قام الرئيس عبد الفتاح السيسى، بنشاط مكثف خلال الأسبوع الماضى ضمن جولاته الخارجية، حيث التقى وزير الخارجية الروسى، ومجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، وقام بجولة خارجية شملت زيارة الولايات المتحدة وغينيا وكوت ديفوار، حيث أجرى مباحثات هامة تتعلق بدعم العلاقات، وتوسيع التعاون فى مختلف المجالات خاصة التجارية والاستثمارية.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعى باستقبال سيرجى لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية، وأعرب عن اعتزاز مصر بعلاقاتها مع روسيا، والحرص على تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات، فضلا عن أهمية تكثيف التشاور والتنسيق حول مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الرئيس، سعى مصر لترسيخ الشراكة مع روسيا فى المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية، وهو ما تجسد فى بلورة عدد من المشروعات الهامة التى يتعاون البلدان فى تنفيذها داخل مصر، مثل مشروع محطة الضبعة النووية، والمنطقة الصناعية الروسية فى محور قناة السويس، والتعاون فى مجال تطوير منظومة السكك الحديدية.
وعلى صعيد الشق الأمنى ومكافحة الإرهاب، تم خلال اللقاء مناقشة سبل تعزيز الجهود الثنائية المشتركة لمكافحة الإرهاب، واستعرض الرئيس الرؤية المصرية فى هذا الشأن، وخطورة مسألة قيام بعض الجهات والدول بتقديم الدعم والمساندة للجماعات والمنظمات الإرهابية.
وعلى صعيد التعاون الثلاثى فى القارة الأفريقية، شهدت المباحثات استعراض فرص التعاون بين البلدين فى هذا السياق، فى ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقى، ودعوة روسيا لعقد قمة أفريقيا - روسيا فى أكتوبر المقبل.
كما تم تناولت آخر المستجدات على صعيد القضايا الإقليمية، خاصة تطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام، وأكد الرئيس فى هذا الإطار الموقف المصري الثابت بحل الدولتين وفقاً للمرجعيات الدولية، وفيما يخص الأوضاع في ليبيا أكد الرئيس ضرورة التحرك العاجل وتكاتف جهود المجتمع الدولي لوقف تدهور الوضع وتدارك خطورته، كما أعرب عن مواصلة العمل والتنسيق مع روسيا للوصول إلى تسوية سياسية للأوضاع في سوريا، وكذلك احتواء خطر العناصر الإرهابية هناك فيما يعرف بالمقاتلين الأجانب والحيلولة دون انتقالهم إلى مناطق إقليمية أخري.
والتقى الرئيس السيسي مع أعضاء مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، والذي يضم نخبة من الشخصيات الدولية البارزة وعدد من الوزراء السابقين وكبار العلماء والمفكرين المصريين والأجانب، حيث ثمن دور المكتبة والمجهودات التي تبذلها لنشر العلم والثقافة والمعرفة محلياً وإقليمياً ودولياً، مؤكدا أن مكتبة الإسكندرية بما لها من دور تنويري لديها القدرة على أن تساهم في نشر الوعي المجتمعي بأثر التكنولوجيا البازغة في المجالات كافة وسبل التعامل معها.
واستعرض الرئيس الجهود المصرية لتعزيز وترسيخ قيم التسامح والسلام وقبول الآخر ونبذ العنف والكراهية، فضلا عن جهودها في مجل تطوير البحث العلمي وإنشاء العديد من الجامعات من خلال التوءمة مع كبرى الجامعات الدولية.
وقام الرئيس السيسي بزيارة غينيا في إطار جولة أفريقية، وعقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الغيني ألفا كوندي، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، حيث أشاد السيسي بتميز العلاقات الثنائية بين البلدين وتنوع مجالات التعاون المشترك بينهما، مؤكدا اهتمام مصر بالارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية مع غينيا بما يساهم في دفع التكامل الإقليمي والأفريقي فيما يتعلق بالتجارة البينية وتحقيق هدف منطقة التجارة الحرة الأفريقية.
كما تم تناول عدد من الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فى مقدمتها سبل الارتقاء بدور وفعالية الاتحاد الأفريقي في ظل الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد، وأشار الرئيس إلى اعتزام مصر تسخير إمكاناتها وخبراتها لدفع عجلة العمل الأفريقي المشترك وتحقيق مردود إيجابي ملموس من واقع الاحتياجات الفعلية للدول والشعوب الأفريقية.
