فى شارع التلاتينى.. أكثر شوارع بورسعيد ازدحامًا، وفى منطقة أبو الحسن والروضة، تجذب عينيك البانرات الإعلانية الضخمة، التى تكلفت مئات أو آلاف الجنيهات لتعلن عن منتجات باهظة الثمن، أو برامج فضائية ضخمة الإنتاج.
وعلى النقيض توجد في نفس المنطقة، امرأة تدفع بعربة حديدية ضخمة بصعوبة واضحة، وفوق العربة يتواجد طفل رضيع تتعالى صرخاته، ثم تجمع بواقى الكرتون المستعمل، ويرافقها صبى لا يتعدى العشر سنوات يجمع معها الكرتون، كما يعرض خدماته على أصحاب السيارات ويسألهم إن كانوا بحاجة إلى تلميع أو تنظيف سياراتهم.
راقبت كاميرا "بلدنا اليوم" المشهد من أول الشارع إلى أن وصلت إلى مسجد التوفيقي، ومن ثم التقت معها، لتروى قصتها كالآتي:
اسمى سماح عبد الفضيل، أنا أجمع الكرتون وأبيعه لأطعم ابنائي، خاصة إنني أرملة ولدى ثلاثة أطفال وتزوجت من رجل لديه أربعة أطفال من زوجته المتوفاة، أما هذا الرضيع محمد فهو ابنى منه بعد أن تزوجنا.
وأضافت: "ليس لي عمل أو مصدر دخل سوى جمع ورق الكرتون، وأستحى أن أمد يدي أو اسأل الناس.
وبسؤالها عن زوجها، قالت: زوجى يعمل سائق وكان ينفق علينا جيدًا ولكن انتهت رخصته ولضيق الحال لم يستطع تجديدها، فاضطر هو أيضا أن يخرج ويعمل فى جمع الكرتون "وكلنا رزقنا على الله".
وأضافت: "زوجي الحالي يبذل ما فى وسعه، فابنتى الكبرى من زوجى المتوفى هو من تكفل بتجهيزها حتى تزوجت، ولم يبخل عليها وكل ما يتمناه أن يستطيع تجديد رخصته وأن يكمل تعليم باقى الأولاد..
واختتمت سماح أن لديها طفلا معاقًا، قائلة: "لا يسمع وثمن السماعة ١٠آلاف جنيه حتى يستطيع أن يعيش مثلنا".