وجه النائب المهندس، أشرف رشاد، رئيس حزب مستقبل وطن، كلمة للرد على الشائعات المغرضة التي انطلقت خلال الأيام الماضية، وطوال فترة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، ملتزمًا الصمت خلال تلك الفترة، والتي جاء فيها:
وقد أجبرت نفسى على الصمت الهادىء حتى ينتهى ونحقق المراد فى خدمة الوطن.. الآن أتحدث، أخلع عنى رداء الحزب مؤقتًا وصفتى السياسية لأملك التعبير حراً برأى شخصى بحت.
الآن وقد صمت العواء وسارت القافلة.. الآن وقد شبع المغرضون قولاً زورًا وتلبيسًا لى وللحزب العديد من صور الكذب والبهتان.. أتحدث.
أتحدث.. شخصًا بسيطًا ومواطنًا مصريًا خالصًا.. أتحدث من قلب مصري نشأ فى الصعيد وآثر الوطن ونصرته فى كل محطات المسير.. أتحدث الآن وقد قال كل أعداء النجاح ما أملته عليهم أنفسهم المريضة ولفق التهم كل من قتله غيظًا ما نقدم وهو لا دور له..
إنني أيها المبطلون رئيس حزب اعتلى بفضل الله قمة العمل السياسى فى الساحة المصرية.. لم اكن قبل المرور بالدعوة للمشاركة فى التعديلات الدستورية بلا دور، ولست ألعب الآن دورًا مرحليًا أو مؤقتًا، بل نحن نحمل راية العمل من أجل المواطن البسيط الذى أتينا منه دومًا..
حاولنا دائمًا أن نقدم لشعبنا حقه علينا فى عمل خدمى واجتماعى لم يتوقف أبدًا، ولعل اتهامات الحاقدين تأريخ لكل محطات العطاء لدينا، فالجميع يذكر العديد من الاتهامات بأننا حزب البطاطين فى الشتاء أو حزب المساعدات الاجتماعية او حزب السلع ومعارض بيع السلع بسعر الجملة.
كل اتهام يسجل ويسوق لعملنا ونعود إليه الآن لإثبات أننا لم نكن متطوعين الآن، أو خادمين للشعب فى هذا الصباح فقط، فإن اُتهمنا فى التعديلات الدستورية بالكراتين زورًا لشراء الأصوات، فاننى لم أحزن من تلك الاتهامات، فلقد اعتدت أن أضعها قلائد على صدرى وأحمد الله.
لعلهم هذه المرة حبكوا صياغه الاتهام فى ربطه بالتعديلات الدستورية، واتهامات العبث بحاجات الشعب وكأننا لأول مرة نشارك فى عمل مجتمعى، أي خدمة لشعبنا، الذى يستحق أو إنه أول اتهام لنا، لكنى وقد صمت شخصًا، سأصمت الآن ولن أعلى من قيمة المزايدين علينا بأن أهتم بالرد.
لكن قدر النجاح، أن من يكتفى بالدعاء على صفحات الفيس بأن تنجح التعديلات الدستورية، يفند فى عيوب من يعمل بين الجماهير ومن أجلهم، ولست بالغاضب من سنن الحياة، فلم يسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول الحاقدين والكارهين، فحينما أبهتهم بآياته قالوا شاعر وقالوا ساحر وقالوا مجنون، المهم أنهم حاولوا أن يفسروا روعة الآيات بتفسير زائف، فأهلاً بسنة الحياة وطبيعة البشر وسنة النجاح.
لكن ما شغلنى فى الأمر، أن بعض الترويج فى الحملات المغرضة كانت من بعض العاملين فى المجال السياسى، وبعض رجال الأحزاب الأخرى، وإننى أشفق عليهم فى فكرهم هذا، وهم رجال سياسة، فالسياسة تعنى أن تتذاكى فى التقديم لشعبك، والسياسة تعنى أن تحاول وتحاول فى العمل، والسياسة تعنى أن نقدهم الحاقد فى صالحنا، وقد روجوا لتواجدنا على الساحة السياسية، والسياسة تعنى أن صمتنا انشغال وكلمتهم فراغ وبحث عن دور، والسياسة تعنى أن نحاسب البشر فى سيرهم وفق منهجية وقيم الحزب، لا أن نحاسبهم بما كان منهم يوم أن ساروا قديمًا وفق منهجية حزب آخر.
