تعتبر الأمثال المصرية، جزء أساسي في تكوين الشخصية المصرية، كما أنها إرث يتناقلونه بين بعضهم البعض، لكن أغلب الناس لا يعلمون القصة الحقيقية وراء انتشار هذه الأمثال، لذا في السطور القادمة، نعرض لكم قصة أكثر الأمثال تداولا بين المصريين، وهو مثل "عذر أقبح من ذنب".
يرجع أصل هذا المثل إلى بلاد الأندلس، في القرن السادس الهجري، حيث قرر أحد الملوك أن يعطي مكافأة كبيرة، لمن يأتيه بعذر أقبح من ذنب، تقدم الكثيرون إلى هذه المنافسة، لكن لم يستطع أحد أن ياتي للمك بعذر أقبح من ذنب.
وفي يوم من الأيام، بينما كان الملك يأخد قيلولة في حديقة قصره، قام خادمه بتقبيله وهو نائم، فاستشاط الملك غضبا من ذلك التصرف، وأمر بأن يجلد الخادم مائة جلدة، نظرا لجرئته على تقبيله.
وتأسف الخادم، وقال"إنني مظلوم، ولم أكن أقصد بأن أقوم بتقبيلك، فقد ظننت بأن الملكة هي النائمة، ولست أنت يا مولاي".
فثار الملك عليه، وقال "أكنت ترغب في تقبيل الملكة؟"، فأمر الملك بأن يعدم هذا الخادم.
وقال الخادم، "ها أنا قد جئتك، بعذر أقبح من ذنب، فأنا عندما أذنبت وقمت بتقبيلك، أمرت بجلدي، وعندما أتيتك بعذر-تقبيل الملكة- أمرت بإعدامي، لذا فأعطني الجائزة، لأني استطعت أن آتيك بعذر أقبح من ذنب."
وبالفعل سامحه الملك، لأنه أتاه بعذر أقبح من ذنب، كما أنه أعجب بدهاء هذا الخادم وذكاءه، منذ ذلك الحين، تم تداول مثل "عذر أقبح من ذنب".