"الحرية والديمقراطية".. كلمتان لهما العديد من المعاني التي تكفي لصياغة كتب ومقالات، يتغنى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قائد رابع أكبر بلد راعية للعمليات الإرهابية، ومع قرب الانتخابات الرئاسية، يحرص الرئيس التركي، على اقتناص الأزمات حتى يجني المكاسب السياسية ويضفي على نفسه هالة "زعيم المسلمين"، وبرز ذلك بشكل لافت بعد الاعتداء الدموي الأخير على مسجدين في نيوزيلندا.
وبالرغم من حذف مقاطع الفيديو التي وثقت الهجوم الدامي للسفاح الأسترالي على مسجدين الأسبوع الماضي، من كافة مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و "يوتيوب"، إلا أن "أردوغان" استغل هذا المقطع حيث قام بعرض لقطات منه أمام أنصاره.
وبحسب بلومبرغ، فإن أردوغان أصر على عرض الفيديو، في الوقت الذي تعمل شركات التقنية العالمية على حذفه، احتراما لأرواح الضحايا ولمشاعر عائلاتهم.
وفي محاولة لاستمالة الرأي العام قبل الانتخابات البلدية المرتقبة في 31 من مارس الجاري، قام الرئيس التركي بعرض جزء من الفيديو خلال لقاء حاشد بمدينة اسطنبول ومنطقة تيكيرداغ شمالي البلاد.
وقال أردوغان إن السفاح، برنتون تارنت، البالغ من العمر 28 عاما، تحدث عن تركيا بشكل صريح واستهدفه شخصيا، حين هجم على المسجدين وخلف 50 قتيلا وعشرات الجرحى الآخرين، ولم يكتف أردوغان بهذا بل راح يتحدث عن الأمين العام لحزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كيليتشدار أوغلو، وعرض مقطع فيديو يتحدث فيه الأخير عن الإسلاميين المتشددين.
وحاول الرئيس التركي أن يظهر خصمه بمثابة شخص يهاجم هوية بلاده ويركز على متطرفيها، لكن دون الإشارة إلى تشدد حركات اليمين في المجتمعات الغربية.
وأدان المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري، فايق أوزتراك، ما صدر عن الرئيس التركي، قائلا إن أردوغان يحاول أن يراكم رصيدا سياسيا باستغلال القتلى وتساءل "هل ثمة ما يستحق في أن تعرض فيديو لمجزرة في سبيل كسب عدد إضافي وقليل من الأصوات."
وركز أردوغان على هجوم السفاح الأسترالي، فيما يبدي الشارع استياء متزايدا من الركود الاقتصادي وهبوط الليرة وارتفاع مستوى التضخم.
وكان السفاح الأسترالي تارنت قد زار تركيا مرتين، سنة 2016، وقضى 43 يوما في البلاد، وتعهد أردوغان بكشف الجهات التي تواصل معها عما قريب.