شهدت كنيسة الشهيد مارجرجس الروماني بمدينة المنيا، اليوم الأربعاء، إقامة صلوات البصخة المقدسة، بحضور الصلوات القمص أمونيوس ميخائيل، والقمص أفرايم عدلي، والقمص سدراك نصير، والقس باسليوس لمعي، والقس جرجس صموئيل، والمئات من الأقباط من مدن ومراكز المنيا.
ترتل خلال الصلوات اللحن القبطي الحزين "ثوك تي تي جوم نيم بي أوؤو نيم بي أزمو نيم بي آما هي شا اينيه آمين أممانوئيل بين نوتى بين أورو، ثوك تي تىي جوم نيم بي أوؤو نيم بي إزمو نيم بي آما هي شا إينيه آمين باشويس إيسوس بي اخرستوس، ثوك تي تي جوم نيم بي أوؤو نيم بي أزمو نيم بي آما هي شا آينيه آمين".
وتعد كلمة بصخة كلمة يونانية معناها الاجتياز أو العبور وهى نفس كلمة فصح العبرية "بيسح Pesah" وتطلق على فترة أسبوع الآلام، وقد نقلت بلفظها تقريبًا أو بمعناها إلى معظم اللغات فهي في القبطية واليونانية "بصخة Pascha"، وفي العربية "فصح" وفي الإنجليزية "Pass-over".
وتطلق الكنيسة القبطية على يوم أربعاء البصخة "بأربعاء أيوب"، وذلك لأن الآلام التي تعرض لها أيوب ترمز إلى آلام السيد المسيح، من حيث في البداية حدثت تجربة أيوب بسبب حسـد الشيطان له، عقب ذلك جرح أيوب من أصحابه الثلاثة كما جرح السيد المسيح من أحبائه فمن تلاميذه من خانه وثانى أنكره والأغلبية هربت عند القبض عليه، وفي النهاية انتهت تجربة أيوب لخيره، وانتهى صلب السيد المسيح وموته بالقيامة المجيدة.
حيث تقرأ فى الصلوات الكنسية التي تقام مساء هذا اليوم "قصة أيوب البار"، كما ذكرها "العهد القديم"، والتي ترمز إلى "السيد المسيح" فى آلامه وتجاربه، كما يعتقد البعض أن سبب التسمية يرجع إلى الأعتقاد الشعبي السائد، بأن أيوب اغتسل مدلكًا جسده بنبات أخضر يسمى "الرعرع" فشفي من أمراضه، وكان ذلك يوم الأربعاء، فنسب إليه، كما يحرص الأقباط على تناول الفريك فى "أربعاء اليوم" ويتم طبخه بعدة طرق مختلفة.
بينما ارتبط الطقس الكنسي بالفلكلور المصري، حيث اعتاد المصريون الاغتسال بالعشب الأخضر، وارتبط أربعاء أيوب بالنبات الأخضر "الرعرع" وأطلق عليه "رعرع أيوب"، إضافة إلى تناول القمح الأخضر "الفريك".
ويذكر أن الأقباط قد بدأوا أسبوع الآلام بأحد السعف "الشعانين" وصلاة البصخة المقدسة، هي صلاة حزينة تتلى فقط خلال فترة أسبوع الآلام، الذي يسبق عيد القيامة المجيد، وتتلى الصلاة بالكنيسة يوميًا طوال أيام أسبوع الآلام، وصولًا إلى الجمعة العظيمة.
وتتشح الكنيسة في هذا الأسبوع، وخلال تلاوة تلك الصلاة باللون الأسود الحزين، وتعلق الشارات السوداء، تعبيرًا عن الحزن والآلام التي تعرض لها السيد المسيح خلال هذا الأسبوع.