إن بيننا أعضاء انضموا لنا مؤمنين بمنهجنا من كل أحزاب مصر، وهم الآن يسيرون وفق ما اتفقنا عليه من ثوابت، فلم التفتيش فيما كانوا عليه من منهجية سابقة، طالما لم تعادى الوطن؟
إن اختلافى شخصيًا مع الإخوان المُصرين دائم وأصيل ليس لمخالفتهم قيمى ومبادئى السياسية، بل إختلافى معهم لاختلافنا حول الوطن وخيانتهم له من أجل جماعتهم، لكنى افتح الباب فى حزبى لكل المصريين بل فئاتهم وطرائفهم، لنتوافق سويًا على الخطى، لن نغلق الباب فى وجه أحد، وبابتسامة وصمت وهدوء سنلفظ من يخالف فيما بعد ما اتفقنا عليه.
إن قضيتنا كيف يسير، لا أين وُلد أو عاش؟، والجنة للصالحين وللخاطئن الأوابين، فلم تكيلوا للناس الاتهامات على صنع اتهامات في الماضى يصعب إثباتها أو نفيها؟
أنا أقف الآن فى لحظة صدق مع نفسى وأمام الجميع، أعلن أننى لست ضد أحد، ولن أعادى أبدًا أحدًا مهما خالفنا السياسة طالما لم يخرج من المسار الوطنى، ولن أنكر جميل أحد فى حياتى، لن أدعى أننى أشرف رشاد المتفرد الذى صنعنى تفردى وملكاتى المتفردة، بل أنا إنسان بسيط، من عامة الشعب، تشكلت مع المرحلة الوطنية، وبأيدي كثير من الأفاضل الذين شاركوا فى تشكيلى وصياغتى وطنيًا، محبًا لوطنه وله دور فى العمل من أجله.
أنا بمنتهى البساطة، صُنع هذا الشعب، والبسطاء فيه، وصياغة العديد من أصحاب الفضل، والفكر، والرؤى السياسية والوطنية، الذى صنعونى بصورة أظنها الآن، قادرة بعض الشىء على تلمس الدرب القويم بفضل الله، لذا لن أتطاول وأنا فخور بحزبى، ونجاحه، وكثرة حاقديه.
سأفخر بكل من قدم، وكل من ساهم، وكل من ساند.. سأفخر بالبنيان الذى حقق حلمى، فى أن أنتمى لكيان يقدم لوطنه بصدق وإخلاص.
وأسجل لكل الحاقدين على الكيان، أو الكارهين له، لأنهم لم يجدوا مكانًا فيه أو دورًا كدوره، واصلوا نجاحاتنا إلى صفحاتكم، واصلوا تأريخ كل ما نفعل بحملاتكم، سنواصل نحن العمل فى صمت، وواصلوا انتم الترويج لنا.
وأسجل لأسرتى فى مستقبل وطن، وأنا أحدثكم الآن دون قبعة، أو رداء حزبى، وأهمس كمواطن وفرد، فى أسرتكم، واصلوا العمل.
استمروا واضعين نصب أعينكم رضا الله، وحاجة الشعب الذى صنعكم، إياكم أن تبحثوا عن رضا سياسى، أو رضا من ناقد، إياكم أن يشغلكم أن ترضوا أصحاب الكلمات البراقة، ومنصات ادعاء الوطنية بنقد الآخرين، وإياكم أن تغلقوا أبوابكم فى وجه مصرى، أو تُأبلسوا أحدًا بأنه لا توبة له.
السياسة لا تعنى أن يكون كل من بيننا ملائكة، وأيضا لن نرضى بهم شياطين، كلنا بشر نحاول أن نعمل، وندعو الله أن يتقبل، وأن يكلل مسعانا بالنجاح، فلا تلتفتوا لرضا البشر، والله من وراء القصد.