ما بين الحين والآخر، ينتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو مختلفة، دائمًا تكون لأحد الأشخاص يظهر بطولته في موقف ما حدث أثناء تواجده، وفي الغالب يتداول النشطاء هذه المقاطع بشدة، فيما يصفون من التقطتهم الكاميرا بأبطال، بسبب الفعل الذي حدث ونال إعجاب الجميع، فيما يداول الرواد فيديوهات آخرى، تثير غضب الجميع بسبب أفعال غير لائقة، يصفها البعض بللا إنسانية، ويواجه مرتكبها موجة انتقادية عنيفة.
بطل الانقاذ
الساعات القليلة الماضية كانت شاهدة على انتشار مقطع فيديو، يوثق بطولة شاب عرض حياته للخطر من أجل إنقاذ أطفال عالقين في شقة اندلعت بها النيران، في منطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة.
التحقيقات التي أجرتها النيابة كشفت أن النيران اندلعت بشقة سكنية في المنطقة الشعبية المزدحمة، وذلك نتيجة تسرب غازي.
ويظهر فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، الشاب وهو يتسلق أنابيب مثبتة على مبنى مكون من 3 طوابق، وينتشل 3 أطفال واحدا تلو الآخر، من شرفة تنبعث منها الأدخنة.
ووسط عملية الإنقاذ الشجاعة، تعالت صيحات الخوف بين سكان يراقبوا المشهد، قلقًا على مصير الشاب والأطفال.
ونال الشاب الذي يعتقد أن اسمه جهاد يوسف، إشادات واسعة ممن حضروا المشهد، أو من متابعي مواقع التواصل الاجتماعي.
بطل الجركن
وفي الشهر الماضي، اندلع حريق داخل محطة قطار مصر، إثر اصطدام جرار برصيف رقم 6 داخل المحطة، ما أسفر عن استشهاد 22 شخصًا، وإصابة قرابة 40 آخرين، ما تسبب في إثارة الجدل، على مواقع التواصل الاجتماعي، وحدوث حالة من الغضب الشديد بين الرواد.
من بين هذا الغضب الذي تملك رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كان هناك انتشارًا واسعًا من نوع آخر، بين النشطاء، لمقطع فيديو مصور، يوثق لحظة اندلاع الحريق، ويرصد عمل بطولي شاب يدعي "وليد مرضي" يبلغ من العمر 38 عامًا، ويعمل بأحد "الأكشاك" على أرصفت القطار، حيث أمسك الشاب "بجركن" مياة، كان بحوزته، وعلى الفور بدأ يطفئ النيران التي التهمت بالمواطنيين المصابين والضحايا على الرصيف رقم 6.
النشطاء عبر مواقع التواصل، صنعوا لقبًا لذلك الشاب خلال ساعات قليلة وهو "بطل الجركن" نسبةً لما كان يفعله بالجركن أثناء اندلاع الحريق، وبالفعل الانتشار الواسع للفيديو، دفع القنوات التليفزيونية لعمل حورات مع هذا الشاب الذي كان بطل المشهد المؤسف.
سيلفي القطار
في الحريق ذاته، تداول النشطاء أيضًا وبشدة، صورة واحدة فقط، كانت قادرة على أن تخلق حالة من الغضب الواسع على "السوشيال ميديا" بعدما التقطت أحد المصوريين الصحفيين في مكان الحادث، صورة لشاب في العشرين من عمره، يلتقط "سلفي" للذكرى من أمام القطار المحترق، حيث تفاعل معها الرواد بشكل مغضب للغاية، ووصف هذا العمل باللا إنساني، فيما نسب البعض هذا الشاب الذي يلتقط الصورة إلى جماعة الإخوان المسلمين.
الصورة كانت شاب يدعي "ياسر مدبولي" في العقد الثاني من العمر، الانتقادات التي واجهها الشاب على "السوشيال ميديا" دفعته للظهور إعلاميًا ليوضح حقيقة الأمر، حيث قال في أحد التصريحات إنه فعل ذلك لطمأنة والده الذي كان يحاول الاطمئنان عليه لمعرفته أنه تواجد في المحطة وقت وقوع الحادث.
وأضاف "مدبولي"، أنه شارك في نقل المصابين إلى المستشفيات، لافتًا إلى أنه لم يقصد ما قيل عنه عبر السوشيال ميديا من أنه لا يقدر حجم الحادث ولا حالة المصابين، معبرا عن أسفه وتعازيه لأسر الضحايا.