وشهد الرئيسان في ختام المباحثات التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الثقافة، والرياضة، والإعلام، والتجارة.
كما زار الرئيس السيسي جامعة "جمال عبد الناصر" بكوناكري، حيث شهد إزاحة الستار عن تمثال الرئيس عبد الناصر بحرم الجامعة، إلى جانب افتتاحه لمبنى المجمع الجديد بالجامعة والذي يحمل اسم "الرئيس عبد الفتاح السيسي".
وشارك الرئيس السيسي في مأدبة العشاء التي أقامها على شرفه الرئيس الغيني ألفا كوندي، والتي شهدت تقليده وسام الاستحقاق الوطني، وهو أرفع وسام في جمهورية غينيا.
ثم قام الرئيس السيسي بزيارة للولايات المتحدة تلبيةً لدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك في إطار سلسلة اللقاءات التي تجمع الرئيسين بهدف تعزيز علاقات الشراكة المتبادلة التي تربط بين مصر والولايات المتحدة في كافة المجالات، بما يحقق المصالح الاستراتيجية للدولتين والشعبين، فضلا عن مواصلة المشاورات الثنائية حول القضايا الإقليمية وتطوراتها.
والتقى الرئيس السيسي في اليوم الأول من زيارته لواشنطن، مع مايك بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة، وأكد حرص مصر على تدعيم وتعميق الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تمثل ركيزة هامة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، معرباً في هذا الإطار عن التطلع لتعظيم التنسيق والتشاور مع الجانب الأمريكي خلال الفترة المقبلة بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك.
كما استقبل الرئيس جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، وتناول اللقاء التباحث حول تطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط؛ وأكد الرئيس أن مصر ستظل داعمة لأي جهد مخلص يضمن التوصل لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية استناداً إلى قرارات ومرجعيات الشرعية الدولية وحل الدولتين وما تضمنته المبادرة العربية، على نحو يحفظ الحقوق الأصيلة للشعب الفلسطيني.
وعقد الرئيس السيسي مباحثات قمة مع الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث شدد الرئيس الأمريكي على حرص الإدارة الأمريكية على تفعيل أطر التعاون الثنائي المشترك، وتعزيز التنسيق والتشاور الاستراتيجي القائم بين البلدين وتطويره خلال المرحلة المقبلة، لاسيما فى ضوء الدور المصري المحوري بمنطقة الشرق الأوسط، باعتبارها دعامة رئيسية لصون السلم والأمن لجميع شعوب المنطقة.
وأكد الرئيس السيسي أن تكثيف التعاون والتنسيق بين البلدين خلال المرحلة المقبلة من شأنه أن يحقق المصالح المشتركة لكليهما ويساهم فى دعم جهود استعادة الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط في ضوء ما يتعرض له من توتر واضطراب غير مسبوق.
وتم خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة، خاصةً على الصعيد الاقتصادى، وتم التباحث حول سبل تعظيم الأنشطة الاستثمارية للشركات الأمريكية في مصر، لا سيما في ضوء التقدم المحرز في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل وتهيئة البنية التشريعية والمؤسسية لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى مصر.
وتطرق اللقاء إلى ملف مكافحة الإرهاب، حيث أشاد الرئيس الأمريكي بالجهود المصرية الناجحة فى التصدي بحزم وشجاعة لخطر الإرهاب، مؤكدا أن مصر تعد شريكا محوريا في الحرب على الإرهاب، ومعربا عن دعم بلاده الكامل للجهود المصرية في هذا الصدد، كما حرص الرئيس ترامب في هذا الإطار على نقل شكر الولايات المتحدة وكافة مؤسساتها للرئيس السيسي علي جهوده في مجال التسامح الديني وحرية العبادة في مصر.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس السيسي أهمية مواصلة التعاون المشترك بين مصر والولايات المتحدة لتقويض خطر التنظيمات الإرهابية ومنع وصول الدعم لها سواء بالمال أو السلاح أو الأفراد، مستعرضا الجهود التي تبذلها مصر على كافة المستويات، العسكرية والأمنية والتنموية والفكرية، للقضاء على ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف، ومشيرا إلى ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي للتعامل مع تفشي تلك الظاهرة.
