شمس الأزهر التي لا تغيب.. تعرف على أدوار الجامع على مر التاريخ

السبت 11 مايو 2019 | 11:24 مساءً
كتب : مصطفى الخطيب

قبل 1079 عاما ميلاديا سطع في سماء قاهرة المعز نجم من نجوم الإسلام الزاهرة، ألا وهو الجامع الأزهر الشريف، والذي أصبح فيما بعد نجم نجوم الإسلام والدعوة الإسلامية.

أصبح المسجد والجامعة الملحقة به شمس العلوم الإسلامية التي تنير العالم كله، شعوبًا ودولًا، شمسًا يمتد نور علمها من القاهرة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ليست هناك بقعة على الأرض إلا وفيها أحد أبناء الأزهر وكتابا من كتبه شمسا لا ينقطع عطاؤها، ربما يقل في بعض الأحيان ، وربما تحاول بعض سحب أن تغطيه ، لكن هيهات فشمس الأزهر والإسلام الحنيف أبدا لا تغيب.

ظل الأزهر منارة دينية وتعليمية وسياسية للمسلمين، ويكاد أن يكون الجامع الأول في العالم الذي لعب أدواراً دينية وتعليمية وسياسية، وفى هذا التقرير نرصد أدوار الأزهر الدينية والتعليمية والسياسية فى تاريخة.

دوره الديني

وضع الخليفة المعز لدين الله الفاطمي أول الخلفاء الفاطميين في مصر، حجر الأساس لبناء مسجد الأزهر الشريف في القاهرة عام 970 ميلادياً ليكون أول مسجد لنشر المذهب الشيعي في مصر، وقد شرع القائد الإسلامي جوهر الصقلي في بناء المسجد وانتهى منه عام 972 ميلادياً ليصبح أول مسجد فاطمي شيعي يقام في مدينة القاهرة.

كان الحكام الفاطميون يكنون ولاءاً خاصاً لهذا المسجد الذي أطلقوا عليه ''جامع الأزهر'' تيمناً بالسيدة فاطمة الزهراء – بنت الرسول صلي الله عليه وسلم-.

وفي عهد الدولة الأيوبية أُهمل الأزهر الشريف بشكل كبير ومنعت فيه الخطب وتم سحب الأوقاف التي خصصت له رفضاً للمذهب الشيعي الذي تبناه الأزهر في ذاك الحين، واستمر هذا الوضع لفترة طويلة حتى بداية حكم المماليك عام 1267 ميلادياً حيث أعاد إليه الظاهر بيبرس قوته بإعادة الخطب إليه وجميع الأوقاف التي قد سُحبت منه.

دوره التعليمي

يتمثل في دراسة اللغة العربية والعلوم الاسلامية، أخذوا الفاطميون يتوسعون في بنائه وفي عام 996 ميلادياً ألحقوا بجامع الأزهر معهداً علمياً وملجأ للفقراء، وفى بداية حكم المماليك عام 1267 ميلادياً أعاد إليه الظاهر بيبرس قوته بإعادة الخطب وشجع على التعليم ومنذ ذلك الحين يمكن القول بأن نجم الأزهر الشريف قد سطع في سماء الإسلام وأصبح المسجد الفاطمي ومعاهده العلمية منارة لكل مريدي الدين الإسلامي من شتى بقاع الأرض، ويُقال أن تدمير المغول للمعاهد الدينية في الشرق والتفكك الذي أصابها في الغرب ساعدت كثيراً في بزوغ نجم الأزهر الشريف.

وكان له دور كبير ومهم في إحداث النَّهضة العلمية التي راجت في مصر عقب سقوط عاصمة الخلافة العباسية بغداد بأيدي التتار سنة 656ه/ 1258م، حيث وفد إليها العديد من فحول العلماء كابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852ه، والمقريزي المتوفى سنة 854ه، والعيني المتوفى سنة 855ه، والسخاوي المتوفى سنة 902ه، وغيرهم من كبار العلماء، وأئمة الفقه والتفسير والحديث بصفة خاصة.

وكان الأزهر الشريف يقوم بدوره هذا في النهضة العلمية إلى جانب العديد من المدارس المصرية التي أنشأها سلاطين مصر على مر العصور: كالمدرسة النَّاصرية؛ نسبة إلى النَّاصر صلاح الدِّين الأيوبيِّ، والمدرسة الفاضلية؛ نسبة إلى القاضي الفاضل الذي أنشأها سنة 580ه وكان في مكتبتها مئة ألف كتاب مجلَّد، والمدرسة الكاملية؛ نسبة إلى الملك الكامل الذي أنشأها سنة 621ه وكانت تُسمَّى بدار الحديث، والمدرسة الصالحية؛ نسبة إلى الملك الصالح الذي أنشأها سنة 639ه، والمدرسة الشَّيخونية، والمدرسة البرقوقية، والمدرسة المؤيَّدية، والمدرسة الأشْرفية، والمدرسة الظَّاهرية، وغيرها من المدارس التَّعليمية التي راجت واشْتُهِر أمرُها.

دوره السياسى

فى مواقفه المشهودة في التصدي لظلم الحكام وتحريك الثورات ضد المحتل الأجنبى، وكان للأزهر الشريف منذ تأسيسه دور كبير في الحركة الوطنية المصرية.

وقاد الأزهر الثورة ضد حكم المماليك عام 1795 بسبب الظلم الذي تعرض له المصريين في نهاية حكم المماليك، كما كان له دور كبير في التصدي للحملة الفرنسية على مصر وقاد ثورتي مصر الأولى والثانية ضد الفرنسيين.

وعام 1805 قاد علماء الأزهر الثورة المصرية ودعموا رغبة الشعب في اختيار حكامه من خلال اختيار محمد على باشا والياً على مصر، وكان لطلاب الأزهر وعلماءه دور كبير في ثورة 1919 ضد الاحتلال الإنجليزي لمصر، ويظل يقاوم الاحتلال الإنجليزي حتى ثورة 1952.

ولم ينتهي دور الوطني للأزهر بعد ثورة يوليو ولكنه استمر في مواجهة أعداء مصر وكان له دور بارز في مقاومة العدوان الثلاثي عام 1956.

وبعد ثورة يناير 25 يناير كان للازهر الشريف دور كبير في لم شمل المصريين وقاد محاولات كثيرة لإصلاح المجتمع والتأكيد على مبادئ المواطنة والوحدة الوطنية في مصر، وتم تشكيل ''بيت العائلة'' ليكون له دور في القضاء على الفتة والأحداث الطائفية التي وقعت بعد ثورة يناير.

ولم يتخلى الأزهر عن دوره الوطني بعد 30 يونيو 2013، حيث وقف الأزهر إلى جانب الشعب المصري في ثورته على نظام الإخوان المسلمين.

دوره الثقافى

كان للجامع الأزهر دورا ثقافياً وفكرياً من مناقشات ومداولات وإلقاء الخطب.

دوره المعماري

فيبدو واضحا في التطورات المعمارية في عصور الولاة والسلاطين والملوك والرؤساء.

اقرأ أيضا