في مثل هذا اليوم، رحل عن عالمنا صاحب الصوت العذب، الذي استطاع أن يتفوق على جيل العمالقة من القراء الذين عاصرهم في ذلك الوقت.
القارئ الشيخ أبو العينين شعيشع، مر عليه ما يقرب من 8 سنوات، ومازال اسمه وصوته العذب يتربع في قلوب وأذهان المصريين، وتميزت تلاوته بالشجن والحزن، مما حدا بمتخصصي القراءات أن يصفوه بلقب "ملك الصبا".
ولد "شعشيع" في بيلا بمحافظة كفر الشيخ في 22 أغسطس 1922، والتحق بالكُتاب وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ يوسف شتا وذاع صيته كقارئ للقرآن عام 1936، وهو في الرابعة عشرة من عمره بعد مشاركته بالتلاوة في أمسية دينية في المنصورة في 1936، واكتشفه الشيخ عبدالله عفيفي في 1939، وساعده على الالتحاق بالإذاعة، وكان عمره 17 عامًا.
استطاع "شعشيع" أن يكمل مسيرة الشيخ القاريء محمد رفعت، من خلال تقليد صوته ببراعة، ليحافظ على التسجيلات التي أتلفت في الإذاعة النصرية، وتكملة تلك التسجيلات، وهذا من دافع الحب والإعجاب بصوته، فكان الشيخ محمد رفعت من أكثر محبيه.
عاصر الشيخ شعيشع، عدد من شيوخ التلاوة منهم، الشبخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمد صديق المنشاوي، ومصطفى إسماعيل، ويعد الشيخ أبو العينين شعشيع أول قاريء يسطع صوته في رحاب أولى القبلتين، المسجد الأقصى.
حفظ "أبو العينين" القرأن الكريم، منذ صغره، وهو في الخامسة عشر من عمره، وعندما تمكن من حفظ القرآن، استطاع أن يلتحق بالإذاعة المصرية، لأسلوبه المميز في تلاوة القرآن الكريم.
في منتصف القرن العشرين، توجه أبو العينين إلى بلدتي سوريا والعراق، وأصيب بمرض في صوته وولم يقدر على تلاوة القرآن، ولكنه تغلب عليه وعاد مجددًا ليطربنا بصوته العذب بمسجد عمر مكرم.
وانتقل فيما بعد إلى مسجد السيدة زينب فى عام ١٩٩٢، وأنشأ خلال رحلته مع القرآن الكريم نقابة للقراء، وانتخب نقيبًا لها فى ١٩٨٨.