من الدورات التدريبية، لتنمية مهارات الأفراد المختلفة في مجالات متنوعة، لتقدم له بالنهاية شهادة خبرة، لكن لم يفكر أحد في توجيه هذا المجال إلى أشخاص آخرين يشعرون ويبدعون في مختلف أعمالهم، إنهم ذوي الاحتياجات الخاصة التي عملت على تنميتهم الفنانة التشكيلية "فاطمة الطناني"، ليكونوا بذرة شجرة التنمية وإدخالهم في عالم تحقيق الإبداع من منظور آخر.

كيف جاءتك الفكرة؟

كان لدي ميول في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، لذلك ذهبت إلى مؤسسة خيرية، وطلبت منهم أن أقوم بتعليم ذوي الاحتياجات، ورحبوا بالموضوع بشكل كبير وبدأت معهم منذ 4 سنوات.

الكثير يجد صعوبة.. كيف كانت طريقتك للتعامل معهم؟ وإلى أي مدى كانت درجة استيعابهم؟

بالهدوء والتشجيع، وأنا أحب التعامل معهم دائماً، وهذا ما جعلني أقوم بطلب تعليمهم، والتشجيع يجعلهم يتطورون بسرعة أكبر ويظهر إبداعهم، وتتراوح درجة استيعابهم حسب قدراتهم الذهنية، وتختلف باختلاف أعمارهم، فالكبار في السن يستوعبون بقدرة أكبر من صغار السن، وصغار في القدرة الذهنية منهم من يتعلم في مدة 6 أشهر و أخرون في 9 أشهر.

بما أنهم يحتاجون وقتا كبيرا في التعامل.. فماهي طرق تعليمهم؟ والمعارض التي شاركوا فيها؟

الكلام والتعامل، في كل شهر أقوم بتقديم جوائز لهم حتى لو كانت بسيطة بحلوى أو ما شابه ذلك، وكذلك فرحتهم بالمعارض حيث كانت تجربة منظمة الصحة العالمية رائعة، رغم مخاوفنا من عدم تعاملهم بأسلوب منظم في أثناء وجودهم بالمعرض، حيث قامت منظمة الصحة بعمل حفل استقبال وكان يوجد طعام فزادت مخاوفنا في طريقة تناولهم الطعام، ولكن عندما بدأو تناول الطعام أبهروا الجميع بنظامهم و ترتيبهم واحترامهم وعدم ارتفاع أصواتهم، كذلك في أثناء الحفل كانت حركتهم في طوابير منظمة يعرفون متي يصفقون ومتي يتوقفون، حيث قاموا بالمشاركة بعد ذلك في 5 معارض أخرى مع منظمة الصحة العالمية، وكذلك 4 معارض مع المجلس الثقافي البريطاني، ومعرض في مؤسسة رسالة، 3 معارض مع مكتبة القاهرة الكبرى.

ماذا عن نتائج تدريبهم وهل يمكن تدريبهم في مجالات أخرى؟

النتائج هائلة والتطور ملحوظ بشكل كبير وسريع، وهذا ما تم تقديمه من رسومات في المعارض، أدى إلى إبهار المنظمين على المعرض بأن هذه الرسومات رسمت بأيدي هؤلاء، وقد حققت بذلك ما أريده في تعلمهم، ويستطيعون تعلم المشغولات اليدوية أيضاً وأنشطة تصوير وكذلك أنشطة رياضية و ورش فنية، ومن له القدرة على الغناء.

بما أن بينهم مواهب كثيرة... ما هي الصفات التي تميزهم وأغربها؟ و كيف يمكن الاعتماد عليهم في المستقبل؟

الطيبة والإقبال على التعلم دون ملل، وتربيتهم التي تجعلهم يتعاملون بشيء من الأخلاق والنظام، أما أغرب شيء فهو أنهم أبهروني بالتعلم السريع، و نتائجهم في الرسم، يساعدهم ذلك في الاعتماد عليهم بالمستقبل من خلال عملهم بالأيدي، أي يقوموا بتوضيب شيء أو تغليفه فهم يرون طريقة العمل ويقومون بتقليدها، أما العمل الذهني فبه صعوبة عليهم.

هل حاولتي الانضمام للتعليم في مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة؟

لا، لم أحاول الانضمام لأنه يهمني في المقام الأول هؤلاء النماذج الذين يسكنون المناطق الشعبيه، يكون مستواهم المادي ضعيفا جداً، ولا يمكن لأهلهم إلحاقهم بمثل هذه المدارس، لذلك لم أفكر في الانضمام إلى أي مدرسة.