"حياة بلا أصدقاء ليست بحياة".. مقوله يرددها الكثيرون للتأكيد على أهمية الصداقة في العلاقات الإنسانية والتي يبني عليها حياة دولة بأكملها، وتعد عامل مهم لجهود السلام داخليًا وخارجيًا.
وبالتزامن مع احتفال العالم اليوم الأحد باليوم العالمي للصداقة، نرصد أهمية الصداقة في حياة زعماء مصر، فلكل عام رجالها، ولكل رئيس رجاله الخاص به، فالرئيس يحتاج إلى أهل الثقة الذين يساعدونه في اتخاذ القرارات الحاسمة، ومد اليد بالنصائح الصادقة والمشورة العادلة.
عبد الناصر والصحفي
بدأت علاقة محمد حسنين هيكل، الكاتب الصحفي، بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر بالأتفاق والتقارب في وجهات النظر، فكانت البداية مجرد رغبة صحفية فى تحقيق سبق ونشر معلومات فريدة من نوعها عن دور الجيش المصري في حرب فلسطين، لتنتهي لتكون بمثابة الذراع الإعلامية اليمني للزعيم الراحل.
وترجمت العلاقة القوية بين هيكل وعبد الناصر على أرض الواقع عام 1970 حينما عين الرئيس الراحل حسنين هيكل كوزيرًا للإرشاد القومى وكان المرسوم الذي عين به "هيكل" وزيرًا للإرشاد القومي، في نفس الوقت على استمراره في عمله الصحفى كرئيسًا لتحرير الأهرام، وقبل المنصب الوزارى بعد أن تكرر اعتذاره عنه عدة مرات، وكان ذلك تقديرًا لظرف سياسي وعسكري استثنائى في الظروف المحيطة بحرب الاستنزاف.
السادات والمقاول
أما عن الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فكان له رفيق بعيدًا تمامًا عن السياسية، وبالرغم من ذلك إلا أن الصداقة تحولت في يومًا وليلة إلي علاقة قرابة ثم وزيرًا.
عثمان أحمد عثمان، الطالب الذي كان لا يريد الدراسة بكلية الطب، لكنه سحب أوراقه والتحق بكلية الهندسة، فبدأت حياته العملية في الإسماعيلية، بتنفيذ عمليات محدودة للأهالي، لا تتعدى بناء منزل، ثم بدأ في تنفيذ عمليات من الباطن لشركة عبود باشا عام 1947.
ويتعرف بعد ذلك على الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بالإسماعلية ونشأت بينهما صداقة استمرت لعقود، وشهدت حقبة سبعينات القرن العشرين سطوع نفوذه السياسية، ولتوطيد علاقتهم ببعض البعض تزوج ابنه محمود من إحدى بنات "السادات".
ونجح عثمان أحمد عثمان في إقناع الرئيس الراحل محمد أنور السادات بمشروع الصالحية لتعمير الصحراء، والصالحية الجديدة تقع في مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، وافتتح مشروع "الثروة الخضراء"، وتم تعيين حسين عثمان شقيق "عثمان" مشرفًا على المشروع بدرجة نائب رئيس وزراء.
مبارك والبابا
أما عن علاقات الصادقة بين الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، فقد بدأت منذ اللحظات الأولى الذي أقسم فيها اليمين الدستوري، حيث أفرج عن البابا شنودة وأنهى فترة تحديد إقامته التي أقرها السادات في فترة حكمه للبلاد.
لتطور العلاقات بين الرئيس والبابا وتسود الصداقة والمودة، لم يشوبها سوى بعض الصمت والانسحاب للدير كنوع من الرد على الأحداث الطائفية التي شهدتها الكنيسة في عهد الرئيس مبارك.
وبعد وفاة البابا شنودة، أبرزت الصحف المصرية تأثر الرئيس مبارك بالحدث، وأنه ظل يتابع مراسم جنازة البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية من داخل الكاتدرائية بالعباسية.