عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤتمر صحفي مشترك مع رومن راديف، رئيس جمهورية بلغاريا، على هامش القمة المصرية البلغارية التي عقدها الرئيس اليوم ، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين.
وجاء في نص الكلمة:
" فخامة الرئيس/ رومن راديف
رئيس جمهورية بلغاريا، والوفد المرافق
السيدات والسادة،
يسعدني في البداية أن أرحب بفخامة رئيس بلغاريا ضيفاً كريماً في زيارته الأولى لمصر، والتي تأتي تتويجاً لمسار التقارب الذي تشهده العلاقات الثنائية بين بلدينا خلال الأشهر الأخيرة، حيث استقبلتُ في أكتوبر الماضي بالقاهرة رئيس وزراء بلغاريا لبحث سبل الارتقاء بمختلف مجالات التعاون، ونستكمل اليوم تلك المباحثات المثمرة التي تعكس الإرادة القوية لدى الدولتين في المضي قدماً نحو تعزيز أوجه العلاقات الثنائية على شتي الأصعدة لا سيما السياسية والاقتصادية.
كما أود أن أؤكد اعتزازي بما يجمع بلدينا من علاقات تاريخية ممتدة على مدار أكثر من تسعة عقود شهدت العديد من أوجه التعاون والتنسيق المشترك، وهو الأمر الذي يؤكد قناعتنا الراسخة بتعدد فرص وإمكانيات التعاون التي تخدم صالح الشعبين المصري والبلغاري.
وفي هذا الإطار فإنه لمن دواعي سروري أن أعلن عن إطلاق مجلس الأعمال المصري البلغاري المشترك كأحد أهم نتائج زيارة فخامة رئيس بلغاريا إلى مصر، والذي نتوقع أن يكون له مردود إيجابي كآلية أساسية لتعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة الاستثمارات والتبادل التجاري الذي يتجاوز حالياً حاجز المليار دولار، وهو ما يجعل مصر الشريك التجاري الأول لبلغاريا في أفريقيا والشرق الأوسط.
الحضور الكريم،
لقد عقدنا اليوم جلسة محادثات بناءة، وتطرقنا خلالها لسبل تعزيز العلاقات الثنائية سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً، فضلا عن التعاون في إطار المؤسسات والمحافل متعددة الأطراف، كما استعرضنا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وقد أظهرت هذه المناقشات توافقاً في الرؤي إزاء العديد من التطورات وسبل التعامل مع عدد من الأزمات الراهنة من أجل التوصل إلى حلول سلمية لها، الأمر الذي يؤكد ضرورة استمرار التنسيق والتواصل فيما بيننا دعما لاستقرار منطقتيّ الشرق الأوسط والبلقان.
كما شهد لقائي مع فخامة الرئيس "رومن راديف" تبادلاً للرؤى حول سبل تعزيز التعاون المشترك والتنسيق الأمني في مواجهة خطر الإرهاب، وقد أكدنا أهمية تضافر الجهود الدولية في التصدي له والقضاء عليه من جذوره، كما عرضتُ الرؤية المصرية بشأن ضرورة وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب للتعامل مع مختلف جوانب تلك الظاهرة، بما في ذلك التصدي للجهات والدول الداعمة والمساندة للجماعات والمنظمات الإرهابية والمتطرفة، وتطرقنا أيضا لأزمة المهاجرين غير الشرعيين وسبل معالجتها في إطار من المسئولية المشتركة وتقاسم الأعباء، وأوضحت في هذا السياق الجهود والمسئولية التي تقع على كاهل مصر سواء فيما يتعلق بتأمين حدودها أو استضافتها لأعداد كبيرة من اللاجئين. وأود بهذه المناسبة أن أعرب عن خالص تقديري لمواقف بلغاريا المتوازنة إزاء التطورات الجارية في مصر والتي تعكس تفهما واضحاً لما نواجه من تحديات متصاعدة في خضم الواقع الإقليمي الصعب الذي نعيشه.
وختاماً، أؤكد مرة أخرى اعتزاز مصر بما يجمعها ببلغاريا من روابط تاريخية عميقة، والتي تشكل أساساً قويا للانطلاق بعلاقاتنا الثنائية إلى آفاق أرحب وبما يلبي طموحاتنا المشتركة، كما أود أن أجدد ترحيبي بفخامة رئيس بلغاريا "رومن راديف"، وأشكره على دعوته لي لزيارة دولة بلغاريا الصديقة، وأن أعرب عن خالص اعتزازي بشخص فخامته، وتطلعي للعمل سويا لما فيه صالح بلدينا وشعبينا الصديقين.