قال الشيخ صالح عباس، وكيل الأزهر الشريف، إن الإنسان هو محور تنمية الأرض وعمارتها؛ وقد اهتم الإسلام ببناء شخصيته وجسده؛ حتى يكون مؤهلًا لأداء وظيفته التي كلف بها، لافتًا إلى أن حقوق الأطفال الأساسية في التنشئة الأسرية والتعليم والرعاية بكافة أنواعها، وأهمها الرعاية الصحية الواجبة على الأسرة والمجتمع، وينبغي إتاحتها والدفاع عنها حتى لا يحرم منها أيُّ طفل في أيّ مكان.
وأضاف وكيل الأزهر خلال كلمته بمؤتمر "الفريق الاستشاري الإسلامي لاستئصال شلل الأطفال"، والذي يُعقد حاليًا بالعاصمة العُمانية مسقط يومي 14، 15 أبريل الجاري، أن الإنسان الصحيح قادر على إتقان العمل؛ مما ينعكس بالإيجاب على الأمم ويؤدي إلى نهضتها وتقدمها، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف قرر أن من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس من كل ما يضرها، وأن العلاج لا ينافي مشيئة الله -تعالى- والتوكل عليه، فكل شيء في الكون من مرض وصحة وعلاج لا يحدث إلا بإرادة الله -تعالى- ومشيئته.
وشدد وكيل الأزهر على أهمية دور الأسرة في تحمل مسئولية التربية الصحيحة للأبناء وتعهدهم بالرعاية، والاعتناء بصحتهم، مستنكرًا دور راعي الأسرة الذي يتخلى عن مسئوليته ويدع ابنه أو ابنته عرضة لخطر المرض والعجز طيلة حياته، ويعاني من المرض العضوي والنفسي بسبب اتِّباعه لجهل الجاهلين، وتشدُّد المتشددين، والفهم الخطأ لتعاليم الشرع والدين.
وأشار إلى أن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي أجازا لولي الأمر -ممثلا في الدول والحكومات- إلزام الناس بالتحصينات الوقائية؛ لصدِّ الأوبئة ومنع انتشارها، مشيرًا إلى أن أمانة المجمع استنكرت أيضًا الفتاوى الصادرة بتحريم التطعيم، وأوصت الخطباء والدعاة والوعاظ بدعوة الناس للاستجابة لحملات التطعيم.
يذكر أن الفريق الاستشاري الإسلامي هو شراكة تجمع كلًا من الأزهر الشريف ومجمع الفقه الإسلامي الدولي ومنظمة التعاون الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية، إلى جانب كوكبة أخرى من علماء الدين والخبراء التقنيين والأكاديميين، وقد شُكِّل الفريق في عام ۲۰۱۳ بهدف تصحيح التصورات الخاطئة المتعلقة بالتطعيم ضد شلل الأطفال، وتوعية المجتمعات المحلية المعنية بالفهم الأعمق لحتمية التمنيع من الناحيتين الأخلاقية والبيولوجية.