موائد طويلة امتلأت بها شوارع مصر، لتبهر العالم بأكمله بأكبر إفطار جماعي نظمه الأهالي تارة والدولة تارة أخرى.
وتعد "موائد ال‘فطار الجماعي"، من أسمى مظاهر الترابط الاجتماعي في شهر رمضان الكريم، حيث يتسارع الأغنياء بإقامة تلك الموائد طوال هذا الشهر لإفطار الصائمين في مختلف الشوارع والميادين بجميع المحافظات، وكذلك الجمعيات الخيرية والمساجد، مما يترك أثرًا طيبًا في نفوس الكثيرين فضلا عما لها من ثواب كبير عند الله عز وجل.
وقبل نهاية شهر رمضان الكريم، ليحل علينا عيد الفطر المبارك، تستعرض "بلدنا اليوم"، أبرز موائد الإفطار الذي تم تنظميها خلال الشهر الجاري.
أطول مائدة بالعالم
في السابقة الأولى من نوعها، تنظم مصر أول مائدة إفطار رمضانية في العالم بالعاصمة الإدارية الجديدة، بطول يتجاوز 3 آلاف متر، وبحضور يتخطى 7 آلاف مشارك، في وجود ممثلي جينيس للأرقام القياسية، سعيًا لتحطيم الرقم القياسى العالمي العام الماضي في دائرة البلدية والتخطيط بعجمان بالإمارات، حيث أقيمت بطول 2893 مترًا وبمشاركة 6000 شخص من جميع فئات وشرائح المجتمع العام الماضي.
أقوى لمة في مصر
كما نظمت جمعية شبرا الخير، أول وأكبر جمعية خيرية شبابية في القليوبية وشركة اتصالات مصر، أطول مائدة إفطار جماعي بمحافظة القليوبية أمس الجمعة تحت شعار "أقوى لمة في مصر"، ويأتي ذلك استجابة لحملة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بتوفير حياة كريمة للمواطنين الأكثر احتياجاً.
ويأتي ذلك وسط الحملة التي أطلقتها جمعية شبرا الخير لإفطار أكثر من 15000 صائم طوال شهر رمضان؛ وشارك في الإفطار حوالي ألفي صائم بقرية المريج ضمن أطول مائدة إفطار جماعي بمحافظة القليوبية بجانب إقامة معرض لتوزيع الملابس على الأسر الأكثر احتياجا بالقرية،ضم نحو 10000 قطعة ملابس، وأيضا توزيع مئات الشنط من السلع الغذائية والخضراوات الطازجة.
موائد مسيحية لإفطار الصائمين
كما شاركت الكنائس فرحة المسلمين برمضان، حيث تقيم العديد من موائد الإفطار للصائمين، كما يقوم عدد كبير من الأقباط بإعداد وتنظيم موائد الإفطار الرمضانية ويقومون فيها على خدمة الصائمين المسلمين، حيث نظمت كنيسة قصر الدوبارة، مائدة إفطار، ويتولى الإشراف عليها عدد من شبان الكنيسة وفتياته.
وأعلنت تنظيم أكبر إفطار في القاهرة في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، كما تنظم الكنيسة الإنجيلية بمدينة 6 أكتوبر والكنيسة الإنجيلية بالمقطم موائد رحمن.
كما اشتهرت منطقة وسط القاهرة بتواجد موائد إفطار لعدد من التجار وأصحاب المحال المسيحيين، الذين حرصوا على تنظيم موائد إفطار للمسلمين للتأكيد أنهم نسيج واحد.
شعب مطرية
طاولة لا تستطيع العين أن ترى مداها، تمتد فروعها في الشوارع الجانبية، تجمع كل أهالي المنطقة وضيوفهم، ليتناولون وجبة واحدة، في توقيت واحد، تدور الأطباق والصواني، تتحد أياد سيدات المكان، فيصنعن كل منهن صنف من الطعام؛ لأجل الإفطار الجماعي الذي ينظم منذ سبع أعوام.
"عزبه حمادة" بحي المطرية، هنا تحل أجواء العيد قبل قدومه، أجواء عائلية، ألفة بين الكبير والصغير، زينة وبالونات يرفرفون سماء المطرية، وسط فرحة وضحك ترسم وجوه الكبير قبل الصغير؛ ليتعازمون علي بعضهم البعض فور إطلاق مدفع الإفطار.
ويأتي أهالي عزبة حمادة بالمطرية، من سبع سنوات، ليكسرون كل الأعمال اليومية الروتينية، وليضيفوا إلى لمة العائلة الصغيرة في رمضان رونقًا خاص بهم مقررين تجميع كل عائلات المنطقة على مائدة واحدة ليتناولوا الإفطار معًا.
وبدأ أهالي عزبة حمادة منذ سبع سنوات في إقامة مائدة في الشارع الرئيسي تجمع كل أفراد المنطقة، وكل عائلة تضع على المائدة ما قامت بإعداده خصيصًا لهذه المناسبة، كلً على قدر استطاعته.
ومع تزايد الأعداد في الأعوام التالية بدأ الشباب بتوزيع الأدوار بينهم في تجميع ما يلزم لإقامة المائدة وطهي الطعام، وكل شخص يعلم دوره جيدا ويرتسم على ملامحهم علامات الاحتفال والسعادة لمشاركتهم في مشهد مهيب يقام يوم واحد في العام.
وتسبب نجاح المائدة في السنوات السابقة، في ربط أواصر الصداقة والمحبة بين العائلات، فضلًا عن متابعة العالم الخارجي فعاليات "عزومة شعب المطرية"، وفي يومًا وليلة تتصدر "المطرية" كافة الصحف العالمية، والتي رصدت فيها تجسيد حقيقي للمة العيلة والجيران فى رمضان.