كما أكد السيسي أهمية التوصل لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، لتحقيق السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
واستقبل الرئيس السيسي بمقر إقامته إيفانكا ترامب، مستشارة الرئيس الأمريكي، وتمت مناقشة قضايا تمكين المرأة، وأكدت نجلة الرئيس الأمريكي حرصها على تعزيز التشاور والتنسيق مع مصر في هذا الخصوص، وشدد الرئيس على أن مصر ستواصل جهودها فى العمل على تطوير ما تحقق من نجاحات فى مجال تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها فى الحياة العامة.
ثم استقبل الرئيس السيسي كريستين لاجارد، مدير عام صندوق النقد الدولي، وتناول اللقاء بحث أوجه التعاون بين مصر وصندوق النقد الدولي في ضوء تطورات تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري.
وأعرب الرئيس خلال اللقاء عن التقدير للشراكة المثمرة والتعاون البناء بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولي لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل، مؤكدا أن الشعب المصري كان له الدور الرئيسي في نجاح جهود الدولة في تنفيذ عملية الإصلاح، بوعيه وإدراكه لحتمية الإجراءات الإصلاحية التي تم اتخاذها في هذا الإطار.
بينما أشادت لاجارد باهتمام الرئيس بقطاع الشباب، وكذا التجربة الناجحة في هذا الصدد لتنظيم مؤتمرات الشباب الوطنية والعالمية التي عقدت في مصر علي مدار السنوات الماضية برعاية مباشرة من الرئيس.
وشارك الرئيس السيسي في مأدبة العشاء التي أقامتها غرفة التجارة الأمريكية على شرفه وشهد العشاء حوارا مفتوحا مع ممثلي قطاع الأعمال الأمريكي الحاضرين، والذين أبدوا اهتماما بالعمل فى مصر أو التوسع فى مشروعاتهم القائمة، حيث أكد الرئيس حرص مصر على التواصل المستمر مع المستثمرين للتعرف على المشاكل والمعوقات التي تواجههم والعمل على حلها وتذليل كافة العقبات أمامهم، معربا عن تقديره للدور الذي تقوم به غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال المصري الأمريكي في دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والولايات المتحدة.
وحرص الرئيس السيسي علي لقاء السيدة المصرية سهام نصار المقيمة بمدينة نيويورك والمكرمة سابقا في مصر بالأم المثالية، والتي طلبت لقاءه لتقديم الشكر علي جهود الدولة في مكافحة "فيروس سي" التي عانت منه طويلا في السابق.
ثم قام الرئيس السيسي بزيارة كوت ديفوار، حيث عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الحسن واتارا، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين.
وأكد الرئيس وجود آفاق واسعة لتطوير مستوى التعاون الاقتصادي بين مصر وكوت ديفوار، مشيرا في هذا الصدد إلى أهمية العمل على الارتقاء بمعدلات التبادل التجاري بين البلدين، ومنوها كذلك إلى حرصنا المتبادل على تعزيز تواجد الشركات المصرية العاملة في كوت ديفوار وتشجيع شركات جديدة على الاستثمار هناك.
وأشار الرئيس إلي استعداد مصر لتقديم الدعم لكوت ديفوار على صعيد مشروعات البنية التحتية في مجال تكنولوجيا المعلومات، وذلك في ضوء الخبرة المصرية العريضة في هذا الشأن، وأكد كذلك حرص مصر على تعزيز التعاون مع الأشقاء الإيفواريين في مجال بناء القدرات والتدريب في مختلف المجالات المدنية والعسكرية,
واتفق الرئيسان على تفعيل دور اللجنة المشتركة بين البلدين على مستوى وزراء الخارجية، وذلك لمتابعة ودفع مختلف مجالات التعاون الثنائية.
كما شهد الرئيسان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الثقافة، والصحة، وتكنولوجيا المعلومات.
وشارك الرئيس السيسي في مأدبة الغداء التي أقامها على شرفه الرئيس الحسن واتارا، والتي شهدت تقليده وسام الاستحقاق الوطني، وهو أرفع وسام في جمهورية كوت ديفوار.