أقدم عدد من المواطنين في قرى محافظة الدقهلية على الانتحار باستخدام "حبة الغلة القاتلة"، المستخدمة ضد تسوس القمح وأصبحت تلك الحبة أداة رئيسية فى عملية الانتحار.
وبحسب العديد من المتخصصين، فإن حبة الغلة توضع في محصول القمح، لمنع التسوس والحشرات الضارة من الإضرار بالمحصول، واسمها العلمي "الألومنيوم فوسفيد" وقامت عشرات الدول العربية بمنعها وحظرها، بعد زيادة نسبة وفيات الأطفال بسببها.
فالحبة القاتلة أصبحت طريقة سهلة للانتحار في الآونة الأخيرة، وتحولت من حالة عابرة إلى ظاهرة شبح موت يطارد الجميع، ومعظم حوادث الانتحار بحبة الغلة تنتهي بالموت السريع ، تحولت حبة الغلة من أداة لمعاونة الفلاح في الزراعة، إلى حبة قاتلة تدفع الشباب إلى الهلاك.
وشهدت العديد من القرى في محافظة الدقهلية الكثير من حالات الإنتحار بسبب تناول حبة الغلة السامة، ففي شهر مايو الماضي تلقى مركز شرطة منية النصر، بلاغ من مستشفى منية النصر المركزي بوصول المدعوة حكمت ع .ع ربة منزل 45 سنة من ميـت عاصم "دائرة المركز"، مصابة بحالة إعياء وقيئ مستمر "إدعاء تناول مادة سامة" وتوفيت عقب وصولها.
وعلى الفور انتقل ضباط وحدة مباحث المركز وبسؤال كلاً من شقيقها ونجلتها قررا بتناول المذكورة قرص كيماوى يستخدم لحفظ الغلال، لمرورها بحالة نفسية لوجود خلافات عائلية بينها وبين زوجها ولم يتهما أحدا بالتسبب في ذلك.
وفي شهر نوفمبر وصل أحمد ع ا ٢٥ عام عامل ومقيم دميرة لمستشفي طلخا، مصابا بحالة إعياء وقئ ادعاء تناول مادة سامة وتوفى عقب وصوله، وبسؤال والده قرر بتناول نجله قرص كيماوى لحفظ الغلال، وأضاف بأنه يعانى من مرض نفسى.
وفي شهر يناير الماضي وصل محمود محمد عبد الوهاب النقيب 30 سنة فلاح ومقيم قرية الشبول التابعة للمركز لمستشفي المنزلة، مصابًا بحالة تسمم إثر تناول حبة الغلة السامة المستخدمة في حفظ الغلال ولفظ أنفاسه فور وصوله.
وعلي الفور انتقل ضباط مباحث المركز لمكان البلاغ وبسؤال مرافقيه تبين مروره بضائقة مالية أدت لإصابته بحالة نفسية سيئة مما أدى إلى انتحاره.
وشهد شهر مارس الجاري آخر حالات الإنتحار بمحافظة الدقهلية بعد انتحار زوجين من قرية كتامة بحبة الغلة السامة، وورود بلاغ لضباط مركز طلخا، باالعثور على زوجين ملقى بجثمانيهما داخل مسكنهما بقرية كتامة.
وعلي الفور أنتقل ضباط مباحث مركز طلخا الى مكان البلاغ وتبين وجود جثتين لكلا من "محمد.ا.م.ا.ا"،50سنة، حداد، وزوجته “"أميرة".ف.ز”،37سنة، ربة منزل، ووجود أثار رغاوي من الفم نتيجة تناول مادة سامة.
بسؤال كلا من "السيد.ع.م"، 39سنة، رقيب شرطة، وشقيق المتوفي، و"محمد.ف.ز"، 35سنة، شقيق المتوفية، أقروا بوجود خلافات قائمة بين الزوجين منذ فترة، إلا أنهما تدخلا أكثر من مرة للصلح بينهما، ولكنهما إختلفا قبل الحادث بعدة ساعات، فتناولت الزوجة حبة الغلة التي تستخدم فى حفظ الغلال للتخلص من حياتها إلا أن الزوج خشى من أن يتورط في الإتهام بقتلها فتناول هو الاخر حبة سامة وفارق الحياة، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 1691 إداري مركز شرطة طلخا، وبالعرض على النيابة العامة أمرت بإنتداب الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة، والتصريح بالدفن.
وشهد شهر أبريل الجاري حالتين انتحار بحبة الغلة السامة في نفس اليوم بعد أن أقدم شخص يدعى "رزق. ف"، 33 سنة، علي تناول قرص كيماوي سام "حبة الغلة السامة " في دكرنس بمحافظة الدقهلية، بسبب خلافات زوجية وطلب زوجته الطلاق منه.
وانتقلت مباحث المركز، وبالفحص تبين أن المتوفي كان على خلافات مع زوجته على إثرها طلبت منه الطلاق، مما تسبب في مروره بأزمة نفسية تناول على أثرها حبة الغلة السامة، وتم حجزه بقسم العناية المركزة بمستشفى دكرنس العام إلا أنه توفي بعد وصوله المستشفى بساعات، وتحرر عن ذلك المحضر وإخطرت النيابة العامة لاستكمال الإجراءات القانونية.
ودشن شباب بمدينة بني عبيد حملة باسم "أرواحنا مش رخيصة لا لبيع حبة الغلة القاتلة"، وطرقوا أبواب بعض محال المبيدات الزراعية المتواجدة في مدينة بني عبيد، والتى يباع بها المبيد السام الذي يستخدم في مجال الزراعة.
وقام أفراد الحملة، بحصر أسماء الشركات الأجنبية المنتجة لهذه الحبة القاتلة؛ لتحذير البائعين من خطورتها، بهدف حظر بيع وتداول المبيد السام والمعروف باسم "حبة الغلة القاتلة".
وأكد القائمون على الحملة، أن بقاء الحبة القاتلة فى هذه المحال، خطر وكارثة يجب مواجهتها ومنع تداولها من الأصل منعًا لتبعاتها، لافتين إلى أن تاريخ صلاحيتها منتهي، ومازالت تباع، في استهتار واستخفاف بحياة المواطنين.
وأشار أعضاء الحملة إلى أنهم قاموا بالتواصل محمد محمد أبو العنين حجازي، رئيس مركز ومدينة بنى عبيد، ووعدهم بإصدار قرار إدارى بتشكيل حملة من التموين والزراعة والطب البيطرى والصحة بالإضافة إلى لجنة من البيئة بجانب تأمين من قسم شرطة بني عبيد، للنزول للشارع والمرور على هذه المحال التى يباع بها هذا المبيد السام باسم حبة الغلة القاتلة.