أبرزها مزارع الخنازير.. نرصد معاناة أهالي شبرا الخيمة والخصوص

مازال مسلسل الإهمال وعدم تحمل المسئولية من قبل المواطنين، أمرًا في حاجة ماسة لوضع قانون رادع، يمنع الإضرار بصحة المواطنين وبصحته الشخصية، وبصحة جميع المخلو قات سواء أكان بشر أم حيوان.

مساوئ كبيرة، وعادات خاطئة يقوم بها عدد من المواطنين، وخاصة سكان شبرا الخيمة التابعة لمحافظة القليوبية، ومنطقة الخصوص، ومن هذه العادات السيئة التي تمثل خطرًا كبيرًا على المواطنين، تربية الخراف والخنازير بين أكوام القمامة.

أصبح مشهد تواجد الخراف و الماعز بين أكوام القمامة معتادًا في بعض الشوارع، حيث يتم إطلاقها على مقالب الزبالة للحصول على طعامها من بين المخلفات الملوثة، ما يصيبها بأمراض خطيرة والتي تنقلها بدورها للإنسان الذي يصاب بالأمراض القاتلة عند تناولها.

في الصباح الباكر، الساعة السابعة صباحًا، نجد راعي الغنم ومعه القطيع، يتركهم وسط القمامة، ينبشون الأكياس بأفواهم، التي تحتوي على مخلفات المنازل، وبها أدوية وسرنجات للحقن، فضلاً عن مخلفات المستشفيات، وفي نهاية المطاف تقدم لحوف تلك الخراف للمستهلكين بكل ما تحمله من أوبئة وأمراض.

ومن المفترض أن يكون للخراف نظام غذاء معين مثل الأعلاف أو التربية في المراعي الخضراء، والذي ينعكس بدوره على جودة اللحوم وسلامتها، وبالتالي يصل إلى المستهلك اللحم الجيد.

وفي هذا الصدد، قال محمد عفيفى سيف، مدير معمل الرقابة على الإنتاج الداجنى والحيواني، إن خراف الشوارع مشكلة خطيرة تهدد صحة المواطنين، خاصة مع انتشارها قبل العيد وتركيز المستهلك عند شرائها على السعر وليس صحتها وسلامتها ونوع الغذاء التي تغذت عليه.

وطالب بضرورة تنظيم حملة توعية من خطورة خراف الشوارع، التي تغذت على القمامة والأطعمة الفاسدة، من خلال العديد من الندوات بالتعاون مع العديد من وسائل الاعلام وأطباء بيطريين متخصصين وأخصائي الصحة العامة.

تربية الخنازير وسط المناطق السكنية

عادت مزارع تربية الخنازير من جديد إلى المناطق السكنية بمحافظة القاهرة، خاصة في الأماكن التي توجد بها مقالب قمامة، الأمر الذي يشكل خطرًا كبيرًا فى مناطق ذات كثافة سكانية عالية ترتبط ارتباطًا كليًا بمراكز تجميع القمامة الموجودة فى هذه الأماكن، حيث يقوم العاملون بفرز القمامة باستخدام الخنازير لتخلصهم من القمامة اللينة من ناحية ومن ناحية أخرى تدر عليهم دخلاً عالياً.

رصدت"بلدنا اليوم" معاناة الأهالي في منطقة الخصوص، التي زادت فيها تربية الخنازير، مؤكدين أن حياتهم أصبحت في خطر، خاصة أن بيوتهم وسط القمامة ووسط الخازير.

قال علي حسنين، 44عامًا، إننا نتمنى من الله أن نرحل من تلك المنطقة بسبب عودة الخنازير من جديد، التي بعيدة عن أعين الدولة.

أحمد حسين، أحد سكان الزرايب، قال بصوت يملؤه الأسى والحزن:" ولدت هنا، ولم تر عيناى منذ طفولتى إلا أكوام القمامة، لقد عادت تربية الخنازير من جديد، وأصبحنا نعيش في خوف، بسبب إمكانية عودة المرض من جديد".

بينما قال أحد العاملين بالزرايب:" تلك هى مهنتنا التي تربينا عليها، ونناشد المسئولين بمساعدتنا بدلا من القضاء علينا، لأننا نوفرلحوم للأقباط والسياح".

أما عن الرائحة الكريهة التي تنبعث من المكان، فنطالب المسئولين بتخصيص مكان لنا بعيد عن المناطق السكنية.

وأضاف شحاتة المقدس، نقيب الزبالين، أنه بعد إعدام الخنازير عام 2008، تقدم بطلب للدولة بتوفير مزارع خارج الحيز السكني، وأن الخنازير لها دورًا كبيرًا في القضاء على القمامة، وأضاف انه تقدم بمقترح تداولته وسائل الإعلام بإنشاء وزارة النظافةتكون مسئوليتها جمع القمامة فقط، لأن دور وزارة التنميهالمحلية والبيئة لا تقوم بدورها إتجاه مشكلة القمامة وشركات النظافة الأجنبية سيتنهي عقدها هذا العام والنقابة علي قدر الاستعداد لتتولى مهام النظافه في مصر.

وأعرب الحاج علي السيد، من سكان منطقة الخصوص، حزنه وأسفه الشديد من تلك المشكلة، قائلاً :"أن منطقة الخصوص تعاني من مشكلات عديدة، منها انتشار القمامة ومياه الصرف الصحي في الشوارع، مضيفا أن أحفاد يعانون من أمراض في الرئة، وأن هناك سيدات كثيرة في المنطقة مصابين بمرض السرطان بسبب الرائحة الكريهة والحشرات التي تتطاير ما بين القمامة والبيوت".

المهندس سعيد عبد الماجد، قال متسائلا:"أين المسئولين من ذلك الإهمال، وهل سيتركوننا مرة ثانية حتي تتمشى الأمراض والأوبئة بين سكان المنطقة، وأين وسائل الإعلام والصحف من تلك المشاكل، مضيفاً نحن لا نمانع من تربية الخنازير، ولكن تربية الحيوانات لها أماكن مخصصة لذلك، خاصة أن الخنازير لها تربية خاصة وبيئة مختلفة، فهي تعيش وسط القمامة وتتغذى على المخلفات، وبالتالي كل ذلك يتطلب مكان بعيد عن البشر والأطفال، الذين من حقهم العيش في بيئة نظيفة".

جدير بالذكر، أن تربية الخنازير، تعتبر فرع من تربية الحيوانات، تربى الخنازير بشكل أساسي لأجل اللحم وفي بعض الأحيان لأجل الجلد.

يمكن تربية الخنازير بأساليب مختلفة بسهولة، مثل وحدات التربية التجارية، المشاريع التجارية في المراعي،التربية الشاملة حيث يسمح له بالتجول حول القرى أوالمدن والبلدات أو يبقى في ملجأ صغير أو حظيرة خارج المنزل. قديما، تربى الخنازير بأعداد قليلة وكانت مرتبطة جدا بإقامة المالك في نفس القرية أو البلدة.

تعتبر الخنازير مصدر للحم والدهن وقدرتها على تحويل الطعام السيئ إلى لحم وغالبا مايكون بقايا الأكل المنزلية إذا كانت التربية في المنازل. كانت تأكل الخنازير على نطاق تجاري من المكبات المحلية.

تختلف نشاطات تربية الخنازير بحسب نموذج التربية في المزرعة ومجال التحكم من التجوال الكبير في القرى والبلدات لتأكل من المكبات أو في أنظمة التربية الكثيفة حيث تبقى الخنازير في المبنى غالبية حياتها، تحاول كل مزرعة خنازير التأقلم مع الظروف المحلية وإمدادات العلف.