تعتبر الأمثال الشعبية هي فلكلور الشعوب، حيث أنها تعكس عادات تلك الشعوب وتقليدها، وتتمتع الأمثال بحكمتها وبراعتها في توصيل المعنى والهدف المنشود بكلمات قصيرة وموجزة، ونظرًا لأهميتها أصبحت إرث يتوارثه الأجيال جيلاً تلو الآخر، ولأن وراء كل مثل حكاية ترويه، نقدم لكم قصة مثل "حبل الكذب قصير".
يرجع أصل المثل إلى مدينة بغداد، حيث يحكي أن كان هناك تاجر غني، ولديه قرابة عشر خدم، ولكن في يوم من الأيام، سرق أحدًا منه كيسا من النقود كان بداخله ألف دينار، وأخذ التاجر يفكر طويلا، عن طريقة تكشف له السارق، إلى أن توصل إلى حيلة ذكية ساعدته على كشف الحقيقة، حيث أنه أعطي كل خادم حبل طوله نصف متر.
وقال لهم، أن سارق النقود سوف يطول حبله 10 سنتيميترات، لذا أمرهم جميعا أن يأتوا إليه غدًا في الصباح الباكر، كل واحدا منهم على حدة ومعه حبله، وبالفعل حضر الجميع في الصباح ومعهم الحبال، بنفس الطول الذي أعطاهم لهم، ما عدا شخص واحد، حيث كان طول حبله أقصر عشرة سنتيمترات.
ومن هنا عرف السارق، لأنه بغبائه قام بقص عشرة سنتيمترات من الحبل الذى أعطاه له مالكه-التاجر-، لأنه أعتقد أن الحبل سيطول عشرة سنتيمترات كما قال لهم التاجر مسبقا، ومنذ ذلك الحين، أصبحت مقولة التاجر "حبل الكذب قصير"، مقولة مشهورة ومثلا تردده الألسنة عبر الأزمان المختلفة، عندما يكتشف الناس كذب وخداع الآخرين.